سجن حوار كلّس “المسلخ البشري”.. مركز تعذيب وإخفاء قسري تحت إشراف تركي في شمال سوريا

248

فتحت قضية اعتقال الصحفي بكر القاسم، لمدة أسبوع داخل سجن معبر حوار كلس قبل الإفراج عنه أمس، الباب للحديث عن هذا السجن الذي لا يزال يخفي خلف قضبانه مصير الكثير من المدنيين والصحفيين مثل كرم كلية وصحفيين آخرين عرف من بينهم اثنان من مدينتي الباب وإعزاز متهمين بنشر أخبار مناهضة لتركيا وعن انتهاكات الفصائل الموالية لها.

خلال العملية العسكرية “درع الفرات” التي أطلقها الجيش الوطني السوري بدعم من الجيش التركي عام 2016، تمت السيطرة على أجزاء واسعة من ريفي حلب الشمالي والشرقي. وخلال هذه العملية، أنشأت المخابرات التركية بالتعاون مع فصيل السلطان مراد التركماني سجناً مؤقتاً في معبر حوار كلس العسكري، خصص في البداية لاحتجاز أسرى “التنظيم”.

ومع استقرار السيطرة على المنطقة، ونقل معظم الأسرى إلى تركيا وسجون أخرى، تحول سجن حوار كلس إلى مركز لإخفاء المناهضين للوجود التركي وانتهاكات الجيش الوطني السوري. وأصبح هذا السجن يُستخدم لاعتقال كل من يعارض تركيا أو يتهم بالتعاون مع “التنظيم” وقوات سوريا الديمقراطية، ما جعل سجن حوار كلس يُعرف بسمعته السيئة ويشببه كل من دخله بسجن صيدنايا في دمشق.
تسيطر “فرقة السلطان مراد” على سجن معبر حوار كلس الواقع شرق معبر باب السلامة، وتعتبر منطقة حوار كلس من المناطق المغلقة أمام المدنيين غير التركمانيين، حيث تنتشر فيها حواجز الفرقة وتوجد مراكز قيادة الجيش الوطني.

يقود السجن “فهيم عيسى”، قائد فرقة السلطان مراد، وإخوته الذين يعملون كقادة أمنيين ويدينون بالولاء المطلق لتركيا. ويتورط هؤلاء القادة بشكل مباشر في عمليات اعتقال وتعذيب المناهضين للوجود التركي وقادة الجيش الوطني السوري. وتشير المعلومات إلى أن السجن يشهد عمليات تعذيب شديدة تعرض المعتقلين لخطر الموت أو الإعاقة الدائمة، وذلك لمجرد انتقادهم لانتهاكات الفصائل المسلحة أو الحكومة التركية، وعرف من بين المسؤولين عن عمليات التعذيب داخل السجن شخص يلقب بـ “الأستاذ”.
وفي هذا السياق، أكدت لجنة تقصي الحقائق بشأن سوريا وعدد من منظمات حقوق الإنسان حصول عمليات تعذيب حتى الموت داخل السجن. ويتقاسم قياديو فرقة السلطان مراد وعناصر المخابرات التركية المسؤولية عن تعذيب واستجواب المعتقلين، الذين قد يكونون أبرياء من التهم الموجهة إليهم بسبب تقارير كيدية أو طمع القياديين في ممتلكاتهم أو الحصول على فدية مالية.
وبحسب شهادات لمعتقلين سابقين، فإنهم لا يتذكرون سوى غرفهم المنفردة، حيث يتم عصب أعينهم عند إخراجهم منها، ما يعزلهم عن رؤية أي شيء داخل السجن، بما في ذلك المحققين والجلادين. ومع استمرار عزلة السجن عن اللجان الحقوقية، لا يُعرف حتى اليوم عدد السجناء أو التهم الموجهة إليهم، كما لم يتمكن أي حقوقي من الاطلاع على ظروف احتجازهم أو أوضاعهم الصحية والنفسية.
ووفقاً لمصادر خاصة للمرصد السوري، تقوم فرقة السلطان مراد منذ نحو شهر بإدخال آليات هندسية ومضخات بيتون إلى داخل المعبر، وتعمل على إنشاء أبنية جديدة تحت الأرض تتمتع بتحصينات كبيرة، دون معرفة أسباب ذلك حتى الآن.