سوريا/روسيا: الأسلحة الحارقة تشعل حلب وإدلب تصاعد الهجمات على المناطق المدنية منذ بدء العمليات المشتركة

38

(بيروت) – إن العملية العسكرية السورية-الروسية المشتركة تستخدم أسلحة حارقة تحرق ضحاياها وتشعل الحرائق في مناطق مدنية بسوريا، في انتهاك للقانون الدولي. استُخدمت الأسلحة الحارقة 18 مرة على الأقل خلال الأسابيع التسعة الماضية، بما يشمل هجمات على مناطق تسيطر عليها المعارضة في مدينتي حلب وإدلب في 7 أغسطس/آب 2016.

على الدول التي ستجتمع في إطار “اتفاقية حظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليدية معينة يمكن اعتبارها مفرطة الضرر أو عشوائية الأثر” (اتفاقية الأسلحة التقليدية) بجنيف في 29 أغسطس/آب، أن تدين استخدام الأسلحة الحارقة التي تسقطها الطائرات في المناطق المدنية بسوريا في انتهاك للبروتوكول الثالث من الاتفاقية المتعلق بحظر أو تقييد استعمال الأسلحة الحارقة. على هذه الدول تشجيع سوريا على الانضمام إلى البروتوكول والضغط على سوريا وروسيا كي تتوقفا فورا عن استخدام الأسلحة الحارقة في المناطق المدنية. عليها أيضا مراجعة البروتوكول واتخاذ خطوات لتعزيزه.

4 قنابل صغيرة حارقة على الأقل تشتعل على الأرض في شارع ضيق في حي المشهد الذي تسيطر عليه المعارضة في شرق حلب مباشرة بعد هجوم بالأسلحة الحارقة يوم 7 أغسطس/آب 2016.

4 قنابل صغيرة حارقة على الأقل تشتعل على الأرض في شارع ضيق في حي المشهد الذي تسيطر عليه المعارضة في شرق حلب مباشرة بعد هجوم بالأسلحة الحارقة يوم 7 أغسطس/آب 2016.

قال ستيف غوس، مدير برنامج الأسلحة: “على الحكومة السورية وروسيا الكف فورا عن مهاجمة المناطق المدنية بالأسلحة الحارقة. تسبب هذه الأسلحة إصابات مروعة وآلام مبرحة، لذلك على جميع الدول إدانة استخدامها في المناطق المدنية.”

معاينة هيومن رايتس ووتش لصور ومقاطع فيديو سُجلت وقت الهجوم وأخرى تُظهر آثار الهجوم، تدل على وجود 18 هجمة بأسلحة حارقة على الأقل ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في محافظتي حلب وإدلب بين 5 يونيو/حزيران و10 أغسطس/آب. أفاد شهود عيان ومسعفون بمقتل 12 مدنيا على الأقل في 5 من هذه الهجمات.

تشمل الأدلة البصرية على استخدام الأسلحة الحارقة العلامات المميزة في الجو، التي تخلفها الذيول المشعة للأسلحة الملقاة جوا والتي تحتوي على ذخائر صغيرة حارقة من نوع “زاب” (ZAB). تشمل المؤشرات الأخرى الحرائق الصغيرة ولكن الشديدة، التي سببتها كل قنبلة صغيرة خلال الوقت الذي تستغرقه لتحترق بشكل كامل، فضلا عن علامات على أغلفة القنابل والذخائر الصغيرة.

أفاد نشطاء محليون ومنظمات حقوقية ومسعفون ومؤسسات إعلامية عن استخدام الأسلحة الحارقة 40 مرة على الأقل، لكن لم تتوفر صور وفيديو لـ هيومن رايتس ووتش بحيث لم تتمكن من التحديد بشكل قاطع إن استخدمت الهجمات أسلحة حارقة.

توّلد الأسلحة الحارقة الحرارة والنار من خلال تفاعل كيميائي لمادة قابلة للاشتعال، ما يسبب حروقا مؤلمة لا تطاق ويصعب علاجها. تشعل الأسلحة أيضا حرائق يصعب إطفاؤها، وتدمّر الأعيان المدنية والبنية التحتية.

قال شهود عيان إن هجوما بالأسلحة الحارقة على مدينة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة مساء 7 أغسطس/آب أصاب مدنيَّين اثنين على الأقل.

