روسيا تنفق يومًيا مليون دولار على عمليتها في سوريا

30

منذ الساعات الأولى لإطلاق روسيا عمليتها العسكرية في سوريا شكلت النفقات الاقتصادية المترتبة على هذه العملية موضوع اهتمام رئيسي لدى مختلف الأوساط، لا سيما أن العملية بدأت بينما يعاني الاقتصاد الروسي من أزمة حادة ومع استمرار غياب معلومات دقيقة صادرة عن جهات رسمية روسية حول نفقات العملية في سوريا، أعد مركز جينز البريطاني المختص بنشر التقارير في المجالات العسكرية والفضائية والنقل، دراسة قال فيها إن روسيا تنفق يوميا على عملياتها العسكرية في سوريا مليون دولار على أقل تقدير ويقول خبراء المركز إن النفقات في الواقع قد تكون ضعف ذلك، أي ما يقارب ملايين دولار يوميا ما يعني حسب تقديراتهم، أن روسيا قد أنفقت منذ إطلاق عمليتها بتاريخ سبتمبر أيلول ما بين إلى مليون دولار، ويشمل هذا المبلغ الإنفاق على الأسلحة والصواريخ والقنابل المستخدمة في القصف فضلا عن الخدمة التقنية والصيانة للمعدات المشاركة في العمليات، وكذلك البنى التحتية ونفقات الكادر البشري وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أول من أمس، أن طائراتها نفذت نحو ألف طلعة جوية في سوريا منذ بدء عملياتها ضد تنظيم داعش وªجبهة النصرة© وقوات المعارضة السورية في أكثر من محافظة، إذ أكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان نشرته وكالة إنترفاكس للأنباء أنها ªنفذت طلعة ودمرت هدًفا للمتشددين في سوريا منذ بدء حملتها© ويشير موقع جينز البريطاني للنشر الدفاعي، إلى أن تكلفة عمل الطائرة الحربية الواحدة في الساعة تصل إلى ألف دولار، وتكلفة عمل كل طائرة مروحية خلال ساعة و آلاف دولار ونظًرا لكثافة العمليات التي تقوم بها الطائرات الروسية فإن الطائرة المقاتلة توجد في الأجواء وسطيا دقيقة، والمروحية قرابة دقيقة، ما يعني وفق حسابات خبراء المركز البريطاني، أن روسيا تنفق على العمليات الجوية خلال ساعة ما يقارب آلاف دولار، فضلا عن ألف دولار ثمن الذخائر المستخدمة في العمليات القتالية خلال ساعة علما بأن معظم هذه الذخائر هي الأحدث في الترسانة العسكرية الروسية، وُيستخدم بعضها، لأول مرة، في حروب روسيا، نظًرا إلى أنهُوضع في تصرف القوات العسكرية الروسية خلال الأعوام الخمسة الماضية أما الإنفاق على الكادر البشري، أي المعاشات الشهرية والمكافآت للجنود والضباط العاملين في قاعدة حميميم في سوريا، والطعام وغيره من خدمات لهم، فإن روسياُتنفق يوميا ألف دولار تقريبا، إضافة إلى ألف دولار على السفن الموجودة قبالة الساحل السوري، وأخيًرا ألف دولار على العمليات اللوجستية والاستطلاع والاتصالات وغيرها من نفقات مشابهة بناء على هذه المعطيات التقريبية يخلص خبراء مجلة جينز العسكرية، إلى الاستنتاج بأن روسيا تنفق يوميا زهاء مليون دولار على عمليتها العسكرية في سوريا ويتضمن هذا المبلغ تكلفة استخدام الصواريخ التي أطلقتها السفن الروسية على الأراضي السوري، حيث تصل تكلفة كل