روسيا: لحضور الأردن «أستانا» أهمية كبيرة

9

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن وجود عدد كبير من الأطراف الخارجية في سوريا يتطلب تنسيقا دقيقا لخطواتها في مجال مكافحة الإرهاب فيما بينها وقبل كل شيء مع دمشق.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المنغولي تسينديين مونخ-أورغيل في موسكو أمس «إن القضاء على الإرهاب هو الهدف الرئيسي لكافة القوى الخارجية العاملة في سوريا»، مشيرا إلى أن روسيا أرسلت قواتها الجوية إلى سوريا على هذا الأساس تحديدا، وكذلك توصلت إلى اتفاق مع تركيا وإيران وحاولت ولا تزال تعمل على التوصل إلى اتفاق مع واشنطن وفق هذا الأساس بالذات.
وأوضح الوزير الروسي أن مكافحة الإرهاب في ظل وجود مثل هذا العدد الكبير من الجهات في سوريا تتطلب تنسيقا دقيقا لخطواتها على الأرض، وخاصة مع القوات السورية، مشيرا إلى أن كافة الأطراف الخارجية المعنية تعرب عن احترامها للسيادة السورية. وقال لافروف: «هؤلاء الذين يشاركون في هذه العمليات بشكل مباشر، عليهم تنسيق خطواتهم انطلاقا من المبادئ التي ذكرتها، وذلك يتعلق بعملية الباب وكذلك بمستقبل منبج والرقة وغيرها».