قال علاء عبد العزيز حميدان، أحد سكان إدلب: رأيت بعيني غارتيّ فوسفور. كانت كتل اللهب تسقط من السماء. بعد ذلك كان هناك غارة أخرى بصاروخ يحمل القنابل العنقودية. كان الأمر مأساويا، اشتعلت النار في المباني، واشتعلت الصخور”.  قال تضم مبان سكنية ولا وجود لجماعات مسلحة في الجوار.

أفاد “الدفاع المدني السوري”، وهي مجموعة معارِضة تتكون من متطوعين للبحث والإنقاذ، عن وقوع هجوم بسلاح حارق على منطقة سكنية في حي المشهد في المنطقة الشرقية من مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة، حوالي الساعة 4 بعد الظهر في 7 أغسطس/آب وأدت إلى إصابة طفل. أظهرت صور التقطها مالك طربوش، أحد سكان حلب، مباشرة بعد الهجوم 44 قنابل حارقة صغيرة على الأقل تحترق على الأرض في شارع ضيق يحتوي متجرا واحدا على الأقل. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تحديد نوع الأسلحة الحارقة التي استخدمت في الهجوم.

تصاعدت الهجمات بالأسلحة الحارقة في سوريا بشكل كبير منذ بدأ الاتحاد الروسي عمليته العسكرية المشتركة مع الحكومة السورية في 30 سبتمبر/أيلول 2015. هناك أدلة دامغة على أن طائرات الحكومة الروسية اعتادت إطلاق الأسلحة الحارقة أو على الأقل المشاركة في هجمات الحكومة السورية الجوية التي استخدمت أسلحة حارقة.

أدانت أكثر من 12 دولة استخدام الأسلحة الحارقة في سوريا أو أعربت عن قلقها تجاه استخدامها منذ عام 2013، بما فيهاكولومبيا والسويد وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة. الدول الأخرى التي أدانت استخدام الأسلحة الحارقة في سوريا هي النمسا وكرواتيا والإكوادور وفرنسا وألمانيا وايرلندا وليتوانيا وهولندا والنرويج وسويسرا.

قال غوس: “تظهر الهجمات المشينة بالأسلحة الحارقة في سوريا الفشل الذريع في الالتزام بالقانون الدولي في تقييد الأسلحة الحارقة. تدل الأضرار المدنية الناتجة على نواقص في القانون الحالي للأسلحة الحارقة، وينبغي تعزيزه على وجه السرعة. من وجهة نظر إنسانية، يشكل فرض حظر عالمي على الأسلحة الحارقة أفضل الحلول”.

لمزيد من المعلومات حول بروتوكول الأسلحة الحارقة وتفاصيل الهجمات الأخيرة وأدلة على استخدام الأسلحة الحارقة، يرجى النظر أدناه.

سيحضر ستيف غوس وماري ويرهام، مديرة المرافعة في برنامج الأسلحة في هيومن رايتس ووتش، اجتماع اتفاقية الأسلحة التقليدية الذي سيعقد في 29 أغسطس/آب لمدة أسبوع بجنيف.

بروتوكول الأسلحة الحارقة

روسيا طرف في بروتوكول الأسلحة الحارقة، واعترفت بـ “الضرر الإنساني الكبير” الذي تسببه الأسلحة الحارقة في سوريا، الذي نسبته إلى “الاستخدام غير السليم” في رسالة إلى هيومن رايتس ووتش في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

لم تستجب روسيا للانتقادات على تورطها الظاهر في هجمات الأسلحة الحارقة الأخيرة في سوريا. في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، حثّت روسيا على “المراقبة النزيهة” للقانون الدولي فيما يتعلق بالأسلحة الحارقة، ولكنها رفض دعوات إعادة النظر وتعزيز البروتوكول الثالث للأسلحة الحارقة في معاهدة الأسلحة التقليدية بذريعة أنها قد تأتي بـ “نتائج عكسية”.

تجاهلت الحكومة السورية دعوات الانضمام إلى البروتوكول الثالث، الذي يضم 113 دولة، بما فيها روسيا وغيرها من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. يحظر البروتوكول استخدام الأسلحة الحارقة من الجو على مناطق “تجمعات للمدنيين”، ولكن يسمح باستخدام الأسلحة الحارقة التي تطلق من الأرض.

