رغم استيلاء القوات التركية على مئات المنازل في الباب قبل أشهر..محكمة سورية تسجن طبيب سوري وأب لسبعة شهداء بذريعة “تحقير الرئيس التركي”
يسود استياء في بعض أوساط المدنيين من الحكم على طبيب سوري ووالد لسبعة شهداء، من قبل محكمة عاملة في الشمال السوري، بسجن وغرامة مالية، بعد شكوى رفعت بحقه من قبل الجانب التركي العامل في ريف حلب الشمالي الشرقي، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن “محكمة جزاء مدينة الباب”، الواقعة بريف حلب الشمالي الشرقي والخاضعة لسيطرة فصائل إسلامية ومقاتلة مدعمة من قبل تركيا، أقدمت على محاكمة الطبيب السوري محمود السايح، بالسجن لمدة 6 أشهر بالإضافة لغرامة مالية تم فرضها بالعملة التركية وهي 5000 ليرة تركية كتعويض للجهة المدعية وفق “محكمة الجزاء، وذلك بتهمة ” انتقاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”، وأكدت المصادر أن الحكم هذا جراء بعد قيام قائد القوات التركية في مدينة الباب برفع دعوى قضائية ضد الطبيب السوري (محمود السايح) بسبب “تحقير رئيس دولة أجنبية” وفق الدعوى، لتقوم محكمة جزاء الباب بإصدار حكمها على الطبيب السوري الذي كان قد انتقد بدوره الرئيس التركي أردوغان على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يذكر أن أحد الفصائل العاملة والمدعمة من قبل تركيا كانت قد اعتقلت السايح قبل أكثر من 4 أشهر لتتم محاكمته الآن.
وكان المرصد السوري نشر في الـ 6 من أيار / مايو من العام الجاري 2018، أن مدينة الباب شهدت إطلاق نار من جنود من القوات التركية داخل المدينة، حيث رصد المرصد السوري وصول ناقلة جند تحمل عناصر من القوات التركية باللباس الميداني الكامل، وعند إشهارهم السلاح في وجوه المواطنين المتجمعين للاحتجاج على التصرفات التي قامت بها مجموعة تابعة لفرقة الحمزة، عمد المواطنون لمطالبتهم بإنزال السلاح قائلين “نزل سلاحك، نزل سلاحك، نحن في بلادنا، نحن في سوريا أرضنا”، ما دفع عناصر القوات التركية لإطلاق النار لتفريق المتجمهرين والاعتداء بالضرب على أحد النشطاء الذين عمدوا لتصوير عملية وصولهم إلى داخل المدينة، كذلك يشار إلى أن المرصد السوري كان نشر في أيار / مايو من العام الفائت 2017، أنه الاستياء يتصاعد في مدينة الباب الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب، من قبل العائلات التي كانت تقطن في جبل الشيخ عقيل بأطراف المدينة، تجاه استيلاء القوات التركية على منازل تعود لأكثر من 450 عائلة كانت تقطن جبل الشيخ عقيل، وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على نسخة من شريط مصور وردت إليه لمظاهرة خرجت اليوم الجمعة الـ 26 من أيار / مايو من العامك 2017، ضمَّت العشرات من أبناء اجبل الشيخ عقيل بمدينة الباب، طالب فيها المدنيون بـ “حقوقهم في جبل الشيخ عقيل”، وظهر رجل مسن في الشريط المصور مؤكداً أن المنازل والمساكن على جبل الشيخ عقيل “لم تهدم بالقصف وإنما جرى تجريفها من قبل الجرافات التركية، والجيش التركين بعد خروج داعش، وأن هناك صور تثبت ذلك” وتابع قائلاً “خرجنا لنطالب بحقوقنا مما فعله الجيش التركي المجرم، من تهديم منازلنا بأساساتها ووثائفنا، وإذا كان ليس له ماضي فنحن لنا ماضي، وهو هدم الماضي لدينا، ونحن أبناء جبل عقيل، أبناء الشعب الحر، ولا نركع إلا لله، وسنستمر بالمطالبة السلمية حتى تتأمن حقوقنا وحقوق أولادنا بالكامل بعد أن شُرِّدنا”، كذلك كانت أبلغت مصادر أهلية من مدينة الباب المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مظاهرة خرجت يوم الجمعة الـ 19 من أيار / مايو 2017، في أطراف منطقة الشيخ عقيل الواقعة بمدينة الباب، التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في “درع الفرات”، وضمت المظاهرة عشرات المواطنين الذين رفعوا لافتات وشعارات نادوا فيها “الله أكبر عالظالم، يا أردوغان اسمع اسمع..جيشك ظالم لا يُطاع، هي لنا هي لنا..أرض الجبل هي لنا””، كما أن المصادر الأهلية أكدت للمرصد السوري أن المظاهرة جرت على مقربة من القوات التركية المتمركزة على جبل الشيخ عقيل، وهو الجبل الذي شهد محيطه، الهزيمة الأولى للقوات التركية في الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر من العام المنصرم 2016، حيث أبلغ أهالي من المدينة المرصد السوري، أن المظاهرة جاءت على خلفية قيام القوات التركية في منطقة جبل الشيخ عقيل، بتهديم معظمهم ما تبقى من منازل ومساكن كانت موجودة فوق الجبل، المطل على مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث عمدت القوات التركية إلى تهديمها والتمركز بقواتها على هذا الجبل، الأمر الذي أثار غضب واستياء أهالي المدينة، والمواطنين الذين كانوا قاطنين في المساكن المبنية على الجبل هذا قبل بدء معارك الباب، واتهم أهالي القوات التركية بتهديم المنازل التي بلغت أعدادها المئات، بما فيها من محتويات وثبوتيات، وعدم السماح للأهالي بالاقتراب حتى من أنقاض منازلهم.