صاروخ منها إلى مليون دولار وكانت بعض وسائل الإعلام الروسية قد ذكرت أن التكلفة المادية لعملية إطلاق الصواريخ من قزوين تصل قرابة مليار روبل روسي وبحسب خبراء عسكريين، فإن الطلعة الجوية عموما، تتضمن إقلاع طائرتين أو أربعة في نفس الوقت، لتشن الغارات ضد أهداف مرصودة سلًفا أما في سوريا، فإن الطلعات الجوية، في تقديراتها الدنيا، تتضمن إقلاع قاذفتين في سوريا، نظًرا لأن الميدان السوري لا يتطلب تحليق طائرات مقاتلة إلى جانبها لحمايتها من هجمات جوية ويقول رئيس ªمركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية© الدكتور هشام جابر، إن كل قاذفة، تحمل أربعة صواريخ أو ستة صواريخ، ويعود ذلك إلى وزن الصواريخ المحملة وفي أقل التقديرات، فإن الطلعات الجوية الُمعلن عنها في سوريا، حملت الطائرات المشاركة خلالها صاروخ، نظًرا إلى أن كل طلعة تتضمن طائرتين بالحد الأدنى ويشير في حديث لـªالشرق الأوسط©، إلى أن تلك الحمولة ªلا يتم قصفها جميعها على الأهداف، رغم أن هذه التقديرات بعدد القاذفات الطائرة، هي التقديرات الدنيا© وُيعّد سعر الأسلحة الروسية في الأسواق العالمية، أقل ثمًنا من الأسلحة الأميركية بنحو في المائة، بحسب ما يقول جابر، وعليه، يتفاوت سعر الصاروخ الروسي جو أرض بين و آلاف دولار لكل منها، ما يعني أن حمولة كل طائرة يتراوح سعرها بين و ألف دولار، وبالتالي، تتراوح تكلفة الذخائر المحملة في كل طلعة جوية، بين و ألف دولار يضاف إلى ذلك، تكلفة صاروخ كروز من نوع ªكاليبر© أطلقتها القوات البحرية الروسية من بحر قزوين باتجاه سوريا، ويتراوح سعر الواحد منها بين و ألف دولار، وهي ªصواريخ باهظة الثمن، نظًرا إلى أنها ذكية، وتحمل رؤوًسا مدمرة ضخمة، يقارب وزن رؤوسها الحربية نحو كيلوغراًما من المواد المتفجرة©، كما يقول جابر وُتضاف هذه التكلفة، إلى تكلفة الطلعات الجوية بما تتطلب من استهلاك للطائرات الحربية، وقطع غيار وصيانة لها، فضلاً عن وقود الطائرات، وجهود الطاقم اللوجستي الذي يعمل على صيانتها وتحميلها بالذخائر، ما يرفع حجم التكلفة إلى نصف مليار دولار، على أقل تقدير، بحسب ما يقول جابر، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني ويشير إلى أن عدد القوة البشرية الروسية الموجودة في سوريا، يصل إلى جندي، يتوزعون بين خبراء وطيارين وعاملين لوجستيين، وعاملين في غرف الرصد والمتابعة والتنسيق، فضلاً عن البحارة في ميناء طرطوس، وفوج من قوات النخبة البرية، الموكلة حماية القواعد والمنشآت العسكرية الروسية في سوريا ويقول إن تكلفة هؤلاء ªعالية، وتقارب تكلفة كل واحد منهم المائة دولار يومًيا في حدودها الدنيا© ويأتي هذا الإنفاق العسكري في ظل أزمات اقتصادية تعاني منها روسيا، بينها انخفاض قيمة ªالروبل© بعد أزمتي شبه جزيرة القرم وأوكرانيا وينظر خبراء، وبينهم جابر، إلى أن استخدام الأسلحة الجديدة مثل قنبلة ªكاب © وصواريخ كروز من نوع ªكاليبر أن كا© الموازية لصواريخ ªتوما