يحدد البروتوكول الثالث “تجمعات المدنيين” على نطاق واسع على أنها “أي تجمع للمدنيين، سواء كان دائما أو مؤقتا، كالأجزاء المأهولة من المدن أو البلدات أو القرى المأهولة، أو في المخيمات أو طوابير اللاجئين أو الأشخاص الذين تم إجلاؤهم.”

على الدول الأعضاء في المعاهدة تأييد الدعوة إلى مراجعة البروتوكول الثالث وتعديله لإصلاح الثغرة الكبيرة التي تسمح باستخدام الأسلحة الحارقة التي تطلق من الأرض على المناطق المدنية. عليهم إعادة النظر في تعريف الأسلحة الحارقة في البروتوكول الثالث لأنه ضيق جدا ويفشل في التعامل المناسب مع الذخائر الحارقة متعددة الأغراض مثل الفوسفور الأبيض. قالت هيومن رايتس ووتش إن هذه التناقضات وغيرها قوضت فعالية البروتوكول وفشلت في ردع استخدام الأسلحة الحارقة على مدى السنوات الـ 35 الماضية.

مدينة ادلب، محافظة إدلب، 7 أغسطس/آب 2016

ألقت طائرات طائرة ثابتة الجناح سورية أو روسية أسلحة حارقة في هجوم على مدينة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة مساء الأحد 7 أغسطس/آب، ما أسفر عن إصابة نحو 10 أشخاص، كما أفاد شهود عيان. قابلت هيومن رايتس ووتش في 9 أغسطس/أب   سكان محليين شهدوا حدة الهجوم، بينهم اثنان من أول المغيثين.

صورة هجوم بسلاح حارق التقطها أحد سكان إدلب من بيته الساعة 11:08 ليلا بالتوقيت المحلي يوم 7 أغسطس/آب 2016.

صورة هجوم بسلاح حارق التقطها أحد سكان إدلب من بيته الساعة 11:08 ليلا بالتوقيت المحلي يوم 7 أغسطس/آب 2016.

قال مطيع جلال، المتطوع في الدفاع المدني السوري في إدلب لـ هيومن رايتس ووتش:

كنت في المنزل في سرمين بإدلب. سمعت المتطوعين يذيعون عن ضربتين. قالوا إنها كانت فوسفورية. أمسكت الكاميرا وهرعت إلى المكان. رأيت نارا تسقط من السماء. لكن لم أستطع الوصول إلى المنطقة لأن الطرق كانت تتعرض للهجوم. كانت النار شديدة التوهج بحيث يمكن رؤيتها من خارج المدينة ورأى الجميع ذلك. رأيت الفوسفور بوضوح يتساقط في طريقي ولكن للأسف كانت الكاميرا بطيئة، ولم أتمكن من التقاط صورة في اللحظة المناسبة.

محمد تاج الدين عثمان، أحد سكان المدينة، زود هيومن رايتس ووتش بصور التقطها في الهجوم، وتحتوي على بيانات التعريف التي تبين أنها التقطت في 11:03 و11:08 ليلا بالتوقيت المحلي في 7 أغسطس/آب 2016. قال عثمان:

تفكك الصاروخ الأول في السماء وسقط في أجزاء. لم صوته عاليا جدا ولكن أدى إلى اندلاع حريق ضخم عندما وصل إلى الأرض. ثم وقعت انفجارات أخرى، زادت حدة النار. استطعت أن أرى بوضوح انفجار اللهب. في غضون 10 دقائق، كان هناك المزيد من الهجمات. كان الحريق لا يصدق، حوّل الليل إلى نهار. كان على مساحة 50 مترا مربعا. وازداد سوءا لمدة 5 دقائق.

بقايا قنبلة "أر بي كي-500 زاب-2.5 إس إم" حارقة استخدمت في إدلب يوم 7 أغسطس/آب 2016.

بقايا قنبلة “أر بي كي-500 زاب-2.5 إس إم” حارقة استخدمت في إدلب يوم 7 أغسطس/آب 2016.

 

قال متطوع ثان في الدفاع المدني السوري بإدلب، طلب عدم الكشف عن اسمه:

كان الوقت ليلا وقد عم الهدوء. كنا نسمع بوضوح الطائرات الحربية تحلق. كان الصوت مخيفا. رأيت أيضا صاروخا أطلقته طائرة، كنقطة مضيئة في السماء، مع انفجار رهيب. لم يستطع الدفاع المدني تحديد طبيعة السلاح المستخدم ولكننا نعرف تماما أنه كان شديد الاشتعال.

