رحلة النزوح نحو مخيم الموت ترفع من حصيلة الأطفال الموتى إلى 49 على الأقل والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة أمام المسؤولية عن وفاتهم
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان تصاعد أعداد الأشخاص الذين فارقوا الحياة في مخيم الهول للنازحين في الريف الجنوبي الشرقي للحسكة، نتيجة التقصير الكبير في الرعاية الطبية والإشراف الصحي على الحالات المرضية، بالإضافة لتردي الأحوال الجوية وقلة المساعدات وانعدامها في بعض الأحيان، ونقص العلاج اللازم وقلة الغذاء المقدم من قبل المنظمات المشرفة على مخيم الهول، وبسبب الأمراض التي أصيب بها الأطفال خلال تواجدهم في جيب التنظيم والمزارع الأخيرة المتبقية، أو خلال حيث ارتفعت أعداد الوفيات في مخيم الهول إلى 49 حالة معظمهم من الأطفال، ممن فارقوا الحياة نتيجة أوضاع إنسانية ومعيشية سيئة، والقسم الأكبر منهم فارق الحياة نتيجة أمراض تزايدت مضاعفاتها خلال رحلة الوصول إلى مخيم الهول، آخرها حالتان فارقتا الحياة إحداها في المخيم وآخر في المشفى، فيما أشعل تصاعد الوفيات استياء النازحين الذين أكدوا للمرصد السوري أن الأمم المتحدة هي المسؤولة عن وفاة أطفالهم وذويهم، وهي من تتحمل المسؤولية الأولى عن كل هذا التقصير من خلال منظماتها المرتشية التي تعمد لإهانة النازحين، فيما تكتفي المنظمات الدولية بالبيانات الإعلامية التي تضفي لها نقاطاً على الساحة الإنسانية الدولية.
فيما كان حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأحد الـ 24 من شباط / فبراير الجاري، من عدد من المصادر الموثوقة، على معلومات أكدت أن 14 شخصاً أصيبوا جراء الانفجار الذي وقع في مخيم الهول بريف الحسكة الجنوبي الشرقي، الناجم عن انفجار اسطوانات غاز في المخيم، الأمر الذي تسبب بنشوب حرائق كبيرة فيه، بالإضافة لإصابات جراء الحرائق والدخان المنبعث منها، حيث عمد “الهلال الأحمر الكردي” لإسعاف المصابين وتقديم الإسعافات لهم، لتزيد الحادثة هذه من مأساة نحو من 44500 بين نازح ولاجئ إلى هذا المخيم، وهم 5895 عائلة نازحة يبلغ عددهم 21891، و5930 عائلة لاجئة إلى المخيم ويبلغ عددهم 22531، ونشر المرصد السوري في التاسع من شهر فبراير الجاري، أن لا شيء يعتري النازحين والفارين من الموت، سوى الموت نفسه، يرافقه أوضاع وأحوال إنسانية مأساوية، فيما من المنظمات الدولية والأمم المتحدة والأطراف الفاعلة، تنظر بصمت مقزز إلى أحوال عشرات آلاف النازحين في مخيمات الهول، التي باتت (مخيمات الموت)، فبينما تعصف الأحوال المعيشية المتردية بشكل كبير ومتسارع في المخيم، بنحو 40 ألف نازح داخل المخيم، جاءت الرياح والأمطار لتعصف بعشرات المخيمات وتزيد من طين مخيمات الموت والمأساة التي تسودها بلَّة، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اقتلاع وتخريب عاصفة ضربت منطقة مخيم الهول في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، والقريب من الحدود السورية – العراقية، أكثر من 100 خيمة في مخيم الهول، لتشرد من بداخلها وتبقيهم في العراء، ليعودا للانضمام مرة أخرى لأكثر من 1300 عائلة لا تزال بدون خيم، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن الأسباب تعود لامتناع اللجان المعيَّنة من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والأمم المتحدة، بتوزيع المساعدات إلى في حال دفع رشاوى مالية مقابل الحصول على المستلزمات والخيم، الأمر الذي أثار حفيظة النازحين وقاطني المخيم من عدم وجود جهات تردعهم وتمنعهم من ممارسة هذه التصرفات مع نازحين فروا من موت لا ليلاقوا موتاً جديداً ومأساوة أكبر من التي عانوها ضمن مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”
