سورية: نحو 2000 شخص غالبيتهم من “داعش” سلموا أنفسهم بالباغوز
الباغوز- سلّم نحو ألفي شخص، غالبیتھم من مقاتلي تنظیم ”داعش“، أنفسھم الثلاثاء إلى قوات
سوریة الدیمقراطیة في بلدة الباغوز في شرق سوریة، قبل أن تستأنف ھذه القوات بدعم من
التحالف الدولي قصفھا على الجیب المحاصر مساء.
وتشن ھذه الفصائل العربیة والكردیة منذ لیل الأحد ھجومھا الأخیر على البقعة المحاصرة في
الباغوز، تمھیداً للقضاء على من تبقى من مقاتلي التنظیم.
وقال المتحدث باسم حملة قوات سوریة الدیمقراطیة في منطقة دیر الزور عدنان عفرین
لوكالة فرانس برس في الباغوز امس ”ھناك عدد كبیر من المقاتلین وعائلاتھم سلموا أنفسھم
الیوم، عددھم نحو ألفین وغالبیتھم من المقاتلین“.
وأضاف ”یتم نقلھم إلى نقطة الفرز لتفتیشھم والتدقیق في ھویاتھم“.
وبعدما كان القصف على جیب الباغوز شبھ متوقف منذ ساعات الصباح افساحاً في المجال
أمام خروج المحاصرین، استأنفت قوات سوریة الدیمقراطیة وفق صحفیة في وكالة فرانس
برس قصفھا المدفعي الكثیف بدءاً من الساعة 00،18 بالتوقیت المحلي (00,16 ت غ)
تزامناً مع توجیھ التحالف الدولي ضربات جویة.
وأحدث القصف ومیضاً في السماء وتسبب باندلاع حرائق ارتفعت منھا سحب الدخان الأسود.
وقبل وقت قصیر من استئناف المعارك، تجمع عشرات المقاتلین مدججین بأسلحتھم، وكانوا
على أھبة الاستعداد لاقتحام جیب التنظیم، فور تلقیھم أوامر القیادة.
وقال قائد المجموعة وقدم نفسھ بإسم شریف لفرانس برس ”جھزنا أنفسنا الیوم ومعنویاتنا
مرتفعة“.
ّ وأضاف الشاب الذي یقاتل التنظیم منذ سنوات بینما أمسك جھازه اللاسلكي بیده ولف رأسھ
بشال أزرق ”طلبوا منا القدوم ووصلنا للتو، یرتاح الشباب حالیاً بانتظار الدخول مساء (..)
وسنكون نحن في المقدمة“.
ویقتصر وجود التنظیم في الباغوز حالیاً على مخیم عشوائي على الضفاف الشرقیة لنھر
الفرات محاط بأراض زراعیة تمتد حتى الحدود العراقیة.
وأوضح قیادي رفض الكشف عن اسمھ لفرانس برس صباح الثلاثاء، إن قوات سوریة
الدیمقراطیة وطائرات التحالف تستھدف مواقع التنظیم خلال اللیل فقط، قبل أن تتراجع وتیرة
قصفھا خلال النھار.
ویھدف ھذا التكتیك وفق ما شرح القائد المیداني علي الشیر (27 عاماً) لفرانس برس إلى
”تخویف الدواعش من أجل تسلیم أنفسھم، وفي الوقت ذاتھ خروج المدنیین“.
واستأنفت قوات سوریة الدیمقراطیة الأحد ھجومھا الأخیر ضد التنظیم، بعدما أعلنت أن مھلة
”استسلام“ مقاتلیھ قد انتھت.
وقال متحدث باسم التحالف الدولي لفرانس برس في رسالة الكترونیة إن التنظیم ”قرر البقاء
والقتال حتى النھایة“.
وفي الأسابیع الأخیرة، علّقت ھذه القوات مراراً ھجومھا ضد جیب التنظیم، ما أتاح خروج
عشرات الآلاف من الأشخاص، غالبیتھم نساء وأطفال من أفراد عائلات مقاتلي التنظیم.
وبدأت قوات سوریة الدیمقراطیة منذ أیلول/سبتمبر عملیاتھا العسكریة ضد منطقة سیطرة
المتطرفین في شرق سوریة. وعلى وقع تقدمھا العسكري، خرج نحو 59 ألف شخص منذ
كانون الأول/دیسمبر من مناطق التنظیم، بینھم أكثر من ستة آلاف مقاتل تم توقیفھم، بحسب
المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وخضع الرجال والنساء والأطفال وغالبیتھم من عائلات مقاتلي التنظیم لعملیات تفتیش
ّ وتدقیق في ھویاتھم بعد خروجھم. وتم نقل الرجال المشتبھ بأنھم متطرفون إلى مراكز
اعتقال، فیما أرسل الأطفال والنساء إلى مخیمات في شمال شرق البلاد أبرزھا مخیم الھول
الذي بات یؤوي أكثر من 66 ألفاً.
وذكر مكتب تنسیق الشؤون الانسانیة التابع للأمم المتحدة في سوریة، في تقریر نشره، أن
عدد الوافدین إلى الھول تباطأ منذ استئناف الھجوم لیل الأحد. وقال إن غالبیة الوافدین الجدد
یصلون ”ببنیة جسدیة أكثر سوءاً من أولئك الذین وصلوا في الأسابیع السابقة“.
وتحدث الخارجون من الباغوز لفرانس برس عن نقص كبیر في المواد الغذائیة وجوع.
وأبدى برنامج الأغذیة العالمي ”قلقھ للغایة إزاء سلامة عشرات الآلاف من الأشخاص الذین
وصلوا مؤخراً إلى المخیم“ بینھم ثلاثة آلاف غالبیتھم نساء وأطفال وصلوا في ”وضع بائس“
لیل الأحد.
وشدد المتحدث بإسم البرنامج ھیرفھ فیرھوسل على ”الحاجة إلى تمویل عاجل مع وجودثغرات في توفیر المأوى والمیاه والصرف الصحي والنظافة والخدمات الصحیة والحمایة“.
وقال إن الأقسام المستحدثة في المخیم تقترب من ”سعتھا القصوى“.
المصدر: الغد