أظهرت مقاطع فيديو وصور التقطت وقت الهجوم وللبقايا بعده، استخدام قنبلة من نوع “آر بي كي-500 زاب-2.5 إس إم” (RBK-500 ZAB-2.5SM) وهي سلاح حارق يحتوي ذخائر صغيرة حارقة من نوع “117 زاب-2.5 إس إم”(117 ZAB- 2.5SM) أكدت شهادات الشهود والأدلة البصرية استخدام الأسلحة الحارقة في هذا الهجوم.

تحترق كل واحدة من الذخائر الصغيرة من نوع “زاب-2.5 إس إم” لمدة تصل إلى 10 دقائق، وتشعل حرائق يصعب إطفاؤها. أظهرت عديد من الصور ومقاطع الفيديو للهجوم في إدلب بوضوح حرائق منفصلة في المباني السكنية اشعلتها الذخائر الصغيرة.

بقايا من القنابل الصغيرة "زاب-2.5 إس إم" من هجوم يوم 7 أغسطس/آب 2016 بالأسلحة الحارقة على مدينة إدلب.

بقايا من القنابل الصغيرة “زاب-2.5 إس إم” من هجوم يوم 7 أغسطس/آب 2016 بالأسلحة الحارقة على مدينة إدلب.

تحتوي الذخائر الصغيرة من نوع (زاب-2.5 إس إم) التي تلقيها قنابل (آر بي كي-500) على شحنات تفجير صغيرة تشعل مادة قابلة للاحتراق مع خروجها من القنبلة في الجو. يمكن للحرائق التي تشعلها الأسلحة الحارقة أن تسبب أيضا انفجارات ثانوية عندما تحرق الأجسام على الأرض.

قال جلال، المتطوع في الدفاع المدني، إن الضربات الجوية المتعددة ذلك المساء أصابت نحو 10 أشخاص. قال لـ هيومن رايتس ووتش: “أصيب بعضهم بحروق، ولكن معظم الحالات كانت ارتجاج وكسور فقط.”

قال يحيى عارجة، مدير الدفاع المدني في إدلب، وأحد المسعفين في أحد مواقع هجوم 7 أغسطس/آب إن الأسلحة الحارقة “سقطت على الشارع، لحسن الحظ ليس على المنازل، وأحرقت السيارات فقط”. وأضاف أن “الرائحة أدت إلى الاختناق، ما أسفر عن إصابة شخصين. لم يكن هناك حروق، حمدا لله. حالات اختناق فقط من الرائحة لأنه لم تصب جسديهما”. عولج الضحايا في موقع الحادث. أضاف عرجة: “تمت المعالجة بالأوكسجين داخل سيارة الإسعاف”.

وفقا للمتطوع غير المسلح في الدفاع المدني الذي لم يرغب بكشف اسمه، كانت هناك 4 هجمات جوية شملت إصاباتها “حيا سكنيا كبيرا ومكتظا في مدينة إدلب يعرف باسم الضبيط”. قال: “أستطيع أن أؤكد أنه ليس هناك أي وجود عسكري في هذه المنطقة”.

الهجمات بالأسلحة الحارقة على المناطق المدنية في مدينة إدلب، سوريا يوم 7 أغسطس/آب 2016.

توسيع

صورة القمر الصناعي: تسجيل يوم 1 أغسطس/آب 2016 © ديجيتال غلوب-نيكست فيو

الطرقات: أوبن ستريت مابس

التحليل: هيومن رايتس ووتش

زود عثمان هيومن رايتس ووتش بقائمة لأربعة مواقع في المدينة تعرضت لهجوم بأسلحة حارقة في 7أغسطس/آب:

  1. الضبيط، بالقرب من كليّة العلوم الإنسانية الجامعية
  2. حي الجامعة، دوّار الملعب
  3. منطقة الكونسروة الصناعية
  4. منطقة الغزل الصناعية

