ريفا حلب وإدلب.. اقتتال ونفير عام بين “الجبهة” والنصرة

7

استمرت المواجهات العسكرية، الأربعاء، لليوم الثالث على التوالي بين عناصر من الجبهة الوطنية للتحرير ومقاتلين من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)، في مناطق مختلفة تخضع لسيطرتهما بريفي حلب وإدلب شمال البلاد.

وكشف محمد رشيد، مدير المكتب الإعلامي في الجبهة الوطنية للتحرير في اتصال هاتفي مع “العربية.نت” عن “قيام هيئة تحرير الشام بإعدام ما لا يقل عن 5 مدنيين من سكان المنطقة من دون أسبابٍ معروفة”.

وأضاف “نتيجة اندلاع الاشتباكات بين الطرفين، تمكنت الهيئة من فرض سيطرتها على عدّة قرى في ريف #حلب الغربي بعدما اضطرت الجبهة الوطنية من الانسحاب منها بعد قصفها من قبل الهيئة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وكذلك خوفاً على مصير المدنيين في تلك القرى”.

وتابع “قامت الهيئة بعد ذلك باقتحام بلدة #دارة_عزة، واستهدفت أحد المستشفيات بالأسلحة الثقيلة أيضاً، كذلك شنت حملة اعتقالات في البلدة”.

وبحسب مصادر حقوقية فإن من بين هؤلاء المدنيين الخمسة الذين أعدمت الهيئة بعضهم رمياً بالرصاص، صاحب مولد كهربائي من سكان بلدة دارة عزة، كان يقوم بتوزيع الكهرباء في البلدة.

وكشفت المصادر عن اعتقال عدد آخر من المدنيين في البلدة ومن بينهم موظف مدني بجامعة “إدلب الحرة” يدعى علي راجي الحلو.

وفي الأثناء، تحاول الهيئة التقدّم في مناطق أخرى بريف حلب الغربي، بعد تراجع لمقاتلي الجبهة الوطنية للتحرير والتي تضم نحو أكثر من 70 ألفا يقاتلون في صفوفها، وفق ناطقها الرسمي. وهي اتحاد عدّة فصائل مسلحة معارضة لنظام الأسد.

وامتدت رقعة المواجهات بين الطرفين إلى خارج ريف حلب الغربي، لتصل بلدة جبل الزاوية أيضاً، وهذه ليست المرة الأولى التي تحصل فيها مثل تلك الاشتباكات، فقد سبق للطرفين أن أبرما اتفاقيات مشتركة بعد مواجهات دموية بينهما، مشابهة للتي تجري اليوم.

إعلان النفير العام

وأعلنت الجبهة الوطنية للتحرير مساء الأربعاء “النفير العام”، وأكدت في بيانٍ صحافي، التصدي لما سمَّتها بـ “اعتداءات النصرة”.

وأشارت إلى أنها “لن تسمح للنصرة بالتحكم بثورة ضحى لأجلها ملايين الناس”، على حدّ تعبيرها.

من جهته، أكد مسؤول في الجبهة الوطنية للتحرير لـ “العربية.نت” أن “النفير العام، يعني بدء المعركة لاستعادة السيطرة بالكامل على المناطق التي سيطرت عليها الهيئة في الأيام الثلاثة الماضية”.

وتأتي تلك المواجهات عقب مقتل خمسة عناصر من هيئة تحرير الشام بطلق ناري قبل أيام من قبل مقاتلي نورالدين الزنكي.

وتقول مصادر من الجبهة الوطنية إن “هجوم الهيئة على مناطقها، هي بذريعة التأخير في تسليم المتورطين بمقتلهم لمحاكمها”.

إلى ذلك، يتخوف الأهالي في هذه المناطق من الحديث لوسائل الإعلام، حتى إن معظم الناشطين يخشون من الحديث بأسمائهم الصريحة، خوفاً من تعرضهم للاغتيال أو الخطف.

ويقول بعضهم “إن هذه الاشتباكات تزيد من مصاعب حياتنا، ونريد أن تتوقف”.

وفي ما لم يصدر عن الطرفين إحصائية رسمية بخسائرهما البشرية، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 19 على الأقل من مقاتلي الهيئة لقوا حتفهم في تلك المواجهات، مقابل 15 من فصيل نورالدين الزنكي الّذي يقاتل تحت راية الجبهة الوطنية للتحرير.

وكان من المقرر وفق اتفاق سوتشي المبرم بين موسكو وأنقرة في 17 أيلول/سبتمبر من العام الماضي، إنشاء منطقة منزوعة السلاح في #إدلب، أبرز آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة، إلا أن “هيئة تحرير الشام” رفضت الانسحاب من المنطقة بالكامل وتعهدت بمواصلة القتال ضد النظام السوري.

المصدر: العربية