روسيا تُفشل مشـروع قرار فرنسي «أممي»لوقف قصف حلب وحظر الطيران في أجوائها

27

استخدمت روسيا أمس حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا يدعو الى وقف عمليات القصف في حلب، ما حال دون تبنيه في مجلس الأمن الدولي.
 في المقابل، اقترحت روسيا، الداعم الرئيس للنظام السوري، مشروع قرار اخر يدعو الى وقف الاعمال القتالية في شكل اكثر شمولا على ان يتم التصويت عليه لاحقا.
 ومن بين اعضاء مجلس الامن الخمسة عشر، وحدهما روسيا وفنزويلا اعترضتا على المشروع الفرنسي فيما امتنعت الصين وانغولا عن التصويت.
 وحظي المشروع بتأييد الاعضاء الأحد عشر الآخرين في المجلس وبينهم الولايات المتحدة وبريطانيا.أ.ف.ب
 وتدور معارك طاحنة بين الجيش السوري والفصائل المعارضة  وسط مدينة حلب .
ومنذ هجوم اطلقه قبل اكثر من اسبوعين في الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، يتقدم الجيش السوري بوتيرة بطيئة امام المقاتلين المعارضين. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «تدور المعارك على ثلاث محاور اساسية هي حي بستان الباشا في وسط المدينة والذي كانت قوات النظام تقدمت فيه، وحي الشيخ سعيد في جنوبها، ومنطقة العويجة في ضواحيها الشمالية».
وافاد عبد الرحمن عن «تقدم جديد لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المحور الشمالي بسيطرتهم أمس على ضاحية العويجة التي تتواجد فيها منازل مدنيين ومعامل»، مشيرا الى ان ذلك «يتيح لها التقدم اكثر في شمال المدينة». واكد التلفزيون الرسمي السوري سيطرة الجيش على منطقة العويجة.
وترافقت المعارك مع قصف جوي على مناطق الاشتباك، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية والمرصد السوري. وتنفذ قوات النظام السوري هجوما على الاحياء الشرقية في حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ 22 ايلول. وتعرضت الاحياء الشرقية على مدى اسبوعين لغارات روسية وسورية كثيفة ادت الى مقتل 273 شخصا، بينهم 53 طفلا، وفق المرصد السوري. وألحقت هذه الغارات دمارا هائلا بالابنية وطالت المستشفيات. كما اسفر القصف المدفعي لقوات النظام، بحسب المرصد، عن مقتل «17 مواطناً بينهم اربعة أطفال».
وترد الفصائل المعارضة على الهجوم باطلاق القذائف على الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. ووثق المرصد السوري مقتل «50 شخصاً بينهم تسعة أطفال» جراء قصف الاحياء الغربية. كما قصفت الفصائل المعارضة أمس، بحسب المرصد السوري، حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية ما اسفر عن مقتل «ثلاثة مواطنين واصابة حوالى خمسة آخرين». وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بدورها عن «استشهاد ثلاثة أشخاص بينهم طفل وطفلة» في الشيخ مقصود.
وجاءت التطورات الميدانية في حلب مع اجتماع مجلس الامن الدولي الذي ناقش قرارين روسيا وفرنسيا حول حلب.. ودعا القرار الروسي الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه الجمعة «إلى التنفيذ الفوري لوقف الأعمال القتالية، وخاصة في حلب» كما يدعو جميع الاطراف الى السماح بإيصال المساعدات الإنسانية.
اما النص الفرنسي، والتي سارعت موسكو الى اعلان استعدادها لاستخدام حق الفيتو ضده، فدعا الى وقف اطلاق النار في حلب وفرض حظر للطيران في اجوائها. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان جاك ايرولت خلال لقائه نظيره الاميركي جون كيري الجمعة ان «، لحظة الحقيقة جاءت بالنسبة الى جميع اعضاء مجلس الامن: هل تريدون، نعم ام لا، وقفا لاطلاق النار في حلب؟ والسؤال يطرح خاصة على شركائنا الروس».