قال عثمان إنه خلال الهجوم على كليّة العلوم الإنسانية في الضبيط “سقطت [قنابل حارقة] بين البيوت وكان الناس مذعورين وانتشر الهلع، حتى خرجوا من منازلهم”. وصف حي الجامعة بأنه ” منطقة سكنية نموذجية ” وضربته أولا أسلحة حارقة “سقطت وسط الشارع” بدلا من المنازل، وبالتالي تقلصت الأضرار. قال عثمان إن الجامعة كانت تعمل، ولكن لم تكن هناك فصول دراسية وقت الهجوم في المساء. يوجد في المنطقة أيضا سوبر ماركت صغير ومقهى. قال عثمان أيضا إن منطقة الكونسروة الصناعية التي تعرضت لهجوم فيها مصنع لم يكن يعمل و”لم يكن منطقة سكنية في حد ذاته ولكن كان هناك عديد من النازحين هناك. كان سابقا يُستخدم كنقطة تفتيش من قبل الجيش السوري.”

قال عثمان إن “الجماعات المسلحة كانت متمركزة حول المدينة لكنها لم تستهدف” بهجمات الأسلحة الحارقة في 7 أغسطس/آب. وأضاف “إن الهجمات تكررت وكان يمكن سماع صوت الطائرة في السماء، كان مرتفعا جدا ومستمرا. رأيت الطائرة عندما أطلقت الصاروخ الأول فقط. أعتقد أنها كانت روسية. وكان هناك طائرة واحدة فقط”.

أطفأ فريقان من المتطوعين في الدفاع المدني بإدلب الحرائق التي أشعلها الهجوم وجمعا بقايا أسلحة حارقة ودمروها رغم أنه ليس لديهم أي خبرة لفعل ذلك. قال جلال إنه قيل لهم أن يستخدموا الحصى لإخماد الحريق لأن “المياه تزيد من سوئه.”

قال متطوع في الدفاع المدني شارك في الاستجابة للهجوم لـ هيومن رايتس ووتش:

كان الحريق هائلا، وانتشر عبر مئات الأمتار، وكان صعب الاخماد. تفاعل الحريق مع الماء لذلك كان علينا استخدام موادا أخرى مثل الرغوة والمسحوق وحتى الحصى. أتت النار على كل شيء، على المنازل والسيارات وخزانات الوقود وحتى العشب. سمعنا دوي انفجارات. وكانت ضخمة، واستلزمت بذل جهود هائلة لإطفائها. المباني المزدحمة والمرتفعة زادت الأمر سوءا. قضينا حوالي ساعة للسيطرة على الوضع. كانت المباني تتوهج كما لو أن الوقت كان نهارا. لم تكن الحرائق طبيعية على الاطلاق. بصراحة، لا يمكن وصف ما حدث.

الخلفية التقنية والهجمات الأخيرة

سجلت هيومن رايتس ووتش استخدام 4 أنواع من الأسلحة الحارقة في سوريا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012، جميعها من نوع “زاب”، (Zazhigatelnaya Aviatsionnaya Bomba) وهي قنابل حارقة ترميها الطائرات من صنع الاتحاد السوفياتي:

بقايا قنبلة "أر بي كي-500 زاب-2.5 إس إم" حارقة استخدمت في إدلب يوم 7 أغسطس/آب 2016.

بقايا قنبلة “أر بي كي-500 زاب-2.5 إس إم” حارقة استخدمت في إدلب يوم 7 أغسطس/آب 2016.

  • قنابل من نوع (آر بي كي-500 زاب-2.5 إس إم) تحتوي قنابل حارقة صغيرة من نوع (117 زاب-2.5 إس إم)
  • قنابل من نوع (آر بي كي-250 زاب-2.5 إس إم) تحتوي قنابل حارقة صغيرة من نوع (48 زاب-2.5)
  • قنابل من نوع (زاب 100-105) تحتوي كل منها 9 قنابل حارقة صغيرة مخروطية.
  • قنابل أحادية حارقة من نوع (زاب 500).

تحتوي قنابل زاب مادة يعتقد أنها الثيرمايت تشتعل أثناء سقوطها، تدفع شهود العيان إلى وصف الذخائر الصغيرة الحارقة على أنها “كرات نارية“. وهي ليست نابالم أو فوسفور أبيض، المادتان القابلتان للاشتعال سيئتا السمعة اللتان تستخدمان في الأسلحة الحارقة الأخرى.

