“دويلة” الهول خلال تموز: مسد تُخرج مزيد من العوائل السورية.. وأذرع التنظيم تواصل تنفيذ الجرائم رغم الحملات الأمنية
لاتزال الأحداث التي تشهدها “دويلة” الهول الواقعة أقصى جنوب شرقي الحسكة، خير دليل على الفوضى التي أطلقها تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية، حيث بات مخيم الهول للاجئين والنازحين أشبه بـ”دويلة” لعناصر وعائلات التنظيم، وهي أزمة تسعى معظم دول العالم إلى تجاهلها والتغاضي عنها تجنبا لاستعادة مواطنيها الذين انضموا إلى عناصر التنظيم. وتنتشر الفوضى والانفلات الأمني بصورة كبيرة داخل المخيم الذي يعد بمثابة قنبلة موقوتة، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب التطورات ضمن المخيم خلال الشهر السابع من العام 2021.
ومع عودة الفلتان الأمني للتصاعد مجدداً بشكل ملحوظ في مخيم الهول، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر حزيران/يونيو الفائت، 6 جرائم قتل ضمن “دويلة الهول”، على يد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، راح ضحيتها 6 أشخاص جميعهم من اللاجئين العراقيين، بينهم 3 نساء، قتلوا جميعاً في الأقسام الأول والثاني والثالث.
والجدير بالذكر أن هذه الجريمة أيضاً، هي 19 منذ انتهاء المرحلة الأولى للحملة الأمنية، وهو مؤشر لا يدعو للتفاؤل وسط تخوف من عودة جرائم القتل للتصاعد في مخيم الهول.
وبذلك، يرتفع تعداد جرائم القتل في المخيم منذ مطلع العام 2021، إلى 59 جريمة، 13 منها جرت خلال الشهر الأول، و10 جرت في الثاني، و17 في الشهر الثالث، وواحدة في الشهر الرابع، و6 في الشهر الخامس، و6 في الشهر السادس، و6 في الشهر السابع.
ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري فإن الجرائم هذه أسفرت عن مقتل 63 شخص، هم: عنصران من الأسايش، و46 من اللاجئين العراقيين بينهم 3 أطفال و13 امرأة، و15 من حملة الجنسية السورية بينهم طفل وطفلة و4 نساء و”رئيس المجلس السوري” في المخيم، وفي السياق ذاته قتل مسلح من الخلايا المسؤولة عن عمليات القتل، بعد تفجير قنبلة أثناء ملاحقته من قبل دورية تابعة للأسايش.
في حين عمدت إدارة مخيم الهول بريف الحسكة الجنوبي الشرقي في الخامس عشر من تموز الفائت، إلى إخراج 82 عائلة يقدر عددهم بنحو 299 شخص، جميعهم من أبناء محافظة الرقة وريفها، وذلك ضمن مبادرة مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” لإفراغ مخيم “الهول” من السوريين.
وبذلك تكون إدارة المخيم أخرجت منذ مطلع العام الجاري، 552 عائلة سورية من الهول، 98 عائلة خرجت في يناير، و105 خرجوا في شباط، و125 عائلة خرجوا في آذار، و83 عائلة خرجوا في أيار، و59 عائلة خرجوا في حزيران، و82 خرجوا في تموز وذلك في إطار العملية المتواصلة لإفراغ الهول من النازحين السوريين ضمن المبادرة التي أطلقها مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”.
في حين شهد يوم 30 تموز، مداهمات نفذتها قوى الأمن الداخلي “الأسايش”، داخل مخيم الهول الواقع أقصى جنوب شرق الحسكة، اعتقلت خلالها نحو 15 شخص بتهمة الانتماء والتعامل مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، من ضمنهم متهمين بتنفيذ جرائم قتل ضمن “الدويلة”، وجرت الاعتقالات من القسمين الرابع والسادس.
بينما لقي طفل من عوائل تنظيم “الدولة الإسلامية” مصرعه بعد تعرضه للدهس عن طريق الخطأ من صهريج لنقل المياه في مخيم الهول بريف الحسكة، يذكر أن الطفل من حملة الجنسية الروسية.
ومع تحول مخيم الهول إلى “قنبلة موقوتة” قد تعيد الفوضى إلى المنطقة من جديد، يجدد “المرصد السوري” مناشداته المجتمع الدولي بضرورة إيجاد حل لأزمة “دويلة الهول” التي تهدد بالانفجار في أي لحظة في وجه العالم أجمع. كما نجدد في “المرصد السوري” دعوتنا لمجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات والدول التي تدعي احترام حقوق الإنسان في العالم، إلى العمل الفوري من أجل وقف الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، وإنشاء محاكم مختصة لمحاكمتهم.