زعيم سوري كردي يرفض ائتلاف المعارضة الجديد
قال حزب يسيطر على معظم المنطقة التي يغلب على سكانها الأكراد بسوريا إنه يرفض الائتلاف الجديد الذي شكلته المعارضة مما يبرز الانقسامات العميقة التي لاتزال قائمة بين الجماعات السورية المسلحة المتعددة بعد 20 شهرا من بدء الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد.
وقال صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي إنه لم توجه له الدعوة لحضور المحادثات التي عقدت في الدوحة هذا الشهر وتشكل خلالها الائتلاف الوطني السوري ووصف الائتلاف بأنه وكيل لتركيا وقطر.
والهدف من إنشاء الائتلاف الذي يرأسه رجل الدين المعتدل معاذ الخطيب هو توحيد جماعات المعارضة السورية المتباينة في محاولة للحصول على دعم غربي لجهودها للإطاحة بالأسد. وقد اعترفت به بريطانيا وفرنسا باعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري.
وكانت محاولات سابقة لتوحيد المعارضة تحت مظلة المجلس الوطني السوري قد فشلت بعد اتهامات على نطاق واسع بأن المجلس ليس له نفوذ يذكر داخل سوريا وتهيمن عليه جماعة الاخوان المسلمين.
وقال مسلم لرويترز في لندن “إنهم يرتكبون نفس أخطاء المجلس الوطني السوري. كلهم سواء. رجل دين هو الذي يحكم. اكثر من 60 في المئة من المجلس الوطني السوري كانوا من الاخوان المسلمين والجماعات الدينية وقد ارتكبوا نفس الاخطاء مع هذا الائتلاف.”
ومضى يقول إن الائتلاف “لم يخرج عن طاعة تركيا وقطر” مضيفا أن الأكراد به لا يمثلون أكراد سوريا وإنما اختارتهم تركيا لينفذوا اجندتها.
ويمثل الأكراد نحو عشرة في المئة من سكان سوريا وهم الأقلية العرقية الأكبر بالبلاد. ووسع الحزب الذي يرأسه مسلم نطاق نفوذه في شمال سوريا فيما يقاتل الأسد جماعات المعارضة المسلحة في أجزاء أخرى من البلاد.
وأيا كانت الجماعة التي تسيطر على الأراضي الكردية على الحدود مع تركيا فإنها ستسيطر على جزء لا بأس به من احتياطيات النفط السوري التي تقدر بنحو 2.5 مليار برميل.
وتشعر تركيا بالقلق من تزايد نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تصفه بأنه الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني وهو جماعة انفصالية تخوض صراعا مع تركيا منذ 28 عاما قتل خلالها اكثر من 40 ألف شخص.
واشتبك مقاتلون من المعارضة السورية يوم الاثنين مع مسلحين أكراد قرب الحدود التركية فيما يمثل أحدث مؤشر على الصراع على السلطة بشمال شرق سوريا متنوع الأعراق.
وقال مسلم إن حزبه لا يريد إقامة إقليم منفصل للأكراد ونفى وجود تنسيق بين حزبه وحزب العمال الكردستاني بشأن سوريا.
وقال “لا نريد انفصالية ولا أن نرسم حدودا جديدة. ما نريده هو اعتراف دستوري بالوجود الكردي وضمانات دستورية للحقوق الديمقراطية للشعب الكردي.”
غير أن صور زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان تزين مكاتب حزب الاتحاد الديمقراطي كما يرتدي مقاتلو حزب مسلم شارات تحمل صورة اوجلان المسجون في تركيا.
وعلى الرغم من أن الأسد سحب أغلب قواته من المنطقة الكردية فإن هناك تعايشا سلميا واضحا بين حزب الاتحاد الديمقراطي وما تبقى من القوات الحكومية التي يحرس أفرادها نقاط التفتيش داخل المنطقة الكردية دون أن يتعرضوا لأذى.
لكن الأكراد عانوا تمييزا على أيدي الأسد ومن قبله والده الراحل حافظ الأسد.
وتزداد الأمور تعقيدا لأن أكراد سوريا يفتقرون الى الوحدة السياسية كما أن الخصومات بين حزب الاتحاد الديمقراطي وجماعة اخرى هي المجلس الوطني الكردستاني كادت أن تتحول في بعض الأحيان الى صراع كردي داخلي.
وقال مسلم إن من الضروري إجراء محادثات جديدة وأكثر شمولا بين جماعات المعارضة السورية اذا أرادت القوات المناهضة للأسد أن تتحد حقا واذا كان للديمقراطية أن تأخذ مكانها في سوريا.
وأضاف “هذا الائتلاف لا يجدي نفعا. هناك جماعات مسلحة في حلب حاليا تقول إنها لا تعترف بهذه الجماعة لأنها لا تمثل الشعب السوري.”
وأضاف “الحل.. أن تجلس المعارضة السورية مع بعضها البعض وتبحث الأمر لتصل الى اقتراح نتفق عليه جميعا. لم تجر محادثات في الدوحة. كان هناك سيناريو معد مسبقا طرح عليهم وطلب منهم أن يوقعوا.”
ومضى يقول “اذا لم تحل المشكلة الكردية في سوريا فلن تأتي الديمقراطية
رويرترز العربية