دي ميستورا: الأسد جزء من الحل الرامي لتخفيف العنف في سوريا
تستمر المواجهات على أشدها في ريف درعا الشمالي الغربي الملاصق لريف دمشق بين الجيش السوري الحر، وقوات النظام مدعومة بميليشيات إيرانية، وأخرى لبنانية من حزب الله، مواجهات اتسمت بطابع الكر والفر بين الطرفين وذلك لعدم قدرة أي طرف على حسم المعركة بشكل نهائي، ويبدو ذلك واضحا بعد تقدم قوات النظام وتراجعها عدة مرات في دير العدس، إلى أن سيطرت عليها مؤخرا. هذا ولم تكن تكلفة السيطرة على تلك البلدة الصغيرة بالبسيطة، فقد منيت قوات النظام بخسائر بشرية قدرت بالعشرات، إضافة إلى أسر آخرين بينهم من جنسيات غير سورية، ناهيك عن تدمير العديد من العربات والدبابات على تخوم دير العدس ودير ماكر والتي بلغت أكثر من 11 دبابة.
وقال ماهر الحمدان مدير وكالة «سوريا برس» في حديثه لـ «القدس العربي»أسر قرابة 15 عنصرا وتنوع الأسرى بين جنسيات سورية وإيرانية ولبنانية، وذلك إثر عملية التفاف قام بها الثوار على المحور الشرقي لبلدات حمريت ودير ماكر وقاموا بقتل 40 عنصراً من مليشيات حزب الله وأخرى إيرانية وقد طلبوا بواسطة مكبرات الصوت إن يسلموا أنفسهم لكنهم رفضوا ولقوا مصرعهم».
وحول مدی تأثير خسارة دير العدس علی اتصال ريف دمشق الغربي بريف درعا الشمالي قال الحمدان: بخصوص دير العدس خسارتها مؤقتة والثوار على أطرافها ومعارك كر وفر لا يمكن التنبؤ بالأحداث فخلال ساعات ممكن للثوار قلب الموازين، إلا أنه في حال استمرار سقوط دير العدس فإن تأثيره هو تقدم النظام نحو بلدة كفر شمس وكفر ناسج ومحاصرة الثوار في بلدة حمريت بريف دمشق الغربي.
بدوره تحدث عضو المكتب الإعلامي في جيش اليرموك «يامن الصالح» عن الصعوبات التي تواجه الجيش الحر في تصديه لقوات النظام قائلا: نعاني من نقص في ذخيرة مضادات الدروع، ونناشد دول أصدقاء الشعب السوري توفير الذخيرة لهذا السلاح، حيث استطعنا المواجهة بالقليل المتوافر لدينا والعديد من المدرعات والدبابات على جبهات دير العدس ودير ماكر. وتابع الصالح: البرد والظروف الجوية القاسية كانت عاملا مساعدا لتحييد طيران الأسد قليلا إلا انه أيضا كان عاملا قاسيا بإرهاق المقاتلين أو مرضهم.
الى ذلك قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا أمس الجمعة إن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يكون جزءا من الحل الذي يهدف إلى تخفيف العنف في سوريا.
وأضاف أنه سيواصل محادثاته مع الأسد بعد المحادثات التي أجراها في دمشق بوقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال دي ميستورا في فيينا حيث يجري محادثات مع وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورتس إن الحكومة السورية لا تزال تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد، مشيرا إلى أن الأسد «جزء من الحل الرامي إلى تخفيف العنف» في توضيح لتصريح سابق ذكر فيه أن الأسد هو جزء من الحل (للأزمة السورية بأكملها).
وقال دي ميستورا «انا لا أتحدث عن الحل النهائي. هذا أمر لو سألتني لقلت إنه يتعين على السوريين وحدهم اتخاذ قرار بشأنه. النقطة الأساسية هي أنه جزء من الحل الرامي إلى تحفيف العنف.»
وفي وقت سابق قال دي ميستورا في مؤتمر صحافي مع كورتس «هناك جزء كبير من سوريا لا يزال تحت سيطرة الحكومة السورية وسأستمر في إجراء نقاشات هامة للغاية معه (الأسد) لأنه أيضا جزء من الحل.»
المصدر : القدس العربي