صمت روسي مطبق عن الإخفاق التركي في إقناع “الجهاديين” بمغادرة المنطقة منزوعة السلاح مع هدوء كامل يسود مناطق سريان اتفاق بوتين – أردوغان
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان فرض الهدوء لنفسه على مناطق سريان الهدنة الروسية – التركية، والمنطقة العازلة منزوعة السلاح، التي تشهد لليوم الثاني على التوالي، سريان موعد الجولة الثانية من تطبيق الاتفاق القاضي بوجوب “مغادرة الجهاديين” للمنطقة منزوعة السلاح، لبدء تسيير دوريات روسية – تركية مشتركة أو بشكل منفرد، ضمن المنطقة العازلة، ويأتي هذا الهدوء الذي رصده المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد الإخفاق التركي في إقناع “الجهاديين” الذين يسيطرون على 70% من المنطقة منزوعة السلاح، بمغادرتها، وسط معلومات عن غض نظر روسي عما توصلت إليه تركيا حول قضية انسحاب المجموعات “الجهادية”، بشرط عدم خرق الاتفاق بشكل نهائي وقطعي، بضمانة تركية كاملة، لإقناع الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بمدى نجاح المساعي الروسية – التركية في “إرساء السلام” في الداخل السوري، كما يتزامن ذلك مع عمليات تنقل للقوات التركية من وإلى سوريا عبر المعابر الحدودية المخصصة لدخول قواتها العسكرية وإجراء عمليات تبديل للمناوبات ضمن كافة نقاط المراقبة المنتشرة في مناطق سريان اتفاق الأتراك مع الروس
المرصد السوري نشر صباح اليوم الـ 16 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، أنه تشهد مناطق سريان الهدنة التركية – الروسية، والمنطقة منزوعة السلاح الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية مروراً بريفي حماة وإدلب وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب، خروقات متواصلة ومتجددة، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استهداف قوات النظام بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، أماكن في أطراف مورك بريف حماة الشمالي، كما جددت قوات النظام قصفها بعد منتصف الليل على محاور بجبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، دون معلومات عن خسائر بشرية، فيما لم يرصد المرصد السوري تنفيذ الاتفاق الروسي – التركي حتى اللحظة على الرغم من دخوله حيز التنفيذ المفترض منذ ما بعد منتصف ليل الأحد – الاثنين، إذ لم تجري حتى اللحظة عملية تسيير دوريات مشتركة تركية – روسية أو دوريات من جانب واحد، فيما كان رصد المرصد السوري عدم انسحاب أي من المجموعات “الجهادية” من المنطقة العازلة، ونشر المرصد السوري ليل أمس الاثنين، أنه رصد تجدد الخروقات ضمن مناطق سريان الهدنة التركية – الروسية، والمنطقة منزوعة السلاح الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية مروراً بريفي حماة وإدلب وصولاً لضواحي حلب الشمالية الغربية، حيث قصفت قوات النظام مساء اليوم الاثنين الـ 15 من شهر تشرين الأول / أكتوبر الجاري مناطق في محاور كبانة والحدادة والتفاحية بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، ومناطق أخرى في جبل التركمان بالريف ذاته، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، لتعكر هذه الخروقات صفو الهدوء الذي يسود باقي المناطق، فيما لا تزال الفصائل والمجموعات الجهادية تحافظ على مواقعها ونقاطها ضمن المنطقة العازلة والتي تسيطر على نحو 70% منها، وذلك على الرغم مشارفة انتهاء مهلة “مغادرة الجهاديين” ليومها الأول.
المرصد السوري نشر صباح الاثنين الـ 15 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، أنه لا يزال الهدوء الحذر يخيم على مناطق الهدنة الروسية – التركية في كل من إدلب واللاذقية وحلب وحماة، حيث لم تسجل أي عملية استهداف أو قصف، فيما يأتي الهدوء الحذر هذا، بالتزامن مع انتهاء مهلة “مغادرة الجهاديين” للمنطقة منزوعة السلاح، الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية مروراً بحماة وإدلب وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية، حيث لم يرصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أي عملية انسحاب للفصائل “الجهادية”، التي تسيطر على أكثر من 70% من المنطقة العازلة، وسط تخوفات متواصلة من بدء الروس وقوات النظام بعمليات قصف بري بذريعة عدم انسحاب “الجهاديين”، وهذا الترقب جاء بالتزامن مع بيان لهيئة تحرير الشام، للمرة الأولى منذ التوصل لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح، بعد اجتماع في الـ 17 من أيلول / سبتمبر الفائت من العام الجاري 2018، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث جاء في البيان الذي وردت نسخة منه للمرصد السوري لحقوق الإنسان:: “”إننا لن نحيد عن خيار الجهاد والقتال سبيلا لتحقيق أهداف ثورتنا المباركة وعلى رأسها إسقاط النظام المجرم، وفك قيد الأسرى، وتأمين عودة المهجرين إلى بلدهم آمنين سالمين، وإننا لن ننسى فضل من ساندنا وناصرنا وهاجر إلينا، فهم منا ونحن منهم، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وإن سلاحنا هو صمام أمان لثورة الشام، وشوكة تحمي أهل السنة وتدافع عن حقوقهم، وتحرر أرضهم، لن نتخلى عنه أو نسلمه، وإننا سعينا ونسعى لتوفير الأمن والسلامة لأهلنا وشعبنا والعيش الهانئ بكل ما نستطيع من وسائل مشروعة تتيحها لنا السياسة الشرعية المتوازنة وضوابطها، دون إيقاع أهلنا بفخ المؤامرات من خلال جرهم إلى أمان موهوم ودعاوى واهية أثبت الواقع زيفها أكثر من مرة، كما إننا إذ نقدر جهود كل من يسعى في الداخل والخارج إلى حماية المنطقة المحررة ويمنع اجتياحها وارتكاب المجازر فيها، إلا أننا نحذر في الوقت ذاته من مراوغة المحتل الروسي أو الثقة بنواياه، ومحاولاته الحثيثة لإضعاف صف الثورة، وهضم مكتسباتها وتحجيم دورها الحقيقي سياسيًا وعسكريا، وهذا ما لانقبل به بحال مهما كانت الظروف والنتائج، أيضاً أن كل محاولات المجرم ستبوء بالفشل والهزيمة، ونؤكد النظام وحلفائه كل محتل غاصب عبر التاريخ، وأن إرادة الحرية التي يحملها الشعب السوري لتمثل الطوفان الذي سيغرقهم ويكسر عجرفتهم المتغطرسة””.