روسيا تمدد الهدنة في حلب ووزارة دفاعها تعلن جرح ثلاثة من ضباطها
قالت الأمم المتحدة أمس الخميس إن روسيا أبلغتها بأنها ستتوقف عن قصف شرق حلب 11 ساعة يوميا لأربعة أيام، لكنها أضافت أن هذا لا يكفي للتوصل لاتفاق أوسع يشمل خروج مقاتلي المعارضة من المنطقة السورية المحاصرة، فيما قصفت طائرات تركية مقاتلين أكرادا مدعومين من الولايات المتحدة في شمال سوريا بأكثر من 20 ضربة جوية الليلة الماضية، مما يسلط الضوء على الأهداف المتعارضة للبلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي في ساحة قتال تزداد تعقيدا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، إن ثلاثة ضباط روس أصيبوا بجروح خفيفة جراء إطلاق نار جرى في مدينة حلب، شمالي سوريا.
وقالت وزارة الدفاع في بيان نقلته وسائل إعلام روسية: «أسفر الهجوم المتعمد للمسلحين على معبر تابع للقوات الحكومية (قوات النظام السوري) في حي المشارقة في حلب عن إصابة ثلاثة ضباط روس بإصابات خفيفة»، حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
وأشار البيان إلى أنه تم نقل الضباط الجرحى «إلى قاعدة حميميم من أجل تقديم المساعدات الطبية لهم».
وأضاف أنه «لا شيء يهدد حياتهم».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت متأخر من مساء الأربعاء إن الطائرات استهدفت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في ثلاث قرى شمال شرقي مدينة حلب كانت القوات قد انتزعتها من تنظيم «الدولة».
وأكد الجيش التركي أن طائراته الحربية نفذت 26 ضربة جوية على مناطق سيطر عليها مؤخرا مسلحو وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا وقتلت ما بين 160 و200 من المسلحين.
وقال الجيش السوري أمس الخميس إن وقفا لإطلاق النار من جانب واحد دخل حيز التنفيذ للسماح للمعارضة بمغادرة شرق حلب المحاصر في خطوة رفضتها المعارضة التي قالت إنها تعد لحملة مضادة تكسر الحصار.
وقال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن الروس «قالوا 11 ساعة يوميا لمدة أربعة أيام تبدأ من الخميس». وأضاف «نأمل أن تكون أربعة أيام من الغد (اليوم) الجمعة.»
وتابع قائلا للصحافيين «إنهم يدرسون ذلك اليوم الإضافي» مشيرا إلى أن روسيا أعلنت في بادئ الأمر توقفا لمدة ثماني ساعات لكن الأمم المتحدة اعترضت على أن الفترة قصيرة لا تسمح بإجلاء الجرحى وإدخال المساعدات.
وقالت روسيا إنها أوقفت القصف لأنها تتوقع أن يغادر مقاتلون من «جبهة فتح الشام» والتي كانت تعرف من قبل باسم «جبهة النصرة» المدينة بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار اقترحه ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا.
لكن دي ميستورا قال إنه اعتبر وقف القصف استجابة لطلب الأمم المتحدة بإجلاء المحتاجين لرعاية طبية.
وقال «الاتفاق واضح. على النصرة أن تعلن استعدادها للمغادرة أو يعلن ذلك آخرون نيابة عنها وفي الوقت نفسه هناك التزام من الحكومة (السورية) باحترام الإدارة المحلية.»
وتابع «فلنفصل بين الأمرين. اليوم نحن نعتبر ذلك إجلاء طبيا أو دعما طبيا. الخطوات التالية هي جزء من اتفاق أكبر يتعين التوصل إليه.»
وقال دي ميستورا إن هناك على الأرجح ما بين ستة وسبعة آلاف من مقاتلي المعارضة في شرق حلب، معدلا فيما يبدو تقديرات وردت قبل أسبوعين بأن عددهم نحو ثمانية آلاف مقاتل منهم ما يصل إلى 900 من «جبهة فتح الشام».
الى ذلك أعلنت مصر، أمس الخميس، موافقة النظام السوري على مساعيها الرامية للتنسيق بين أجهزة الأمم المتحدة العاملة في دمشق ونظام بشار الأسد، لإجلاء الجرحى وكبار السن، وإدخال مساعدات إنسانية للمناطق المنكوبة في مدينة حلب، شمالي البلاد.
جاء ذلك في بيان صادر عن أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية. وأضاف البيان أن «هذا الجهد يأتي في سياق التزام مصر بمعالجة الوضع الإنساني في حلب، وتخفيف معاناة أهلها، ويمثل أحد عناصر الرؤية المصرية المتكاملة للتعامل مع الأزمة السورية التي تجمع بين التحركات العاجلة لتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب السوري».
وأوضح أن القاهرة تسعى أيضًا لـ»محاولة التوصل لوقف شامل لإطلاق النار في كل مناطق سوريا، وكذلك العمل على استئناف المفاوضات السياسية للتوصل لحل سياسي يحقق طموحات الشعب السوري المشروعة، ويحافظ في الوقت نفسه على وحدة سوريا وسلامة إقليمها ومؤسساتها، ويجنبها مخاطر التحول إلى بؤرة لعمل المنظمات الإرهابية».
وأشار المتّحدث أن «السفارة المصرية في دمشق تلقت موافقة الحكومة السورية على المسعى المصري، وجار ترتيب زيارة للقائم بالأعمال المصري في دمشق، محمد ثروت سليم، إلى حلب للإشراف على عمليات إجلاء الجرحى وكبار السن».
وتأتي هذه التصريحات بعد يومين من زيارة للواء علي المملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني (المخابرات) في نظام بشار الأسد للقاهرة التقى خلالها نظيره المصري، اللواء خالد فوزي لـ»التنسيق حول المواقف السياسية بين البلدين»، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في وقت سابق.
المصدر : القدس العربي