روسيا تعلن مقتل 70 عنصرا من جبهة النصرة جنوب سوريا
استهدفت قوات الجيش السوري والطائرات الروسية بعشرات الصواريخ ليلاً، وبالبراميل المتفجرة صباحاً للمرة الأولى منذ عام، أحياء تحت سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة في مدينة درعا في جنوب سوريا، ما تسبب بفرار عشرات العائلات نحو الحقول المجاورة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض.
وبدأت قوات الجيش السوري الثلاثاء تكثيف قصفها على محافظة درعا وتحديداً ريفها الشرقي، ما يُنذر بعملية عسكرية واسعة في هذه المنطقة الواقعة جنوب سوريا التي تسيطر على اجزاء واسعة منها فصائل معارضة يعمل معظمها تحت مظلة النفوذ الأميركي الأردني. ولأول مرة، تشارك القوات الروسية في عمليات القصف الجوي، فيما أفادت مصادر سورية موالية لحكومة دمشق إن طائرات الشبح الروسية سوخوي 57 نفذت غارات على أهداف لجبهة النصرة في محافظة درعا مساء أمس.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن المعارض إن “قوات النظام استهدفت بعد منتصف الليل احياء سيطرة الفصائل المعارضة في المدينة بأكثر من 55 صاروخ من نوع أرض-أرض قصيرة المدى”. وأفاد عن “القاء مروحيات تابعة للنظام صباح الاثنين أربعة براميل متفجرة على الأقل على في غرب المدينة، للمرة الأولى منذ أكثر من عام”.
ولم يتمكن المرصد من توثيق اي خسائر بشرية. ودفعت الغارات الكثيفة ليلاً المدنيين الى النزوح داخل المدينة وفق المرصد. وأفاد مراسل في مدينة درعا عن توجه عشرات العائلات من أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم الى حقول الزيتون المحيطة بالمدينة سيراً على الأقدام وعلى متن دراجات نارية.
وقال إن بعض العائلات لجأت الى خيم أو غرف صغيرة تم بناؤها بعد اندلاع النزاع في تلك الحقول، مشيراً الى حالة من الخوف والهلع جراء القصف العنيف.
وصعدت قوات الجيش منذ الثلاثاء قصفها على الريف الشرقي لمحافظة درعا، قبل أن تستهدف مدينة درعا في اليومين الأخيرين. وتشارك في القصف على ريف درعا الشرقي منذ السبت طائرات روسية، رغم كون روسيا احدى الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في المنطقة الجنوبية الى جانب الأردن المجاور والولايات المتحدة والمعمول به منذ عام.
وأفاد المرصد السوري الاثنين عن غارات روسية مكثفة مستمرة على بلدات الصورة والمليحة الشرقية والحراك وعلما وناحتة وبصر الحرير في ريف درعا الشرقي. كما استهدفت قوات الجيش بصر الحرير، وفق المرصد بأكثر من 20 برميلاً متفجراً خلال الساعات الأخيرة، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي على منطقة اللجاة، أدى الى خروج مركز للدفاع المدني من الخدمة.
وتشير المصادر السورية الى أن مدينة بصر الحريري هي موقع استراتيجي بالنسبة للجيش السوري يمكنهم من خلال استعادة السيطرة عليها إسقاط عشرات البلدات في ريف درعا والسويداء والتقدم سريعا باتجاه مدينة درعا.
وتجد فرق الاغاثة صعوبة في التحرك نظراً الى كثافة القصف الذي تسبب منذ أسبوع بمقتل 28 مدنياً على الاقل، وفق حصيلة للمرصد الاثنين. ووثق المرصد نزوح أكثر من 17 ألف مدني جراء الاشتباكات غالبيتهم من ريف درعا الشرقي. واوضح أن عددا منهم يقترب من الحدود مع الأردن بحثا عن الأمان.
وحذرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على نحو 750 الف شخص في مناطق سيطرة الفصائل في الجنوب في وقت اعلن الأردن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن “مقتل 70 عنصرا من جبهة النصرة، بعد غارات سورية وبمساندة سلاح الجو الروسي بعدما محاولة النصرة شن هجوم على مواقع للجيش السوري في محافظة درعا”.
وقالت الدفاع الروسية في البيان “شن مسلحو جبهة النصرة هجوما ضد بلدات بجنوب سوريا سبق أن انضوت طواعيا تحت لواء السلطة الشرعية، لكن الجيش السوري بالتعاون مع تشكيلات من الجيش الحر وبدعم من سلاح الجو الروسي تمكن من صد هذا الهجوم”.
وكان الإعلام السوري قد نشر قبل يومين صورا وفيديوهات لمئات من عناصر “الجيش السوري الحر” المعارض بعدما أعلنوا انشقاقهم عن الفصائل المسلحة في جنوب سوريا وانضمامهم للقتال الى جانب الجيش السوري.
المصدر:i24news