سوريا ساحة اختبار معادلة القوى
في رّده على ملاحظة الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن روسيا ªلن تستطيع التوصل من خلال شن الضربات الجوية إلى وضع سلمي في سوريا©، أوضح رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، أن بلاده ªلا تقاتل من أجل قادة معينين، بل تدافع عن مصالحها القومية وضد تهديدات عودة المتطرفين الإسلاميين إلى أراضيها© إذن سوريا هي الجبهة ªالخارجية© لحرب ªداخلية© يخوضها الرئيس بوتين على ما يوصف في روسيا بالإرهاب ªالإسلامي© والتقارير الغربية تتحدث عن نحو ثلاثة آلاف ªمتطوع© روسي يقاتلون في صفوف ªداعش© إذا كان ما ذكره ميدفيديف هو فعلا مبرر التدخل الروسي في سوريا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بنفسه هو لماذا لا تضم روسيا جهودها إلى جهود الولايات المتحدة وحلفائها للقضاء على العدو المشترك، الإرهاب، وإنهاء مأساة السوريين بأفضل الطرق وأسرعها؟ لأن هذا التنسيق لم يحصل حتى الآن، بات من المنطقي الاستنتاج بأن لروسيا ªأجندتها© الخاصة في سوريا تذُّرع روسيا في تعزيز وجودها العسكري ونفوذها السياسي في سوريا بمحاربة ªالإرهاب© غير مستغرب على خلفية معطيين حماية قاعدتي روسيا العسكريتين في طرطوس واللاذقية، وانكفاء الدور الأميركي عن الساحة السورية، فمن المعروف أن سوريا دولة ªصديقة© لروسيا منذ عام ، ودولة ªممانعة© للنفوذ الأميركي منذ عقود ولكن تصرفات موسكو ما بعد ªالانتشار العسكري© في سوريا تثير أكثر من تساؤل واحد عما إذا كانت ªالحالة السورية©، دون غيرها، بيت القصيد في تدخلها العسكري أم أن أبعاده تتجاوز سوريا لتندرج في مخطط الرئيس بوتين الرامي إلى تعديل ميزان القوى الراهن مع الولايات المتحدة، خصوصا في الشرق الأوسط في مقدمة هذه التساؤلات أهي مجرد صدفة أن توقع روسيا، أواخر الشهر الماضي، معاهدة تعاون استخباراتي مع حكومة بغداد، ضاربة عرض الحائط بغضب واشنطن منها؟ وهل هو مجرد حدث عادي أن ينشئ الجنرالات الروس في بغداد، وفي ªالمنطقة الخضراء© بالذات حي السفارة الأميركية، غرفة عمليات مشتركة مع دولتين إقليميتين معاديتين للولايات المتحدة، أي سوريا وإيران؟
وليد ابي مرشد
الشرق الاوسط