تشير أغلب روايات الشهود التي جمعتها هيومن رايتس ووتش ومقاطع الفيديو إلى استخدام طائرات نفاثة ذات أجنحة ثابتة وطائرات مروحية لإسقاط الأسلحة الحارقة في سوريا. استخدم هجوم واحد على الأقل سلاحا حارقا أطلِق من الأرض.

استخدمت الحكومة السورية أسلحة حارقة مصنعة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012، ولا سيما القنابل التي ترمى من الجو والمصنعة في الاتحاد السوفيتي مثل القنابل من نوع آر بي كي-250 وزاب-100-105. استخدمت قوات الحكومة السورية أيضا أسلحة تسقطها الطائرات مكونة من قنابل بدائية أو “براميل متفجرة” مملوءة بمادة قابلة للاشتعال مثل النابالم.

أظهرت لقطات بثتها وسائل الإعلام الرسمية الروسية في 18 يونيو/حزيران قنابل حارقة من نوع (آر بي كي 500- زاب2.5 إس إم) على متن طائرة هجوم أرضي “سوخوي –344” في القاعدة الجوية الروسية في حميميم، جنوب شرق مدينة اللاذقية في سوريا. لا تستخدم هذا النوع من الطائرات في سوريا سوى القوات الجوية الروسية.

هجمات بالأسلحة الحارقة موثقة، من 5 يونيو/حزيران وحتى 10 أغسطس/آب 2016

التاريخ

الموقع

الأضرار (المصدر)

نوع الأسلحة الحارقة

التأكيد البصري

10 أغسطس/آب

قبتان الجبل، حلب

لم يذكر

RBK-500 ZAB-2.5SM

صور بقايا

7 أغسطس/آب

مدينة إدلب

2-10 جرحى

(الدفاع المدني السوري)

RBK-500 ZAB-2.5SM

صور بقايا

صور بقايا

فيديو أضرار

فيديو أضرار

فيديو هجوم

7 أغسطس/آب

مدينة حلب

جريح واحد (الدفاع المدني السوري)

غير معروف

صور بقايا

7 يوليو/تموز

كفر حمرة، حلب

لم يذكر

غير معروف

صور بقايا

26 يونيو/حزيران

سراقب، إدلب

جريح واحد (الدفاع المدني السوري)

RBK-500 ZAB-2.5SM

صور أضرار وبقايا

26 يونيو/حزيران

كفر حلب، حلب

لم يذكر

غير معروف

وسائط/ غير متوفرة

24 يونيو/حزيران

كفر حمرة، حلب

لم يذكر

غير معروف

فيديو هجوم

صور

23 يونيو/حزيران

خان العسل، حلب

لم يذكر

غير معروف

فيديو أضرار وبقايا

22 يونيو/حزيران

حيان، حلب

لم يذكر

RBK-500 ZAB-2.5SM

صور أضرار وبقايا

فيديو هجوم

22 يونيو/حزيران

كفرنايا أو أوروم الكبرى، حلب

جريحان (الدفاع المدني السوري)

RBK-500 ZAB-2.5SM

صور بقايا

20 يونيو/حزيران (تقريبي)

حريتان، حلب

لم يذكر

RBK-500 ZAB-2.5SM

فيديو بقايا

فيديو هجوم

فيديو هجوم

فيديو بقايا

20 يونيو/حزيران

حيان، حلب

لم يذكر

RBK-500 ZAB-2.5SM

فيديو بقايا

فيديو أضرار

19 يونيو/حزيران

عندان، حلب

لم يذكر

غير معروف

صور بقايا

صور أضرار

فيديو أضرار

16 يونيو/حزيران

معر شعرين، إدلب

لم يذكر

غير معروف

صور في الملف

15 يونيو/حزيران

عندان، حلب

لم يذكر

RBK-500 ZAB-2.5SM

صور بقايا

فيديو أضرار

فيديو أضرار

11 يونيو/حزيران

كفر حلب، حلب

6 جرحى (وكالة سمارت نيوز للأنباء)

RBK-500 ZAB-2.5SM

فيديو أضرار وبقايا

10 يونيو/حزيران

كفر حمرة، حلب

لم يذكر

RBK-500 ZAB-2.5SM

فيديو أضرار وبقايا

5 يونيو/حزيران

عندان، حلب

لم يذكر

RBK-500 ZAB-2.5SM

فيديو أضرار وبقايا