شاهد.. أب يبكي أطفاله القتلى بقصف قوات النظام السوري
ثلاثة أطفال، هم محمد ومحمود ووليد، جميع أولاد السوري عبد القادر الزينب، يقتلون دفعة واحدة بعدما أصابهم أحد الصواريخ الخمسة التي أطلقها جيش النظام السوري والميليشيات الإيرانية، على الأحياء السكنية في (معرة النعمان) بريف إدلب، الجمعة.
هول الفاجعة جعل والد الأطفال الثلاثة يصرخ هائماً طالباً من الله لو كان ترك له واحداً من أولاده.
في مشهد هو الأقسى على والدٍ، يلتقط فيديو أحد النشطاء الأب المفجوع وهو يخرج جثث أطفاله بعدما قضوا بقصف صاروخي مصدره قوات نظام الأسد الذي يخرق الاتفاق الروسي التركي حول منطقة إدلب المشمولة أصلاً باتفاق خفض تصعيد منذ عام 2017، والتي اتفق فيها بوتين وأردوغان على إقامة منطقة منزوعة السلاح منذ شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وبعمق يصل إلى عشرين كيلومتراً.
صوت الوالد المفجوع لهول ما حلّ بأولاده الذين كانوا يلعبون بالقرب من منزلهم لحظة القصف، كان يخبئ مأساة أخرى بعيدة عن الكاميرات، فقد كان أولاده أيتام الأم أيضاً، إذ رحلت منذ سنتين بسبب مرض.
الآن، رحل الأولاد الثلاثة، نتيجة قصف الأسد، بعد رحيل أمّهم. وعاد الأب فرداً مكلوماً مفجوعاً فصاح: لو تركت لي واحداً من أبنائي يا إلهي!
إلا أن الوالد، وعلى الرغم من حجم الفاجعة، بقي حسّ الأب لديه ينضح مخاطباً أحد أطفاله القتلى وهو ينقل جثته من سيارة الإسعاف، فيناديه كما لو أنه حي يرزق: “يا عمري أنا!”.
وانضم الأطفال الثلاثة إلى الآلاف من أطفال سوريا القتلى الذين خطفتهم حرب النظام السوري، والذين تجاوز عددهم عشرين ألف طفل، تبعاً لإحصائية المرصد السوري لحقوق الإنسان، تعود إلى شهر آذار/مارس من عام 2018.
وأكدت الأنباء الواردة من المنطقة، أن خمسة أطفال سقطوا نتيجة ذلك القصف، بينهم ابن خالة الأطفال الثلاثة، بالإضافة إلى مقتل سيدة كانت بالجوار.
وتخرق قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها، مناطق سريان الاتفاق الروسي التركي حول إدلب منذ مدة، فتقوم بقصف نقاط كثيرة ما بين محافظة حماة وإدلب ومناطق في ريف حلب الجنوبي، كما شهدت المنطقة منزوعة السلاح في مناطق ريف محافظة حماة الشمالي والغربي وريف محافظة إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، حركة نزوح كبيرة للمدنيين، نتيجة قصف قوات الأسد التي بدأت بتصعيد الموقف عسكرياً منذ منتصف الشهر الجاري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.