وأعرب السفير البريطاني ماثيو رايكروفت عن رفضه للنص الروسي معتبرا انه مناورة هدفها «تحويل الانتباه بصورة ساخرة عن ضرورة وقف القصف على حلب». وقال دبلوماسي في مجلس الأمن طلب عدم كشف هويته إن القرار الروسي «في شكله يحتوي على العديد من التعابير البناءة المستمدة من قرارات سابقة ومن النص الفرنسي، لكن النقطة الأساسية هي أنه لا يدعو إلى وقف القصف الجوي». وأضاف أن «الغالبية العظمى» من أعضاء المجلس يريدون «وقفا فوريا لعمليات القصف المتواصل للمدنيين في حلب».
وتزامن الحراك في اروقة الامم المتحدة مع تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن حول سوريا، حتى ان الاخيرة طالبت بالتحقيق مع النظام السوري وروسيا حول «جرائم حرب» في مدينة حلب. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة «على روسيا والنظام ان يقدما للعالم اكثر من تفسير لاسباب عدم كفهما عن ضرب مستشفيات وبنى تحتية طبية الى جانب اطفال ونساء».
إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن القرار بتعزيز مواقع القوات الروسية في سوريا بمنظومات دفاعية من طراز اس300 واس400 ناجم عن تسريب خبراء مقربين من النخبة الأمريكية تقارير، جاءت واحدا تلو الآخر واعتمدت على أسس ملموسة، حول نية الولايات المتحدة شن ضربات على المطارات السورية باستخدام صواريخ مجنحة.
وأضافت زاخاروفا في مقابلة مع قناة «دوجد» الروسية ليلة الجمعة «تم نقل منظوماتنا من طراز إس-300 إلى هناك علما بأن معداتنا العسكرية موجودة (في قاعدتي حميميم وطرطوس)، وتجري في سوريا عملية القوات الجوية الفضائية الروسية». وأشارت إلى أنه «لا أحد يفهم، وأحيانا الأمريكيون أنفسهم، إلى أين ستتوجه صواريخهم، الأمر الذي يؤكده الخطأ المرتكب في دير الزور».
وأعربت زاخاروفا عن اندهاشها من الضجة التي أثارها في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة، نشر روسيا منظومات «إس-300» في سوريا، لافتة إلى أن موسكو نصبت منذ زمن طويل بطارية «إس-400» في قاعدة حميميم، «لكن لم يصف أحد هذه العملية بالمسرحية».
في سياق آخر، استعاد الجيش السوري في أقل من يومين جزء كبيرا من المناطق التي خسرها على مدى أكثر من شهر في ريف حماه الشمالي، بالتزامن مع الاقتتال العنيف بين الفصيلين المسلحين الكبيرين في المنطقة. وأكدت مصادر عسكرية «استعاد الجيش السوري السيطرة على كل من قرى الشعثة والجنينة والطليسية خنيفيس وخفسين ورأس العين وتل اسود في ريف حماه الشمالي الشرقي، وسط انهيار دفاعات المسلحين في المنطقة».
وجاء تقدم الجيش السوري والقوات المؤازرة له في وقت تصاعدت فيه وتيرة الاقتتال بين الفصيلين الكبيرين بالمنطقة، «جند الأقصى» المبايع لتنظيم «داعش» و»أحرار الشام» المتحالف مع «جبهة النصرة». وبحسب الأنباء فإن الاقتتال الحالي بين الجند والاحرار هو الأعنف بعد اشتباكات تموز الماضي التي انتهت في حينه بالتوصل الى اتفاق من 9 بنود. ووقعت اشتباكات بين الفصيلين الإسلاميين في تموز الماضي ببلدة أريحا بريف إدلب، على خلفية إشكال بين عناصر من الفصيلين، اقتحم على إثره عناصر «أحرار الشام» مقرات «جند الأقصى».
ويعود تاريخ الخلاف بينهما إلى مطلع العام الحالي بعد اعدام «احرار الشام» خلية تفجيرات في مدينة ادلب تضم عناصر يتبعون لجند الاقصى، الامر الذي اعترض عليه الجند واعلنوا حينها تعليق عملهم في جيش الفتح وبعدها بدأت سلسلة الاغتيالات والتفجيرات بين الطرفين على مدار الاشهر حتى بدء الاقتتال الحالي.

 

المصدر : الدسنور