من جهة أخرى أكد وزير الخارجية الروسي أن الاجتماع الجديد في أستانا يومي 15 و16 شباط سيعقد في الإطار ذاته وسيضم ممثلين عن القوى الموجودة على الأرض في سوريا والدول الضامنة لاتفاق الهدنة (روسيا وتركيا وإيران) وكذلك المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بالإضافة إلى ممثل عن الولايات المتحدة.
كما قال لافروف إن مفاوضات أستانا تضم قوى مشاركة في القتال بسوريا ودول مؤثرة فيها، مؤكدا أن حضور الأردن، الذي له تأثير على بعض المجموعات في الجبهة الجنوبية في سوريا، يمثل أهمية كبيرة في هذا الإطار. وأضاف أنه يجري الآن العمل على تحديد تفاصيل مشاركة الأردن في الاجتماع الثاني في أستانا.
في سياق مغاير، أعلنت السلطات السورية أمس استعدادها لمبادلة سجناء لديها لقاء مخطوفين لدى الفصائل المقاتلة المعارضة، معتبرة ان ذلك يندرج ضمن جهود تسبق انعقاد محادثات استانا المقررة الاسبوع الحالي بهدف تسوية النزاع المستمر منذ نحو ست سنوات. ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي سوري قوله «تؤكد حكومة الجمهورية العربية السورية انها على استعداد وبشكل مستمر وخاصة في اطار الجهود المبذولة لاجتماع استانا المقبل لمبادلة مسجونين لديها بمختطفين لدى المجموعات الارهابية رجالا ونساء واطفالا، مدنيين وعسكريين».
وعزا المصدر السوري هذا الاعلان الى «نجاح الدولة السورية في تحرير كثير من المدنيين والعسكريين الذين اختطفتهم المجموعات الارهابية وانطلاقا من اهمية حياة وسلامة كل مختطف سوري اينما كان على الاراضي السورية». وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء عن حصول عملية تبادل في محافظة حماة (وسط)، اطلقت بموجبها الفصائل المقاتلة سراح 38 امرأة و19 طفلا يتحدرون من محافظة اللاذقية (غرب) كانوا محتجزين لديها منذ العام 2013، مقابل اطلاق دمشق سراح 47 معتقلة وثمانية اطفال. وبث التلفزيون السوري الرسمي في اليوم اللاحق مشاهد لاستقبال الرئيس السوري بشار الاسد وعقيلته اسماء النساء اللواتي تم الافراج عنهن.
من جانبه، أعلن الرئيس التركي رجب اردوغان أمس ان تركيا تسعى الى إقامة «منطقة آمنة» خالية من «الارهابيين» في شمال سوريا لتمكين النازحين بسبب النزاع السوري من الاقامة فيها. وقال اردوغان في كلمة نقلها مباشرة تلفزيون البحرين التي يزورها «هدفنا هو (اقامة) منطقة مساحتها اربعة او خمسة آلاف كلم مربع خالية من الارهابيين، وجعلها منطقة آمنة». واضاف انه لاقامة مثل هذه المنطقة «لا بد من منطقة حظر طيران».
وقال اردوغان ان تركيا يمكن، بعد الاستيلاء على الباب «الذي لم يعد الا مسالة وقت»، أن تشارك في عملية لطرد داعش من مدينة الرقة.
ميدانيا، صدت القوات الحكومية السورية هجمات المجموعات التابعة لتنظيم «جبهة النصرة» على عدد من الأحياء السكنية بمدينة درعا، وفقا لوكالة «سانا» الرسمية. وأفاد مصدر عسكري في تصريح لـ»سانا» أمس بأن وحدات من الجيش تصدت لهجمات التنظيم على محاور أحياء المنشية وحميدة الطاهر وساحة بصرى والمؤسسة في مدينة درعا.
ولفت المصدر إلى أن وحدات الجيش سيطرت على الموقف القتالي بعد تكبيد التنظيم الإرهابي خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد. وأفادت مراسلة «سانا» في درعا بأن وحدة من الجيش «أحبطت ظهر أمس محاولة تسلل مجموعة إرهابية من تنظيم «جبهة النصرة» من مدرسة اليرموك باتجاه حي المنشية، وأوقعت جميع أفرادها بين قتيل ومصاب». وبينت المراسلة أن محاولات تسلل إرهابيي «جبهة النصرة» تترافق مع استهدافهم بالقذائف الصاروخية واسطوانات الغاز الأحياء السكنية في مدينة درعا حيث وقعت أضرار مادية في ممتلكات المواطنين. فيما أفاد ناشطون معارضون باستمرار اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية من جهة، وفصائل المعارضة المسلحة، إلى جانب عناصر «جبهة فتح الشام» (النصرة)، من جهة أخرى، في محور حي المنشية بمدينة درعا ومحيط منطقة الجمرك القديم. وذكر الناشطون أن الجيش الحكومي يقوم، منذ صباح أمس، بالقصف المكثف على مناطق الاشتباك، مستخدما صواريخ يعتقد أنها من نوع «أرض – أرض»، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات.
وبث الجيش الروسي أمس تسجيلات فيديو جديدة لعمليات تدمير متطرفين اسلاميين مواقع اثرية في تدمر المدينة الواقعة في وسط سوريا التي استولى عليها تنظيم داعش في كانون الاول 2016. وتظهر اشرطة فيديو صورتها طائرات بلا طيار تدمر في 6 حزيران 2016 حين كانت المدينة تحت سيطرة السلطات، ثم في 5 شباط 2017 عندما باتت تحت سيطرة المتطرفين الاسلاميين.
وتكشف المقارنة عمليات تدمير جديدة في اعمدة التترابيلون المعلم المكون من 16 عمودا ويعود الى القرن الثالث وكذلك مدخل المسرح الروماني الذي يعود الى القرن الثاني الميلادي. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان «ان هذه المشاهد تظهر بوضوح ان الارهابيين دمروا خشبة المسرح وهي القسم المركزي للمسرح الروماني القديم وكذلك اعمدة التترابيلون». واعلنت منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) عن عمليات التدمير هذه في كانون الثاني 2017 ونددت حينها بـ»جريمة حرب وخسارة هائلة للشعب السوري وللإنسانية».  

 

المصدر:الدستور