سوريا … مسار أوحد للاستقرار (3-3)

44

اضطررنا الى مجاراة الأشقاء والحلفاء في «غرفة الموك»، التي كان صوت الأردن فيها صوت الحكمة ورفض الانسياق وراء طلبات زج جيشنا في الحرب السورية. 
حسم الملك الأمر بإطلاق الشعار الإستراتيجي العميق عام 2014 : «داعش قبل الأسد». ولو كان الشعار معكوسا، لدخل جيشنا جحيم الحرب السورية.
لا يشكل النظام السوري خطرا على الأردن. فأمور الحدود الممتدة 375 كم، مستقرة. ومحاولات «تصدير حزب البعث» توقفت. ولا يتطلع النظام السوري إلى ضم ذنيبة او الشجرة او عمراوة، و لا يستطيع. ولا نتطلع إلى ضم درعا والصنمين والشيخ مسكين. ولا نستطيع.
استقرار سوريا مصلحة أردنية كبرى. ولو انهارت الدولة السورية لضربنا تسونامي لا يمكن ادراك عمقه وحدوده وقوته التدميرية.
وبعيدا عن العواطف التي لا تعادل فلسا واحدا في حسابات الدول، فلا تملك الدول المتحاددة والمتشاطئة، ترف الاختلاف والقطيعة والمواجهة.
فالمصالح و»الاضرار» المشتركة تفرض النظر إلى الجار نظرة عدم التدخل المتبادل في شؤون الجار. 
صحيح اننا ندفع اثمان ما يجري في سوريا والعراق والضفة الغربية المحتلة وغزة. لكن صحيح أيضا ان الجيشين السوري والعراقي نابا عنا في مقاتلة الإرهابيين، وقدما أكبر خدمة للأمن والاستقرار الأردني.
كتبت في آذار 2017 ان مقعد سوريا في قمة عمان العربية يجب أن يكون لدمشق. كما هو مقعد العراق لبغداد. ومقعد مصر للقاهرة ومقعد فلسطين لرام الله.
واعرف ان الاتصالات السياسية والأمنية والعسكرية بيننا وبين المسؤولين السوريين لم تتوقف. وان بلادنا ستتعامل في التوقيت المناسب مع الدولة السورية.
الأمن والاستقرار في سوريا، كما هما مصلحة أردنية وإقليمية ودولية، فهما مصلحة للنظام السوري، نتمنى أن يتمسك بهما، بإبداء أقصى قدر من المرونة والصفح والتنازل، كي لا يصدق رأي الخبير الموزون الثقة، الذي يتوقع أن تمر 10سنوات، قبل أن يتحقق الاستقرار في سوريا !!.
لن يغيب عن بوصلتنا، ان قدرنا الجميل هو وحدة بلدان الهلال الخصيب الاردن وسوريا وفلسطين ولبنان + العراق.

محمد داودية
المصدر: الدستور