شهران على معركة منبج المحتدمة .. مئات الشهداء المدنيين …عشرات آلاف النازحين والفارين والمحاصرين…أكثر من ألف مقاتل خسائرها البشرية
شهران على معركة منبج المحتدمة
مئات الشهداء المدنيين …عشرات آلاف النازحين والفارين والمحاصرين…أكثر من ألف مقاتل خسائرها البشرية
لمَّا تهدأ العمليات العسكرية في مدينة منبج وأريافها الشمالية والغربية والشرقية والجنوبية بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بطائرات التحالف الدولي، والتي تحاول انتزاع السيطرة على مدينة منبج وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منها من جانب، وبين تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، والذي تقلَّصت مساحة سيطرته على المدينة إلى نحو 60% بعد تمكن قوات سوريا الديمقراطية من التقدم داخل المدينة والسيطرة على أحياء الحزاونة والكجلي ودوار الجزيرة وحي المستوصف ومنطقة مدرسة الغسانية والقسم الغربي من المدينة وعدة أزقة ومناطق أخرى داخل المدينة، وترافق هذا التقدم منذ الـ 31 من شهر أيار / مايو الفائت من العام الجاري 2016، مع قصف مكثف لطائرات التحالف الدولي وقصف عنيف ومتبادل ومتكرر بين الطرفين، وتفجير ألغام زرعها التنظيم في منازل وشوارع المدينة، لإعاقة تقدم هذه القوات وإلحاق أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية في صفوفها، كما رافق العمليات العسكرية داخل المدينة خروج نحو 20 ألف مدني بينهم آلاف الأطفال والمواطنات، وفرارهم من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في محاولة منهم للنجاة بأنفسهم وعوائلهم من القصف والعمليات العسكرية، التي حصدت أرواح مئات المدنيين السوريين، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أجبروا تحت ظروف سيئة، على البقاء في منازلهم الواقعة على خطوط النار وفي منطقة تشهد قصفاً واشتباكات بشكل مستمر ويومي، في حين لا يزال عشرات آلاف المتبقين داخل المدينة، يعيشون أوضاعاً إنسانية وغذائية وصحية صعبة، وسط انعدام الكثير من المواد الغذائية التي تؤمن بقاءهم على قيد الحياة إن لم تقتلهم قذائف ورصاصات المعارك.
حيث تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهاد 399 مواطناً مدنياً بينهم 98 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و50 مواطنة فوق سن الـ 18 منذ الـ 31 من شهر أيار / مايو الفائت من العام الجاري، وحتى 31 من شهر تموز / يوليو، فقد ارتفع إلى 199 بينهم 52 طفلاً و18 مواطنة و8 سجناء عدد الشهداء المدنيين السوريين الذين قتلتهم طائرات التحالف الدولي في مدينة منبج وريفها خلال الشهرين الفائتين، كما أسفرت الضربات الجوية على مدينة منبج وريفها عن سقوط مئات الجرحى بعضهم لا يزال بحالات خطرة.
كذلك ارتفع إلى 200 بينهم 46 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و32 مواطنة فوق سن الـ 18، عدد الشهداء المدنيين الذين قضوا في قصف لتنظيم “الدولة الإسلامية” وإطلاق نار من قبل قناصيها وبرشاشاتها الثقيلة وانفجار ألغام زرعها التنظيم في المدينة وأطرافها وريفها وبقصف لقوات سوريا الديمقراطية ورصاص قناصاتها وجراء إصابة بعضهم بانفجار السيارات المفخخة بالقرب من أماكن تواجدهم في المدينة وريفها، خلال الفترة ذاتها.
كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان في الفترة ذاتها 203 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، بينهم القيادي في هذه القوات وقائد كتائب شمس الشمال فيصل سعدون المعروف بلقب “أبو ليلى” قضوا جميعاً في قصف وتفجير عربات مفخخة وانفجار آليات ورصاص قناصة في مدينة منبج وريفها.
فيما وثق المرصد مقتل ما لا يقل عن 837 عنصراً وقيادياً من تنظيم “الدولة الإسلامية” جراء إصابتهم في قصف لطائرات التحالف الدولي وقصف واشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية في مدينة منبج وريفها منذ نهاية أيار الفائت وحتى اليوم.