المرصد السوري نشر في الـ 6 من شباط / فبراير الجاري من العام 2019، أنه بين الموت والموت مسافة تحمل الموت معها، إذ بين الموت عند ضفاف الفرات الشرقية والموت عند أعتاب مخيم الهول أو فيه، مسافة طويلة تمتد من ريف دير الزور الشرقي إلى ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، تحمل هي الأخرى في جوانبها الموت لأولئك الذين قاسوا العذاب لحين خروجهم من سلطة تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي كان إلى ما قبل انهياره وتلاشيه، يعمد لقتل كل من يحاول الخروج من مناطق سيطرته بتهمة “الخروج نحو بلاد الكفر”، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مخيم الهول لا يزال في وضع مأساوي ويتردى بشكل أكبر مع تأخر المنظمات والأطراف الدولية في تنفيذ وعودها بتأمين النازحين الذين بلغ تعدادهم عشرات الآلاف في مخيم الهول للنازحين، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري جرى مؤخراً اجتماع بين لجنة من الأمم المتحدة ولجنة من إدارة المخيمات ومن مخيم الهول، وتم إطلاع اللجنة على الأوضاع والمعلومات، حول إنشاء مخيم في منطقة الصور بالريف الشمالي لدير الزور، بمساحة نحو 50 دونماً، حيث تجري عمليات تواصل بين إدارة اليونيسيف ومفوضية اللاجئين وإدارة دير الزور، للمباشرة بإرسال المساعدات والمواد اللازمة والبدء بإنشاء موقع للمخيم، كما أن المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن النازحين لا يزالون يعانون من أوضاع إنسانية مأساوية في داخل المخيم، نتيجة تمنع اللجان الموجودة داخل المخيم والمعينة من قبل الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين، عن تقديم المساعدات، وتعمدهم لتلقي الرشاوي، مقابل توزيع المعدات والخيم والمساعدات الموجودة والمكدسة في مخازن المفوضية والأمم المتحدة، في الوقت الذي تطلب فيه الأطراف الاخيرة، تأمين الطريق لإيصال المساعدات، كما أكدت المصادر الموثوقة أن أحد الإداريين القائمين على عملية التوزيع، والموظف من قبل المفوضية والأمم المتحدة، يعمد لإهانة النازحين وشتمهم واعتبارهم عناصر في تنظيم “الدولة الإسلامية”
المرصد السوري لحقوق الإنسان كان رصد خلال الأسابيع التسعة الأخيرة، تصاعد موجة النزوح بشكل أكبر من السابق، فالمخيم باتت أوضاعه تزداد مأساوية في كل يوم بشكل أكبر، مع تناقص المواد الموجودة فضلاً عن اكتفاء المنظمات الدولية بالبيانات الإعلامية والتحركات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وكان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان في جولة مصورة له الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعايشها النازحون الجدد والمتواجدون سابقاً في المخيم، إذ رصد المرصد السوري التقصير الكبير الذي ألقى به القائمون على المخيم والنازحون فيه على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمات الإغاثية والطبية، كما أكد النازحون للمرصد السوري أنه بعد اتصالات مع الأمم المتحدة لإرسال مساعدات إنسانية إلى مخيم الهول، لم يجرِ تنفيذ أي من الوعود، كما أن المخيمات لم تصلها مساعدات منذ نحو 15 يوماًَ، بالإضافة لأن المرصد السوري رصد وجود مساعدات داخل مستودعات المفوضية في المخيم إلا أنه لا يتم توزيعها على النازحين، الذين لا يزال الآلاف منهم يفترش العراء داخل المخيم، إذ اشتكى بعضهم عدم حصوله بشكل نهائي على أية مساعدات، فيما حصل البعض على الأغطية، كما لم يحصل آخرون على مدافئ أو فراش أو خيم.
كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان سجل شهادات لنازحين سوريين ولاجئين عراقيين تمكنوا من الخروج من جيب التنظيم والوصول إلى مخيم الهول، أكدوا أن المحسوبيات والرشاوى هي من تمكن النازحين من الحصول على كل ما يحتاجونه، فالفساد يستفحل أكثر فأكثر مع زيادة أعداد النازحين، الذين يضطرون لدفع المال المتبقي معهم مقابل الحصول على المساعدات التي تؤمن لهم شكلاً مناسباً للحياة داخل المخيم، الذي يعاني أطفاله من انعدام للحليب ونقص في الغذاء والأدوية، فيما يعاني آخرون من عدم تواجد معيلين لهم، فيما تعمد بعض الأطراف لتصوير النازحين والتحايل عليهم أنه سيجري منح مساعدات إنسانية لهم، وما تلبث هذه الأطراف أن تنسحب تاركة خيبة الأمل مزروعة في نفوس النازحين الذين أكدوا أن الوعود التي قدمت لهم مقابل خروجهم من جيب التنظيم من رعاية واعتناء وتقديم المساعدات، لم يروا أي شيء منها، وناشد النازحون عبر المرصد السوري تقديم المستلزمات الضرورية لهم لبدء حياة النزوح المفروضة عليهم بعد مغادرة المناطق التي كانوا يقطنونها، حيث طالبوا بتقديم الخيم والغ\أغذية وأغذية الأطفال والحليب والمدافئ والأغطية والفراش وأدوات للمطابخ، وأكد النازحون في المخيم أنهم فروا من جيب التنظيم لتلقي مساعدة وحياة أفضل، ليفاجأوا بالرشاوى والمحسوبيات والفساد، وسط غياب لأدنى مقومات الحياة، التي تسببت بقتل ما لا يقل عن 22 طفلاً إلى الآن في المخيم وفي الطريق إليه، سواء نتيجةالبرد أو الجوع أو نتيجة الأمراض التي أصيبوا قبل خروجهم من الجيب أو على الطريق، كذلك حصل المرصد المرصد السوري، على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، حول مخيم الهول الذي لا يزال يعاني من أوضاع إنسانية مأساوية، وسط بدء الجهات الدولية المسؤولة عن حياة عشرات آلاف المتبقين في المخيم، وغيرها من المخيمات السورية، تحركاتها الإعلامية، فيما لم تجرِ أية تحركات على الأرض إلى الآن، مع مفارقة مزيد من الأطفال للحياة بسبب الظروف الصحية وغير الإنسانية التي يعايشها النازحون لحين وصولهم إلى المخيمات الواقعة في القطاع الجنوبي الشرقي من ريف الحسكة، بسبب تمنع الأطراف الدولية عن تقديم المساعدة في وقتها المناسب، ووقوف المنظمات الإغاثية مظهر المتفرج، وكأن موت السوريين بات مشهداً في مسلسل أو جزءاً من عرض سينمائي، لا يستمتع به إلا مصاصو الدماء وآكلو لحوم الآدميين
المرصد السوري لحقوق الإنسان علم من مصادر موثوقة أنه في منتصف نيسان / أبريل من العام 2018، جرى اجتماع جمع ممثلين عن قيادة قوات سوريا الديمقراطية ومسؤولين عن إدارة مخيم الهول ومخيمات في ريف الحسكة، مع مدير مكتب مفوضية اللاجئين في القامشلي، وأكدت المصادر الموثوقة، أنه جرى إطلاع مفوضية اللاجئين على أنه ستجري عملية عسكرية في شرق الفرات، على محورين رئيسيين أولهما في الريف الجنوبي للحسكة، وثانيهما عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، واطلع ممثلو قسد مفوضية اللاجئين أن المرحلة الأولى هي مرحلة ستشهد عملية نزوح ضعيفة نتيجة نقص الكثافة السكانية في منطقة الدشيشة ومحيطها، فيما المرحلة الثانية ستشهد نزوحاً واسعاً بسبب الكثافة السكانية العالية، كما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن قسد وممثلي المخيمات في شرق الفرات، اقترحوا إنشاء مخيماً في منطقة الطيانة بريف دير الزور الشرقي، إلا أنه نتيجة الضغط الكبير والخدمات السيئة على الطريق الواصل إلى مخيمات الهول وريف الحسكة، وعدم تدخل المنظمات بحجة صعوبة الوصول إلى المنطقة، تحولت قسد وإدارة المخيمات في شرق الفرات، للتباحث مع ممثلي الجهات الدولية من الأمم المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والبرنامج العالمي للغذاء ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف، وغيرها من الأطراف، حول مسألة النازحين خلال العمليات العسكرية، كما أن المصادر ذاتها للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قسد وإدارة المخيمات اقترحت على هذه المنظمات، إنشاء منطقتي استقبال، للنازحين من جيب تنظيم “الدولة الإسلامية”، نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لاستقبال النازحين بشكل أولي، وتقديم المساعدات الأولية لهم، لنقلها بعدها بوسائل نقل مناسبة كالحافلات، إلى مخيمات الهول، التي تعاني هي الأخرى من واقع مأساوي، مع تواجد عشرات آلاف المدنيين وعوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” في المخيم، المتواجد في القطاع الجنوبي الشرقي من ريف الحسكة، على مقربة من الحدود السورية – العراقية.