سوريا محور اجتماع لوزان اليوم.. والمعارضة وموسكو لا تعولان على نتائجه

32

لا تختلف توقعات المعارضة السورية حول «اجتماع لوزان» الذي سيعقد اليوم في سويسرا للبحث في وضع سوريا، عما أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي قال إنه لا يعقد آمالا خاصة على نتائجه. وفي حين قال لافروف إن روسيا لا تعتزم طرح مبادرات جديدة لحل الصراع في سوريا، اعتبرت المعارضة السورية، أن هذه الخطوة قد تكون محاولة أخيرة من الروس والأميركيين الذين حثوا على عقد الاجتماع في ضوء انسداد الأفق السوري وانهيار الاتفاق بين الطرفين، معلنة في الوقت عينه أن مواقف الدول وأهمها الولايات المتحدة تؤكد أن فرص الخيار العسكري بدأت تزداد أكثر.

المتحدث باسم الهيئة العليا التفاوضية منذر ماخوس أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المعطيات لم تتغير واجتماع لوزان الذي سيعقد بمبادرة أميركية هو محاولة لفتح كوة في أفق الأزمة المسدود، لكن يبدو واضحا أن موسكو مستمرة في خطتها وحملتها العسكرية تمهيدا لفرض شروطها في أي مفاوضات سياسية قد تعقد لاحقا». ورأى ماخوس أن وجود إيران في الاجتماع من شأنه تعقيد الأمور أكثر، سائلا: «كيف يمكن لطرف هو رأس حربة في كل ما يحصل في سوريا، كإيران وروسيا، أن يسعى لإيجاد حل؟».

وكان لافروف قد أعلن أن مفاوضات لوزان حول سوريا ستشمل فضلا عن روسيا والولايات المتحدة، كلا من المملكة العربية السعودية وإيران وتركيا و«ربما قطر». ولفت ماخوس إلى إمكانية أن يشكّل الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأميركي باراك أوباما مع مساعديه لبحث خيارات عسكرية في سوريا والقرارات التي ستنتج عنه، عامل ضغط على الروس، معتبرا أن لقاء لوزان قد يكون محاولة للي ذراع المعارضة كي تستجيب لشروط الروس المجحفة ولا سيما منها القبول بفصل الفصائل عن بعضها، ولا سيما بين المعتدلة منها و«جيش الفتح» أو «جبهة النصرة سابقا». وشدّد على أن «بقاء الوضع في سوريا على ما هو عليه وخاصة الهجوم البربري على حلب ومخطط التهجير العرقي الذي يحصل في عدد من المناطق قد يؤدي إلى تطورات غير محسوبة ستؤثر على مستقبل المنطقة بشكل عام بحيث سيزيد التشدّد والراديكالية إلى حدود غير مسبوقة». وفيما أشار ماخوس إلى بعض المعلومات التي تشير إلى إمكانية قيام أميركا بضربات دقيقة ضد مواقع النظام السوري، استبعد هذا الأمر انطلاقا من إمكانية أن يؤدي إلى صدام بين موسكو وواشنطن.

من جهته، قال نائب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» عبد الأحد اسطيفو إن «توجيه ضربات عسكرية جراحية لمواقع نظام الأسد والميليشيات المجرمة التي تقاتل إلى جانبه هو الحل المطلوب لوقف القتل في سوريا وإحياء العملية السياسية». وتابع نائب رئيس الائتلاف إن «هناك تحولاً كبيرًا في مواقف الدول والتي نحن على تواصل معها، وعلى الأخص الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، والتصريحات القادمة من هناك تقول إن فرص الخيار العسكري تزداد وقد تصبح هي الوحيدة»، لافتًا إلى أن الخيار السياسي صار مستبعدًا جدًا في الظروف الراهنة دون خيار عسكري حاسم.

في المقابل، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن أنه لا يعلق آمالا خاصة على اجتماع لوزان. وقال في معرض تعليقه على توقعات موسكو من اللقاء بشأن التسوية السورية بحسب ما نقلت عنه وكالة سبوتنيك الروسية «اتجاهات العمل كلها واضحة: وقف العنف في سوريا، ومحاربة الإرهابيين، وضمان الوصول الإنساني إلى السكان المحتاجين، وإطلاق عملية سياسية فورا بمشاركة كافة الأطياف السورية، بما في ذلك الحكومة والمعارضة برمتها دون أي شروط مسبقة»، وشدد على أن هذه المبادئ ليست حصرا على الموقف الروسي، بل هي ناجمة عن قرارات المجتمع الدولي. وتابع وزير الخارجية الروسي «سوف نقوم بتحركات ملموسة تعد ضرورية لرؤية تطبيق هذه القرارات، الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إضافة إلى تطبيق الاتفاقيات الروسية والأميركية».

أيضًا قال لافروف إنه لم يلاحظ حتى الآن أي خطوات في اتجاه تنفيذ تلك القرارات الدولية من جانب شركاء روسيا الغربيين، لكنه أعرب عن أمله في أن يدفع بهم الأمر الواقع إلى النظر في الحقائق، في نهاية المطاف. ورأى أن المسألة الرئيسية في هذا الخصوص تكمن في الفصل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة. ودعا إلى تفهم طبيعة العمليات التي تثير قلق روسيا والتي تتمثل في اندماج الكثير من الفصائل، التي تصف نفسها بأنها «معتدلة»، مع «جبهة النصرة»، وتخليها عن المشاركة في اتفاق وقف الأعمال القتالية. ومن ثم، ووصف الوزير الروسي الأحاديث عن كون وقف القتال في حلب هو الهدف الأساسي، بأنها محاولات لـ«تنميق الصورة» وتجنيب «النصرة» والمتعاونين معها الضربة، بصورة ماكرة.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت في بيان، لها يوم الأربعاء، أنه تم الاتفاق بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي جون كيري، على عقد لقاء وزاري يوم 15 أكتوبر (تشرين الأول) في لوزان بمشاركة عدد من البلدان الإقليمية، لدراسة الخطوات الإضافية لتهيئة الظروف لتسوية الأزمة السورية، وهو ما أعلنت عنه الولايات المتحدة مؤكدة مشاركة كيري في الاجتماع.