ضربات جوية تدمر مستشفيين في ريف حلب

38

دمرت ضربات جوية اليوم (الإثنين) مستشفيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة غرب مدينة حلب، متسببة بإصابة عدد من المسعفين والمرضى بجروح، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في وقت وسع الاتحاد الأوروبي عقوباته على النظام السوري لتشمل 17 وزيراً وحاكم المصرف المركزي.

وقال «المرصد» إن طائرات حربية قصفت البلدة أمس ليلاً واليوم وتسببت في خروج المستشفى من الخدمة نهائياً بعدما أصابته مباشرة إضافة إلى مناطق مجاورة، موضحاً أن هذا هو المستشفى الوحيد في بلدة الأتارب ويخدم منطقة يسكنها قرابة 60 ألف شخص.

وتابع أن «طائرات حربية استهدفت أيضاً مستشفى الأنصار في كفرناها على بعد 15 كيلومتراً من الأتارب»، في ثالث هجوم جوي على المنشأة خلال شهر، فيما لم ترد تقارير أولية عن وقوع وفيات في الهجومين.

وقال موظف في «الجمعية الطبية السورية الأميركية»، إن «سبع هجمات وقعت على مستشفيات في مناطق ريفية في حلب وإدلب منذ الجمعة الماضي».

وعلى رغم نفي السلطات السورية والروسية أي استهداف متعمد للمستشفيات، اتهم نائب وزير خارجية روسيا المعارضة في الفترة الأخيرة باستخدام المدنيين و«ما يسمى مستشفياً» دروعاً بشرية وإقامة منشآت طبية في مدن، من دون توضيح أماكنها.

وتتهم دول غربية ونشطاء في مجال حقوق الإنسان القوات الجوية السورية والروسية باستهداف المستشفيات وطوابير الخبز وغيرها من البنى التحتية في شكل متكرر في أراض تسيطر عليها المعارضة.

ومن جهة ثانية، وسع الاتحاد الأوروبي عقوباته على النظام السوري وأدرج 17 وزيراً في الحكومة ومحافظ البنك المركزي على قائمة الممنوعين من السفر إلى دوله، وقام بتجميد أصولهم بتهمة المسؤولية في القمع العنيف للسكان المدنيين والاستفادة من النظام أو تقديم المساعدة له.

وقال الاتحاد في بيان: «بهذا القرار يرتفع عدد الخاضعين لحظر السفر وتجميد الأصول بسبب القمع العنيف للسكان المدنيين في سورية إلى 234 شخصاً في المجمل». وتابع أنه «علاوة على ذلك، استهدف 69 كياناً بتجميد الأصول».

واعتبر الاتحاد محافظ البنك المركزي دريد درغام «مسؤولاً عن توفير الدعم الاقتصادي والمالي للنظام السوري من خلال مهماته». ويفرض الاتحاد عقوبات أخرى على سورية من بينها حظر استيراد الأسلحة والنفط وقيود على الاستثمارات.

ميدانياً، قال اثنان من قادة المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا، إن «المقاتلين يستعدون لبدء هجوم بهدف طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من مدينة الباب، ما يجعلهم أقرب من أي وقت مضى من الخطوط التي تسيطر عليها الحكومة السورية وحلفاؤها الإيرانيون والروس في حلب».

وقال قائد إحدى الجماعات التي تقاتل تحت لواء «الجيش السوري الحر» وتشارك في عملية «درع الفرات» التي تدعمها تركيا في شمال سورية: «لا يفصلنا شيء عن الباب»، وأوضح: «سنكون في داخل الباب في غضون أيام قليلة جداً إن لم تكن ساعات».

وتقع الباب على بعد 30 كيلومتراً جنوب الحدود السورية مع تركيا، وتبعد المسافة ذاتها عن حلب، ما يعني أن السيطرة عليها قد تساعد مقاتلي المعارضة على التقدم في مواجهة القوى الموالية للحكومة التي تحاصر رفاقهم داخل المدينة.

لكن حلفاء الحكومة السورية حذروا تركيا الشهر الماضي من التقدم في اتجاه مواقعهم إلى الشمال والشرق من حلب، قائلين إن أي خطوة من هذا النوع ستقابل «بحسم وقوة».

وتقع الباب بين منطقتين يسيطر عليهما الأكراد، وستعني السيطرة عليها إحباط طموحات الأكراد لضمها، الأمر الذي يرى فيه الأكراد السوريون ضرورة للتقدم في سبيل هدفهم لحماية الحكم الذاتي للأكراد في شمال سورية.

ومن جهة ثانية، اشتبك مقاتلون في المعارضة السورية في بلدة أعزاز قرب الحدود التركية، ما دفع تركيا لغلق المعبر الحدودي عند أونجو بينار الذي يقع على مقربة من باب السلام في سورية، وهو ممر رئيس بين شمال سورية الذي تسيطر عليه المعارضة وتركيا.

وقالت مصادر من الجانبين و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الاشتباكات التي جرت وضعت «جبهة الشام»، وهي إحدى الجماعات البارزة التي تحارب تحت لواء «الجيش السوري الحر»، في مواجهة فصائل تحارب أيضاً تحت لواء «الجيش السوري الحر» وجماعة «أحرار الشام» الإسلامية.

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لوكالات الأنباء الروسية أن إحدى مقاتلاتها من طراز «ميغ-29 كاي» تحطمت أثناء محاولتها الهبوط على حاملة الطائرة «أدميرال كوزنيستوف» في مياه البحر المتوسط قبالة سورية، بسبب «عطل فني» لكن قائدها نجا.

وفي سياق منفصل، نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين قد يبحث مع نظيره الأميركي باراك أوباما التطورات في سورية عندما يلتقي الزعيمان في بيرو الأسبوع المقبل.

وقال بيسكوف إن الرئيسين «قد يلتقيان على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبك) التي تستضيفها بيرو في 19 و20 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري».

 

المصدر ك الحياة