سجال بين نشطاء عرب وكرد في الرقة حول وفاة معتقل في سجون قوات الأسايش
يسود السجال بين نشطاء عرب وكرد في محافظة الرقة، وذلك بعد وفاة المعتقل أيمن الطحري من أبناء منطقة تل أبيض، والذي اعتقلته قوات الأمن الداخلي الكردي (الأسايش)، قبل أيام والتي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي والفصائل المقاتلة منذ شهر حزيران / يونيو الفائت من العام الجاري،وذلك بتهمة أنه “من المبايعين” لتنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث اتهم نشطاء عرب من المنطقة، قوات الأسايش بقتله تحت التعذيب، داخل معتقلاتها يوم أمس، وقال نشطاء عرب آخرون أنه توفي داخل مشفى تل أبيض، بعد نقله إليه من قبل قوات الأسايش، وأنه كان قد ثار في وجه النظام بعد انطلاقة الثورة السورية، وقاتلها ضمن كتيبته التي شُكِّلت حينها، في حين نفى نشطاء كرد أن يكون الطحري قد قتل تحت التعذيب، وقالوا أن سبب الوفاة، هو ارتفاع نسبة السكر لديه، وأنه في الأساس كان مصاباً بمرض السكر ورفض تناول الدواء الذي كان بحوزته، كما اتهموا أيمن، بأنه كان أحد أبرز مسؤول في التنظيم بريف تل أبيض الشرقي، وشارك بعمليات ضد القرى الكردية فيها، وأبلغ معارض وسجين سياسي سابق في معتقلات نظام بشار الأسد من محافظة الرقة، أنه وبحسب معلوماته فإن أيمن الطحري لم يكن أمنياً أو قائداً عسكرياً في التنظيم، بل كان دوره يقتصر على أمور خدمية، وأن أحد أقارب أيمن بقي معتقلاً لأكثر من 16 سنة في سجون النظام السوري ، بسبب انتمائه لحزب البعث العراقي، وعمه قتل تحت التعذيب في ثمانينيات القرن الماضي، وكان ضابطاً في قوات النظام، واعتقل وقتل بذات التهمة.
إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، ندين بشدة الاعتقال لأسباب سياسية، من أي طرف كان، لأن الشعب السوري، الذي ثار في وجه نظام بشار الأسد، كانت أحد أهم مطالبه الحرية والعدالة، فلا يمكن أن نقبل، أن يموت إنسان داخل المعتقل، سواء كان بسبب نقص العلاج، أو بسبب التعذيب، كما ندعو إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة، تضم منظمات حقوقية دولية، من ضمنها المرصد السوري لحقوق الإنسان، للتحقيق بوفاة أيمن الطحري، ومعتقلين آخرين، توفوا داخل معتقلات وسجون قوات الأمن الداخلي الكردي (الأسايش) ومعتقلات فصائل إسلامية وفصائل مقاتلة أخرى منتشرة على الأرض السورية، لأن من يدعي أنه يدين قتل نظام بشار الأسد للمعتقلين، لا يمكن أن يسير على نفس خطى هذا النظام.