صراع مستمر لتأمين لقمة العيش.. موظفو “الإدارة الذاتية” بين ضغوط المعيشة والعمل الإضافي
يضطر العديد من موظفي الإدارة الذاتية في شمال سوريا، للعمل في مهن إضافية بعد انتهاء دوامهم الرسمي لتغطية تكاليف المعيشة.
ومع تزايد الفقر وصعوبة الحياة، أصبح من المقبول اجتماعيًا أن يعمل الرجال والنساء في مهن غير تقليدية، بما في ذلك النساء اللواتي يشاركن في أعمال مثل التدريس الخاص، الخياطة، وصناعة المعجنات.
وفي هذا السياق يتحدث المهندس (ج.ح)، 64 عامًا، لنشطاء المرصد السوري واصفاً معاناته رغم حالته الصحية وتقدمه بالسن، إلا إنه يعمل كسائق سيارة أجرة بعد انتهاء دوامه كمدير للمكتب الهندسي في مؤسسة مياه الرقة، فضعف الدخل وغياب المعيل من أبنائه، الذين يدرسون في الجامعات، دفعه للعمل الإضافي.
من جهتها، تؤكد المعلمة (ن.ع)، 55 عامًا لنشطاء المرصد، أنها تعمل كمدرّسة خاصة بعد دوامها في المدرسة، حيث تعطي دروسًا للطلاب في منازلهم لتغطية مصاريف عائلتها من أجارات ورسومات الجامعات، خاصة أن راتبها وزوجها المتوفي لا يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية.
العديد من المعلمين والموظفين في الرقة يعملون في مهن مختلفة، مثل بيع الملابس والخياطة، نتيجة تدني الرواتب التي لا تتجاوز 70 دولارًا شهريًا، ما يعكس الضغوط الاقتصادية الشديدة التي تواجه المجتمع
ومع ارتفاع تكاليف المعيشة، مثل الإيجارات والمصاريف الجامعية، يصبح من المستحيل على الراتب أن يغطي الاحتياجات الأساسية، مما يؤدي إلى انتشار ظاهرة العمل الإضافي بين الموظفين من مختلف التخصصات والمستويات.
وبشكل عام، هذه الظروف تعكس واقعًا معيشيًا صعبًا يعاني منه الموظفون في مناطق “الإدارة الذاتية”، حيث تضطرهم الضغوط المالية للعمل بجدول مزدوج بين الوظائف الرسمية وغير الرسمية لتأمين لقمة العيش.
ويوم أمس، شهدت مجمعات التربية والتعليم في ريف دير الزور الشرقي، ضمن مناطق “الإدارة الذاتية”، استقالة أكثر من 80 معلمًا، وهو ما يمثل نسبة ملحوظة من إجمالي 600 معلم في المنطقة. تأتي هذه الاستقالات على خلفية الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها المعلمون، ما أثر بشكل كبير على حياتهم اليومية وأدائهم المهني