سوريون مشتتون في مواجهات مع حرس الحدود بدول أوروبا.. وآخرون فقدوا أموالهم وأرواحهم خلال محاولات الوصول إلى الملاذ الآمن

66

 

“شهر وعشرون يوماً من الانتظار في تركيا، على حدود تفصلني عن أوروبا فقط صعوبة اجتيازها وتخطي حرس الحدود” هكذا وصف حاله أ.م وهو سوري يقضي الأيام مترقباً أن يأتيه فرجٌ من سماء أو أرض.
أ.م شاب مدني باع كل ما يملك في سوريا وأودعها لدى صديقاً يعيش في محافظة إدلب، خوفاً من السرقة التي يتعرض لها المهاجرين وهم يجتازون الحدود السورية التركية والتركية البلغارية، أو أثناء محاولتهم الوصول إلى الأراضي اليونانية عبر البحر.
مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان رصدوا مئات المواطنين السوريين العالقين في مدن تركية قريبة من نقاط التهريب البري والبحري، ينتظرون موافقة المهربين بانطلاقهم، وآخرين ينتظرون الحصول على تأشيرة للدخول إلى دول أوروبا الشرقية عبر الرحلات الجوية.
في شهادة للمرصد السوري، أوضح أ.م أنهم يعيشون أوضاعاً قاسية قرب الحدود البلغارية، ولا معين لهم في حالتهم تلك إلا دفع المزيد من الأموال للمهربين، فقال “أحمد الله أني لم أجلب كل أموالي معي، وإلا كنت صرفتها أو سلبوني إياها”.
وأضاف أ.م أنهم لا يملون المحاولة في اجتياز الحدود وإيجاد طريق آمن، ولكنهم فشلوا في كل المحاولات التي فعلوها، رغم أنهم أجبروا على أن يدفعوا للمهربين أتعاب المحاولات الفاشلة في عبور الحدود البلغارية.
أيام وأسابيع في انتظار السفر نحو أوروبا، فقد فيها المئات من العالقين في تركيا ما أدخروه للرحلة بحثًا عن ما يصفونه “بالأمان”، وباتوا يفكرون بالعودة إلى سورية أو البقاء في تركيا للعمل على استعادة ما خسروه خلال الأيام الفائتة.
وفي شهادة من ح.س، وهو مواطن سوري وصل إلى بلاروسيا قادماً من تركيا، بيّن وجعه وأسفه على قرار الهجرة إلى أوروبا من بيلاروسيا حيث قال “وضع المهاجرين في بيلاروسيا مؤسف ومبكي، فالبرد والجوع ملازمان لنا في رحلتنا نحو حياة الأحلام في أوروبا”.
وأضاف أن إغلاق الخطوط الجوية في تركيا ومنع السلطات منح السوريين تأشيرات سفر إلى بيلاروسيا من تركيا، دفع بالسوريين للبحث عن بدائل، والوصول براً إلى بيلاروسيا ومنها إلى بولندا، فقال “استخدمنا الخرائط في رحلتنا البرية من تركيا إلى بيلاروسيا، وأنفقنا كل ما أدخرناه في طريق رأينا فيها مشاهد لن ننساها ما حيينا”.
وعثرت فرق الإنقاذ البولندية، يوم الجمعة، في إحدى الغابات، على رضيع سوري فارق الحياة بعد معاناة مع الألم والمرض والإصابة بالجفاف، كما عثروا على والديه وهما بحالة مزرية وبحاجة للعلاج والمساعدة.
ونشر المرصد السوري في 21 أكتوبر، وفاة لاجئ سوري من أبناء مدينة عين العرب/كوباني، وإصابة ثلاثة سوريين آخرين خلال بعد دخولهم الأراضي البولندية عبر بيلاروسيا، في حادث مأساوي بعد الهروب والملاحقة من قِبل سيارات الشرطة البولندية لتصدم سيارة التهريب التي يستقلونها بشاحنة كبيرة.
ورصد المرصد السوري قبل أيام رفض الخطوط الجوية في تركيا منح السوريين تأشيرات سفر إلى بلاروسيا، ما زاد من معاناة آلاف السوريين الذين كانوا بانتظار تأشيرات السفر لمغادرة تركيا بسبب غلاء المعيشة وتدني سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، ليصبح الدولار الواحد يساوي أكثر من 11 ليرة تركية.
إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يجدد مطالبته للمجتمع الدولي والجهات المعنية وعلى رأسها المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين، بغية إيجاد حلول جذرية تجنب السوريين خطر الموت وتحافظ على حياة كريمة لهم بعد أن عانوا الآمرين على مدار عقد من الزمن.