صرخة استغاثة.. مرضى السرطان في ريف دير الزور يواجهون مصاعب العلاج في ظل تقاعس المنظمات الدولية
تشهد مناطق ريف دير الزور الشرقي والغربي، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، انتشاراً متزايداً للأمراض المزمنة، وخاصة مرض السرطان، مما يفرض تحديات جسيمة على المرضى نظراً لتكاليف العلاج الباهظة ومعاناة السفر إلى دمشق، المركز الوحيد المتاح للعلاج.
وأكد مصدر طبي في ريف دير الزور للمرصد السوري، وجود 150 مريضاً بالسرطان في عدة قرى بريف دير الزور، تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاماً، وأغلبهم من النساء والأطفال، مما يكشف عن حجم المشكلة الصحية الخطيرة في المنطقة.
وأوضح المصدر أنه في بلدتي أبو حمام والكشكية تم تسجيل 65 مريضاً بالسرطان، بينما في بلدة السوسة هناك 20 مريضاً كما شملت بلدات الجرذي، سويدان، وأبو حردوب 30 مريضاً، وبلدات الشحيل، ذيبان، والحوائج حوالي 50 مريضاً.
وأكد المصدر الطبي أن هذه المناطق تعاني من مشاكل صحية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالأمراض المزمنة، وتكاليف العلاج الباهظة التي تشمل الفحوصات الطبية والعلاج الإشعاعي والأدوية، مما يجعل العديد من الأسر غير قادرة على تحمل هذه التكاليف، مما يؤدي إلى تأخير أو تجنب العلاج، وهو ما يزيد من معاناة المرضى.
وأضاف المصدر أن السفر إلى دمشق، التي تبعد 600 كيلومتر عن دير الزور، يعد ضرورة للعلاج، لكن الطريق مليء بالمخاطر.
وتفتقر المنطقة إلى مراكز متخصصة في علاج السرطان، مما يضغط على عائلات المرضى ويجعل تقديم الرعاية الصحية أمراً صعباً، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي في المنطقة، يُشتبه أن العوامل المسببة لتزايد حالات السرطان تشمل تلوث الماء أو الهواء، التعرض لمواد كيميائية ضارة من الآبار النفطية، الاستخدام غير الآمن للنفط، أو النظام الغذائي غير الصحي الملوث من نهر الفرات.
من جهتها، قالت (م .ن) من سكان بلدة السوسة في ريف دير الزور الشرقي، والتي تعاني من مرض السرطان منذ عامين، إنها تضطر للسفر إلى دمشق للعلاج، بتكلفة تصل إلى 2500 دولار أمريكي لكل جرعة، مع معاناة السفر الطويل وتكاليفه الأخرى.
وأفادت (أم خالد) من سكان بلدة الشحيل أن تكلفة الجرعة الواحدة لعلاج ابنها في دمشق تصل إلى 50 مليون ليرة سورية، وأكدت أن وجود مركز لعلاج مرضى السرطان في دير الزور سيكون نافعاً للسكان ويخفف الأعباء عن الفقراء والمساكين.
وناشدت المنظمات الدولية والإنسانية بتقديم الدعم اللازم وافتتاح مركز لمعالجة أمراض السرطان.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، يدعو لتوفير فرق ومراكز توعية لغياب الرعاية الصحية اللازمة للمصابين، كما يدعو المنظمات الدولية والإنسانية إلى المساهمة بشكل سريع في توفير الدعم المالي والطبي لسكان هذه المناطق.