“سوريا الديمقراطية” تشدّد مراقبة الحدود.. لمنع تهريب قادة داعش إلى تركيا
بينما تنتظر قوات سوريا الديموقراطية تحرير أسراها وانتهاء عمليات إجلاء المدنيين لاتخاذ قرار اقتحام الجيب المحاصر في الباغوز بمحافظة دير الزور السورية، نشطت بشكل ملحوظ عمليات تهريب قادة وعوائل تنظيم داعش الإرهابي نحو الأراضي التركية عبر مناطق “درع الفرات” في سوريا، وفق ما نقله موقع “أحوال تركية”.
والجمعة، حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان المُعارض (ومقرّه لندن) من عدد من المصادر الموثوقة، أن قيادة قوات سوريا الديمقراطية، عمدت لبدء عمليات تشديد على الحواجز العسكرية ضمن مناطق سيطرتها الممتدة من منبج إلى الحدود السورية– العراقية.
ويرتّب تدفق آلاف المدنيين من الباغوز أعباء كبيرة على كاهل قوات سوريا الديموقراطية، إذ تضيق مراكز الاعتقال بالعدد المتزايد من الرجال المشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش.
وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية من إيقاف أكثر من خمسة آلاف عنصر من التنظيم كانوا في عداد نحو 52 ألف شخص فرّوا منذ ديسمبر الماضي من مناطق سيطرة داعش في شرق سوريا.
وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن قوات قسد عمدت لنشر قوات من الشرطة العسكرية، على غالبية حواجزها في منطقة شرق الفرات ومنطقة منبج عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، وبالأخص تلك المنتشرة على الطرق الواصلة من دير الزور ومزارع الباغوز إلى منبج ومناطق سيطرة قوات عملية “درع الفرات” في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب.
وجاءت عملية التوزيع هذه والتشديد على الحواجز العسكرية والتفتيش الدقيق وبخاصة للعربات العسكرية، في أعقاب نشر المرصد السوري تقريراً حول عمليات التهريب وشبكات المهربين التي تنقل عناصر التنظيم وقادته وعوائلهم نحو الأراضي التركية، حيث نشر المرصد السوري خلال الـ 24 ساعة الأخيرة أنه حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، عن عمليات نقل متواصلة لعناصر تنظيم “داعش” من مناطق تواجده في ريف دير الزور، وصولاً لمناطق سيطرة قوات عملية “درع الفرات” المدعومة تركياً.
وكانت عشرات العائلات قد خرجت من المزارع التي يتواجد فيها تنظيم “داعش”، بين منطقة الباغوز والضفاف الشرقية لنهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور، نحو مناطق سيطرة قوات عملية “درع الفرات” في الريف الشمالي الشرقي لحلب.
وتقع بلدة الباغوز على الضفاف الشرقية لنهر الفرات بمحاذاة الحدود العراقية، ويُحاصر الجهاديون في بقعة عند أطرافها الشرقية. وتطوق قوات سوريا الديموقراطية البلدة من جهتي الشمال والغرب فيما تتواجد قوات النظام السوري جنوباً على الضفة الغربية للفرات والقوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي شرقا على الجهة المقابلة من الحدود.
وعلم المرصد السوري أن تعداد العائلات وصل لأكثر من 142 عائلة حتى اليوم الـ 27 من فبراير، ممن دفعوا مبالغ خيالية للوصول إلى الأراضي التركية من خلال شبكة مهربين تضم عشرات العناصر من قوات سوريا الديمقراطية وقوات “درع الفرات”، بالإضافة لمدنيين يعملون كمهربين، حيث أكدت المصادر الموثوقة أن أعلى مبلغ وصل لنحو 90 ألف دولار أميركي لنقل عائلة غير سورية من مزارع شرق الفرات نحو الأراضي التركية.
المصادر الموثوقة أكدت أن شبكة التهريب هذه عمدت لنقل الآثار والعوائل وعناصر تنظيم “داعش”، فيما نفذت الاستخبارات التابعة لقسد مع قوات سوريا الديمقراطية عملية أمنية اعتقلت على إثرها أكثر من 120 من عناصرها، إضافة لعشرات المدنيين العاملين في الشبكة، وجرى نقلهم لمقرات الاستخبارات للتحقيق معهم.
وعلم المرصد السوري أن عمليات التهريب كانت تتم من خلال سيارات عسكرية واستغلال بعض العناصر لنفوذهم وتهريب العناصر وعوائل التنظيم من جنسيات غير سورية نحو مناطق سيطرة قوات عملية “درع الفرات” لنقلهم نحو الأراضي التركية، فيما يحاول البعض الوصول إلى محافظة إدلب وهم العوائل السورية التي ترغب بالخروج من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية خشية اعتقالها بسبب انتساب بعض منها إلى التنظيم خلال فترة سيطرته ضمن منطقة شرق الفرات.