شرعيون وناشطون يردون على تصريح رئيس المجلس الإسلامي السوري الشيخ الرفاعي بأن «المقاتلين الأجانب عبء على الثورة»
حلب ـ «القدس العربي»: لاقت تصريحات رئيس المجلس الإسلامي السوري، أسامة الرفاعي الذي اعتبر فيها المقاتلين غير السوريين أي «المهاجرين» عبئاً على الثورة السورية، وأنهم ذريعة للإرهاب، انتقاداً من قبل ناشطين وشرعيين، حيث أطلقوا حملة إعلامية عنوانها «المهاجرون منا ونحن منهم».
ومن أبرز الشرعيين الذين ردوا على تصريحات الرفاعي، القاضي في «جيش الفتح» الشيخ عبد الرزاق المهدي، الذي قال لـ«القدس العربي» إن: الشيخ أسامة الرفاعي هو أحد أبرز علماء أهل الشام، وأجد أنه في تصريحه كان يقصد الغلاة الذين تسببوا في خصومات مع الفصائل وخاصة الذين التحقوا بتنظيم الدولة، فالرفاعي يرى أن الثورة السورية يجب أن تكون محلية.
ويعتبر الشيخ المهدي أنه يحق لأهل السنة أن يأتوا من كل مكان إلى سوريا، كما جاء الشيعة جاءت إليها من كل بقاع الأرض، حتى قبائل شيعة أفغانستان «الهازارة».
وأكد أن أهل الشام لا يشكون القلة في العدد بل إن بعض المجموعات والكتائب تشكي الفرقة وعدم الصدق في القتال، مشيرا إلى مشكلة أخرى في جنوب سوريا في درعا وهي إيقاف «الموك» القتال، فالمشكلة ليست في عدد المقاتلين.
وأشار إلى أن مسألة المهاجرين أصبحت صعبة سواء في تركيا أو في بلدانهم، موجهاً النصح للذي يريد الجهاد في الخارج، بأن يبقى في بلده وعليه أن يدعو ويجمع مالاً ويرسله للمجاهدين في سوريا.
وحول الحملات ضد المقاتلين غير السوريين، يقول الشيخ المهدي: إذا كانت هناك حملة على المهاجرين سنقف ضدها، والأصل في الإسلام لا يوجد حواجز بين المسلمين في الحدود فالأرض لله، إذ كان المسلمون يهاجرون ويستوطنون في غير البلد الذي ولدوا فيه، فهناك مسلمون رحلوا من المشرق إلى المغرب وإلى الأندلس، فالمهاجرون الذين تركوا أهلهم هم جاؤوا لنصرة أهل الشام وأهل السنة، ولا يليق بنا أن نتخلى عنهم وأن نتركهم لقرارات روسيا وأمريكا في طردهم، بل يجب أن نقول لتلك الدول اطردوا الروس والإيرانيين وحزب الله أولاً.
ويتابع أن «الشيعة الروافض» قد وفدوا وجاؤوا من كل حدب وصوب، بل إن النظام يتلقى الدعم أيضاً من الروس والصين وكوريا، فهذا النظام يستعين بمن يوافقه في قتل هذا الشعب وكذلك يستعين بالميلشيات الشيعية من العراق وغيرها، فمن حق أهل السنة أن يجابهوا هذا الغزو العالمي، فنحن أهل الأرض».
وحول موقف «حركة أحرار الشام» من الدعوات التي تعتبر المقاتلين غير السوريين مشكلة للثورة، وأنهم يشكلون ذريعة للقوى الدولية، يوضح الناطق العسكري باسم الحركة «أبو يوسف المهاجر» لـ«القدس العربي» أنه إذا نظرنا إلى الذين صرت منهم هذه الدعوات، نجدهم خارج ساحتنا الشامية فهم لا يدركون أهمية وجود المهاجرين معنا، ولا يدرون عن تضحيات المهاجرين وما قدموه لنا في هذه الحرب.
وينتقد المهاجر أصحاب هذه التصريحات والدعوات، قائلاً: «قدم المهاجرون الكثير من الشهداء، أما أصحاب هذه الدعوات ماذا قدموا وبماذا ضحوا؟
فأسامة الرفاعي وغيره جالسون في تركيا، أما المهاجرون فقد جاؤوا إلى أرض الشام، فالحركة موقفها واضح، حين قال الشيخ خالد أبو أنس مغرداً على «تويتر»: لو كان الشيخ الرفاعي يدرك ما قدم المهاجرون لما تكلم بهذا الكلام، ولو جلس ساعة في جبهات الساحل وحلب لعلم ماذا قدم التركستان والشيشانيون وغيرهم من المهاجرين في الشام.
وحول مسألة قدوم المقاتلين من الخارج إلى سوريا، يقول المهاجر «لا نرفض قدوم كل من جاء ليساعدنا في ثورتنا، لا نستطيع أن نرفض أحداً جاء لرفع الظلم وجاء لنصرتنا»، معتبراً أن المهاجرين ليسوا عبئاً على الثورة، بل العبء هم السوريون الذين خرجوا من سوريا إلى تركيا وأوروبا.
وعن دوافع تصريحات الرفاعي، يوضح القيادي المقرب من الجهاديين «أبو طلحة الحلبي» لـ«القدس العربي» أنه إذا أردنا النظر لتصريحات أسامة الرفاعي لوكالة الأناضول التركية، نجد أن الوكالة وضعت عنواناً بالخط العريض يستهدف المهاجرين في الشام، وهذا يعني أن تركيا تريد إيصال رسالة سياسية، هي وصلت لمن يهمه الأمر.
أما أحد القادة المهاجرين وهو أبو خالد الجزراوي، يقول: نحن لم نأتي إلى أهل الشام لكي نكون عبئا ثقيلا عليهم، بل ما خرجنا إلا للتخفيف عنهم بما نملك من نفس ومال ودماء بذلناها رخيصة لهم وهذا واجب شرعي لا منة فيه وأرض الشام هي أرض كل السنة بل فسطاطهم، فعلى كل السنة أن يدافعوا عنها ضد غزو الروافض والروس، فالشام هي شام المسلمين، وعلى كل المسلمين أن يدافعوا عنها، وهي ليست شام اتفاقية «سايكس بيكو».
وأضاف «لن نخذل أهل الشام ولن نثقل عليهم لأننا جئنا لندافع عنهم، فالروافض اليوم يأتون من كل فجاج الأرض ليقتلوا أهل السنة، ولم نسمع من دول العالم دعوة لخروجهم بل كل دول العالم تعتبر قتالهم ضد أهل السنة شرعياً وليس إرهاباً، فحن مهما بذلنا من تضحيات لن نوفي أهل الشام حق الأخوة».