روسيا تستهدف المشافي في حلب وتدمرها بحثاً عن الحل الميداني الأخير في أحياء المدينة الشرقية

25

في ظل مواصلة قوات النظام لعملياتها العسكرية على محاور في الأطراف الجنوبية لأحياء حلب الشرقية، والأطراف الشمالية منها وفي محاور بحلب القديمة الواقعة وسط مدينة حلب، والمترافقة مع عمليات قصف صاروخي مكثف وقصف من الطائرات الحربية والروسية والتابعة لنظام بشار الأسد، والطائرات المروحية، على أحياء المدينة، فإن هذه الطائرات لم تتوقف عن تضييق الخناق على المدنيين السوريين، وقطع أملهم في إيجاد سبيل للحياة داخل الأحياء الشرقية من مدينة حلب، حيث جرى القصف عن سابق إصرار وترصد من النظام وروسيا على استهداف سبل العيش كافة، فبدأت بعد انهيار الاتفاق الروسي – الأمريكي على وقف إطلاق النار في سوريا والذي تم تطبيقه في الـ 12 من أيلول / سبتمبر الفائت وانهار في الـ 19 من الشهر ذاته، بدأت باستهداف المشافي المتواجدة في مدينة حلب، والتي تقوم بإسعاف المواطنين الجرحى الذين يصابون تباعاً نتيجة استمرار الضربات الجوية الروسية المكثفة منذ انهيار الهدنة.

 

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استهداف الطائرات الروسية لمشافي بالقسم الشرقي من مدينة حلب، إما بشكل مباشر أخرج المشفى عن العمل، أو عبر استهداف محيط المشفى والذي تسبب كذلك في أضرار مادية ببعض المشافي نتيجة ضغط الانفجار الذي يتم عبر استخدام الطائرات الروسية لقنابل ارتجاجية تتسبب في تدمير مبان بأكملها على رؤوس ساكنيها، ومن هذه المشافي التي جرى استهدافها منذ انهيار الهدنة وحتى الآن، مشفى عمر بن عبد العزيز في حي المعادي الذي استهدف بقصف صاروخي بري من قوات النظام، ومشفى شوقي هلال في حلب القديمة ومشفى الدقاق بحي الشعار ومشفى الصاخور بمدينة حلب، ما أسفر عن تدمير بعضها وخروجها جميعاً عن العمل، الأمر الذي قلص بشكل كبير القدرات الطبية على إسعاف الجرحى، وهذا ما حاولت القوات الروسية الوصول إليه، حيث أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن روسيا تحاول تضييق الخناق على المدنيين أكثر، وإجبارهم على الحل الأخير وهو النزوح إلى أحياء حلب الغربية لتلقي العلاج، أو دفع المدنيين للضغط على المقاتلين عبر المطالبة بحل عسكري ينتهي إلى إخلاء المقاتلين من الأحياء الشرقية عبر اتفاق تسوية مع النظام أو الدخول في معارك تنتهي بسيطرة قوات النظام على هذه الأحياء الشرقية.