سياسيون يناشدون المجتمع الدولي لتقديم يد العون للسوريين المنكوبين في الشمال
مع معاناة الجوع ومخلفات الحرب المدمرة والبرد والعيش بين المخيمات، أدى الزلزال العنيف الذي ضرب شمال سورية، إلى زيادة تعقيد الوضع، خاصة مع صعوبة إنقاذ العالقين تحت ركام المباني التي سقطت من قوة الزلزال الفاجع، وتعالت الأصوات من أجل تقديم الدعم للسوريين الذي وجدوا أنفسهم في الشوارع في برد قاس وعواصف ثلجية فاقمت المعاناة.
وناشد شلال كدو، القيادي في الائتلاف الوطني السوري المعارض، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، الدول العربية والإقليمية وكذلك المجتمع الدولي برمته، الإسراع في تقديم يد العون والمساعدة للشعب السوري المنكوب جراء الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق شاسعة وخلفت دماراً هائلاً وأعدادا كبيرة من القتلى والجرحى، حيث وقع المئات بل الآلاف تحت الأنقاض نتيجة انهيار المباني على رؤوس ساكنيها وظل عشرات الألوف من الناس في العراء.
وقال كدو: في ظل ظروف جوية سيئة جراء العاصفة الثلجية القوية التي تضرب المناطق المتضررة بالزلزال وهزاته الارتدادية المتتالية يكابد الشعب السوري مجددا مآسي أخرى ومعاناة مضاعفة وخاصة أن مناطق المعارضة تفتقد لوسائل الإنقاذ والإمكانيات اللوجستية والمادية سيما مع كثرة الكثافة السكانية هناك، لذلك نتوجه إلى الإنسانية جمعاء لتهب لمساعدة الشعب السوري المنكوب كون حجم الإصابات والدمار يفوق إمكانات السوريين بكثير”.
من جانبه قال العميد أحمد حمادة، في حديث مع المرصد السوري، ، نوجه عبر المرصد نداء استغاثة إلى منظمة الصحة العالمية وفرق الإنقاذ التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والطواقم الطبية وإدارة الطوارئ والكوارث التركية لإنقاذ السوريين في تلك المناطق، فهم يختنقون جوعا وبردا وعراءً.. نحن السوريين في جميع أنحاء العالم نناشدكم الإسراعَ بتقديم يد المساعدة من طواقم طبية وفرق إنقاذ للمناطق المنكوبة من الزلزال الذي الذي ضرب الشمال السوري والجنوب التركي وأسفر عن وقوع خسائر جسيمة في الممتلكات والأرواح” .
ولفت إلى أنّ الفرق المحلية قدمت كل ما تستطيع ولكنها لا تمتلك أي مؤهلات لإدارة الكوارث الطبيعية الكبرى، مما جعل جميع هذه الفرق تفقد السيطرة وتقف عاجزة أمام هول المصاب .
بدوره دعا رئيس الكتلة الوطنية الديمقراطية المعارضة في سورية، المهندس باسل كويفي، في حديث مع المرصد السوري، المجتمع الدولي والمنظمات الأممية إلى نجدة السوريين ودعمهم في هذه النكبة، داعيا الشعب السوري إلى التضامن والتكاتف من أجل مواجهة آثار الزلزال .
وأضاف قائلا: من منطلق إنساني-أخلاقي قائم على مبادئ حقوق الإنسان والحفاظ على البشر ، بصرف النظر عن المواقف السياسية، اقترحنا في الاجتماع الذي عقدته الكتلة الوطنية الديمقراطية اليوم الاثنين بحضور بعض أعضائها ، خطة عمل لمواجهة آثار الزلزال، وتجتاح إلى ثلاثة مراحل: أوّلها تقديم الإغاثة البيئية والدعم العيني بالمواد التموينية وإقامة المشافي الميدانية وتوفير الأدوية والأمصال والمعقمات، وتوفير قنوات الارسال والدعم المادي للعائلات.
وثانيا أهمية فتح حساب بنكي لتقديم الدعم للمنكوبين من فاجعة الزلزال، في انتظار إعادة الاعمار وبناء ما هدم.
كما اقترحت الكتلة الديمقراطية تطوع فريق إعلامي سوري تشاركي ومتطوعين للوقوف على ما يحدث لعكسه عبر وسائل الاعلام المختلفة ولجلب المزيد من التضامن على المستوى المحلي والعربي والعالمي ، وحث الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأمريكا ودول العالم شرقاً وغرباً ، والمنظمات الأممية ذات الشأن بالإغاثة والاستجابة الطارئة للكوارث على العمل الفوري والجاد على إغاثة المنكوبين بالتعاون الايجابي مع سورية بعيداً عن التسييس وكسر العقوبات الاقتصادية وفتح التعاملات البنكية والمالية وتسهيل النقل للمواد الاغاثية عبر الموانئ السورية والمنافذ الحدودية دون أي قيود .. كما طالبت – وفق بيان خاص حصل المرصد السوري على نسخة منه – الحكومة المصرية بتشغيل خط الغاز العربي بشكل فوري وكذلك الحكومة الأردنية بتوصيل وتغذية شبكة الربط الكهربائي مع سورية ، وناشد دول الخليج العربي تزويد سورية بالاحتياجات النفطية بشكل مباشر ودون التقيد بمفاعيل العقوبات المفروضة .
ودعا البيان جميع أحرار العالم والمدافعين عن حقوق الإنسان إلى الضغط على حكوماتهم من أجل تلبية احتياجات الإنسان السوري لتجاوز هذه الكارثة الإنسانية.
ويعبّر المرصد السوري بدوره عن تضامنه اللا مشروط مع المنكوبين ويدعو إلى التآزر في هذه اللحظات المؤلمة التي تستحق الترفيع في نسق الدعم المحلي والدولي والأخذ بأيدي العائلات المتضررة والنساء والأطفال المنكوبين المشردين في ظروف مناخية وحياتية قاسية.