هوك© الأميركية، وقاذفات ªسو ± © ªيندرج ضمن إطار خطة التسويق الروسية لأسلحة وذخائر جديدة أنتجتها، وتطمح لزيادة مبيعاتها منها في السوق العالمية، خصوصا أن السلاح الروسي،ُيعرض بسعر أقل من السلاح الأميركي، حيث يبلغ سعره في المائة من سعر السلاح الأميركي الذي يشابهه بالفعالية والمواصفات© وتستخدم روسيا في سوريا مجموعة من الصواريخ الحديثة، والعالية التدمير، والتكتيكية، مثل / K. قريب المدى، وهو دقيق التصويب من فئة جو ± أرض، بحسب ما نشرت وسائل إعلام روسية، وهو مخصص لتدمير المدرعات ومحطات الرادار وسفن السطح، وضرب أهداف أخرى كما تستخدم الصاروخ الجوي K. / المخصص لضرب أهداف محصنة مثل المنشآت الخرسانية والجسور والممرات الخرسانية لإقلاع وهبوط الطائرات فضلاً عن استخدام قنبلة %$7)% الجوية المخصصة لتدمير مستودعات الأسلحة والذخائر والوقود الخاصة بالآليات العسكرية تحت الأرض، ومراكز القيادة والاتصال، والمخابئ الخرسانية وتحدث هذه القنبلة اختراقا بعمق أمتار من التراب وعمق متر من الخرسانة المسلحة وتستخدم قنبلة %$. الموجهة التي تزن كلغم، تستخدمها الطائرات لقصف أهدافها من على بعد لا تطالها المضادات الأرضية، إضافة إلى صواريخ ªجو أرض© من طراز ªإكس إل©، وقنبلة جوية تعرف باسم ªالعنصر الحربي الموجه ذاتيا© أو إس بي بي أ، عبارة عن أسطوانة تحتوي على المتفجرات والصفيحة النحاسية السميكة التي تشكل نواة تفجيرية وزنها الكيلوغرام الواحد عندما تنفجر القنبلة، وتعطيها دفعا يعادل كلم في الثانية حتى تستطيع النواة التفجيرية اختراق الدروع الواقية للدبابات والآليات المدرعة الأخرى وذكر موقع ªسبونتيك© الروسي، أن القنبلة تبحث أثناء الهبوط المظلي عن الهدف المطلوب ضربه من خلال التقاط الحرارة المنبعثة من محرك الآلية العسكرية وبعد اكتشاف الهدف وتحديد موقعه تتوجه القنبلة إليه بمساعدة الدّفات الخاصة ويقدر خبراء عسكريون روس القوة الجوية الروسية المقاتلة في سوريا، بأسطول يتراوح عدده بين و مقاتلة وقاذفة ومروحيات هجومية من نوع ªمي © وªمي © الصياد الأكثر تطوًرا، في وقت يقدر آخرون أن عدد المقاتلات والمروحيات الهجومية في سوريا، ناهزت المائة طائرة،ُتضاف إلى طائرات استطلاع غير مقاتلة من دون طيار، تشارك في الحرب السورية طائرات من طراز ªسو © التي تزود بصاروخ ذي رأس حراري موجه ذاتًيا، وصاروخ برأس موجه راداريا، وقاذفة ªسو © الاستراتيجية من الجيل الخامس، ووضعت حديًثا بعهدة سلاح الجو الروسي، وتمتلك مواصفات تقنية وتكتيكية وزودت بمنظومة دفاع ذاتي ªجو ± جو©، كما تحمل على أجنحتها وسائط الإعاقة التشويشية المعروفة باسم ªخيبيني©، التي تحمي الطائرة من صواريخ المقاتلات المعادية والمضادات الأرضية للطائرات، وتحتوي على نقطة تعليق على الأجنحة لحمل صواريخ جوجو، وجوسطح، وقنابل، ومدفع عيار ملم كما تستخدم في سوريا طائرات ªسو © وªسو © القادرة على خوض المعارك ليلاً، ومروحيات هجومية تواكب القوات البرية مثل ªمي ©

 

 

الشرق الاوسط