دي ميستورا يبحث مع الأوروبيين الحل السياسي للأزمة السورية

21

الوطن – وكالات

 
يبحث الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا سبل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
يأتي ذلك مع تحول التركيز في الاتحاد الأوروبي الموحد فيما يتعلق بالأزمة في سورية، نحو مواجهة الإرهاب، خصوصاً مع تصاعد القلق في العواصم الأوروبية من عودة آلاف الأوروبيين الذين يقاتلون إلى جانب التنظيمات المتطرفة في سورية والعراق إلى بلادهم لتنفيذ أعمال إرهابية مستفيدين من الخبرات التي كسبوها. وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني مساء الثلاثاء أن وزراء خارجية دول التكتل الموحد ودي ميستورا سيجتمعون يومي الأحد والاثنين المقبلين في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وفي مؤتمر صحفي بعد زيارة مخيم للاجئين السوريين بالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية، قالت موغيريني وفقاً لوكالة الأنباء «رويترز»: «لدينا اجتماع يومي الأحد والاثنين.. لنرى من جانب كيف ننسق على نحو أفضل القتال ضد تنظيم داعش، ومن الجانب الآخر سبل استئناف العملية السياسية التي تقود إلى حل للصراع في سورية».
وأول أمس، اعتبر وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رايندرز أن من واجب الاتحاد الأوروبي وبلجيكا دعم مهمة دي ميستورا وفكرته «تجميد القتال» انطلاقاً من مدينة حلب التي سوف يتسنى من خلالها التوصل إلى وقف إطلاق النار لإطلاق بوادر «الهدنة» والحوار السياسي.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الروسية موسكو، شدد رايندرز على ضرورة معالجة ملف المرتزقة الأجانب الذين يقاتلون في سورية، خصوصاً أن عملية إرهابية ارتكبت في بلجيكا من قبل إرهابي عاد من هناك.
واللافت أن الاجتماع الأوروبي سيعقد بعد مباحثات أجرتها موغيريني مع رئيسي الوزراء في كل من بريطانيا ديفيد كاميرون وإيطاليا ماتيو رينزي، مع المسؤولين الأتراك من أجل بناء تعاون بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لمواجهة تهديدات تشمل داعش.
ويبدأ رينزي اليوم الخميس زيارة رسمية إلى تركيا تستمر يومين يلتقي خلالها في العاصمة أنقرة الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو.
والثلاثاء، كشف كاميرون خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي، أن البلدين سيتبادلان مزيداً من المعلومات بشأن المقاتلين الأجانب في صفوف داعش في محاولة لمنعهم من أن يشكلوا خطراً عند عودتهم إلى البلاد، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».
ودافع داود أوغلو عن تركيا في مواجهة اتهامات بأنها متساهلة في السيطرة على حدودها، لكن وزير الخارجية التركي السابق أسقط في يديه عندما سئل عن تقارير أكدت أن بلاده سلمت اثنين من متشددي داعش البريطانيين إلى التنظيم في تشرين الأول الماضي في إطار صفقة تبادل رهائن أتراك احتجزهم داعش بعد اجتياحه مدينة الموصل العراقية.
واكتفى رئيس الوزراء التركي بالقول: إنه سيكون من الخطأ الإدلاء بتصريحات علنية بشأن عمليات المخابرات.
وجاءت زيارة المسؤولة الأوروبية والتي رافقها مفوض شؤون توسيع الاتحاد الأوروبي يوهانز هان ومفوض المساعدات الإنسانية كريستوس ستيليانيدس، في سياق الضغوط الغربية على تركيا لدفعها إلى تغيير سياستها ووقف تدفق المقاتلين الراغبين في القتال إلى جانب تنظيم داعش عبر حدودها التي أصبحت بوابة رئيسية بين أوروبا والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم في كل من سورية والعراق.
وكانت موغيريني انتقدت الحكومة التركية عندما أعلنت في مؤتمر صحفي من أنقرة الاثنين أن تركيا المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي لم تؤيد سوى أقل من ثلث مواقف الاتحاد بشأن السياسة الخارجية في الآونة الأخيرة مقارنة بنحو 80 بالمئة في السابق. وشددت على ضرورة التعاون على نطاق أوسع بين التكتل الموحد وتركيا.