رغم إعلان الانتصار…التنظيم يواصل تواجده في جيب بمساحة 40% من لبنان وبصمت ورضا من النظام والروس والإيرانيين وعلى شكل خلايا متفرقة نائمة ونشطة
لم تنتهِ الساعات الـ 24 الأولى على الإعلان الرسمي عن انتصار قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، على تنظيم “الدولة الإسلامية” في شرق نهر الفرات، حتى تداول الإعلام الدولي خبر انتهاء التنظيم على كامل الأراضي السورية، في حين رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار تواجد تنظيم “الدولة الإسلامية” على الأراضي السورية، واستمرار نشاطه بشكل متوازي في مناطق أوسع، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري فإن تنظيم “الدولة الإسلامية” لا يزال يتواجد في جيب واسع مساحته نحو 4000 كلم مربع في منطقة أبو رجمين الواقعة في شمال شرق مدينة تدمر والممتدة نحو بادية دير الزور الجنوبية داخل الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، حيث تعد هذه المنطقة منطقة أحراش شهدت في أوقات سابقة عمليات تشجير، كما تتواجد فيها أعداد كبيرة من المغر والكهوف، إضافة لوعورة المنطقة التي منعت القوات الروسية والنظام وحلفاؤهما من تنفيذ عملية عسكرية، إلا أن المنطقة في الوقت ذاته لم تشهد أية عمليات قصف بري أو جوي على المنطقة، في الوقت الذي تدعي فيه روسيا والنظام والمسلحين الموالين لهما عن أن المنطقة تحت سيطرتهم ولا يتواجد فيها أي عنصر من التنظيم، فيما تمنع روسيا طواقم الإعلاميين من الوصول إلى المنطقة والتصوير فيها في تأكيد على استمرار تواجد التنظيم في هذا الجيب الكبير الذي يعادل نحو 40% من مساحة لبنان
على صعيد متصل فإن تنظيم “الدولة الإسلامية” يواصل نشاطه ضمن البادية السورية، حيث يتواجد على شكل جيوب متفرقة ضمن مناطق في البادية، إذ يتواجد التنظيم على شكل خلايا ضمن شمال الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، وفي منطقة بادية السخنة ومنطقة حميمة، إضافة لتواجد التنظيم على شكل خلايا نائمة ونشطة في محافظة إدلب وريف حلب الغربي ومناطق أخرى ضمن مناطق سريان الهدنة الروسية – التركية، كما يتواجد التنظيم بتعداد من 4000 – 5000 شخص على شكل خلايا نائمة ونشطة ضمن منطقة شرق الفرات، التي تسيطر عليها قوات سورريا الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي التي أعلنت سيطرتها على المنطقة قبل نحو 24 ساعة من الآن، كما كان حصل المرصد السوري في الـ 21 من مارس الفائت على معلومات أن تنظيم “الدولة الإسلامية” نفذ عملية إعدام بحق عدد من المسلحين الموالين للنظام، في البادية الجنوبية لدير الزور، إذ أعدم التنظيم 5 عناصر من قوات الدفاع الوطني، من ضمنهم 3 أشقاء من عائلة واحدة، خلال بحثهم عن مادة الكمأة في المنطقة، في حين أطلق عناصر التنظيم سراح طفل وامرأة كانا برفقة العناصر الخمسة، وهم ينحدرون من قرية الشميطية في ريف دير الزور، فيما وردت معلومات عن العثور على عدد آخر من الجثث على مقربة من جيب تنظيم “الدولة الإسلامية” الأخير في بادية السخنة
كما كان المرصد السوري نشر في الـ 20 من شباط / فبراير من العام الجاري 2019، أنه في الوقت الذين انتهى تواجد تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة على بقعة جغرافية عند ضفاف نهر الفرات الشرقية، لا يزال الآلاف من عناصر التنظيم يواصلون انتشارهم على مساحة تقدر بـ 4000 كلم2 تمتد من محمية طبيعة وهي جبل أبو رجمين الذي يقع شمال تدمر والذي يتميز بتواجد أشجار ضمنه، وحتى شمال السخنة وصولاً إلى الحدود الإدارية الغربية لمحافظة دير الزور، هؤلاء الآلاف من العناصر لا يزالون محاصرون منذ عام 2017 من قبل قوات النظام والقوات الروسية والإيرانيين هناك، دون أي عملية عسكرية بغية القضاء عليهم على الرغم من محاصرتهم، بل على النقيض من ذلك يبادر عناصر التنظيم هناك إلى تنفيذ هجمات مباغتة بين الحين والآخر على مواقع قوات النظام والمليشيات الموالية لها وروسيا، ونشر المرصد السوري في الـ 14 من شهر فبراير الجاري، أنه سمع دوي انفجار عنيف في بادية حمص الشرقية، تبين أنه ناجم عن انفجار قرب منطقة سد عويرض في المنطقة، ما أسفر عن إصابة عنصرين من قوات النظام بجراح، يعتقد أن التنظيم هو من استهدفهم، عبر زراعة ألغام في مناطق مرور قوات النظام وحلفائها في المنطقة، ويأتي هذا الانفجار بعد أيام من استهداف طال في الـ 10 من فبراير الجاري، موالين للنظام ضمن البادية السورية، على مقربة من الجيب الأكبر المتبقي لتنظيم “الدولة الإسلامية” داخل الأراضي السورية، والبالغة مساحته نحو 4000 كلم مربع، حيث رصد المرصد السوري استهدف سيارة تقل أعضاء من لجان المصالحات وعناصر من الدفاع الوطني التابع للنظام، حيث أكدت مصادر متقاطعة أن عملية الاستهداف جرت من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، المتواجدة بقوة وبأعداد كبيرة في الجيب الأكبر المتبقي له في غرب نهر الفرات، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاستهداف الذي جرى خلال الساعات الـ 24 الفائتة تسبب بقتل 3 من عناصر الدفاع الوطني وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، من ضمنهم أحد المسؤولين عن ملف “المصالحات” في منطقة السخنة، فيما جرى الاستهداف قرب منطقة القليع ببادية السخنة الشمالية.
المرصد السوري نشر في الـ 8 من فبراير الجاري أن منطقة في محيط تلول الصفا على الحدود الإدارية بين محافظتي ريف دمشق والسويداء، شهدت خلال الـ 24 ساعة الفائتة اشتباكاً هو الثاني من نوعه خلال 10 أيام، بين مسلحين يرجح أنهم خلايا لتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة، وقوات النظام المنتشرة في المنطقة من جهة أخرى، وذلك على خلفية محاولة تسلل للأول على مواقع الأخير، الأمر الذي تسبب بمقتل 4 عناصر من التنظيم، أحدهم جرى فصل رأسه عن جسده، من قبل عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، حيث لا تزال خلايا التنظيم منتشرة في جروف عدة بتلول الصفا، إضافة لمعلومات عن تواجدها في مناطق وعرة من منطقة الكراع بريف السويداء الشمالي الشرقي، كذلك نشر المرصد السوري في مطلع فبراير الجاري أن قوات النظام استهدفت سيارة تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، في بادية السخنة، في القطاع الشرقي من ريف حمص، حيث تسبب الاستهداف بمقتل 7 من عناصر التنظيم، كانوا يستقلون السيارة، حيث لا يزال يتواجد تنظيم “الدولة الإسلامية” في جيب بمساحة نحو 4000 كلم مربع، يمتد من شمال السخنة إلى بادية دير الزور، ويعد أكبر وآخر جيب للتنظيم في غرب نهر الفرات