ضربات جوية لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بعد خطف مسيحيين

10

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ يوم الخميس غارات جوية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة بشمال شرق سوريا حيث خطف متشددو التنظيم 220 مسيحيا آشوريا على الأقل هذا الأسبوع.

وقال المرصد إن الغارات استهدفت مقاتلي التنظيم قرب بلدة تل تمر في منطقة استولى التنظيم فيها على عشر قرى مسيحية.

وقال بسام إسحق وهو مسيحي سوري بارز لرويترز إن أقارب بعض المخطوفين حاولوا الاتصال بهم هاتفيا لكن من رد عليهم كان متشددا من الدولة الاسلامية قال إن التنظيم سيعيد لهم رؤوس المخطوفين.

وقال إسحق الذي يرأس المجلس السرياني الوطني إن مقاتلي التنظيم المتشدد يحاولون إرهاب آباء المخطوفين وأقاربهم.

ونفذ التنظيم السني مذابح ضد أقليات دينية ومسلمين سنة لا يبايعون الخلافة التي أعلن قيامها في الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا ومناطق أخرى من العالم العربي.

وفي الأسبوع الماضي نشر التنظيم مقطع فيديو يظهر ذبح 21 مسيحيا مصريا في ليبيا. وفي أغسطس آب الماضي استهدف التنظيم اليزيديين العراقيين الذين يعتبرهم من عبدة الشيطان فقتل وأسر المئات منهم.

واستخدم المتشددون من قبل الخطف من أجل مبادلة الأسرى بمقاتليهم المأسورين. ولم يعرف بعد إن كان التنظيم سيفعل نفس الشيء هذه المرة.

وقال عبد الأحد كورية وهو مسيحي آشوري يشغل منصب نائب رئيس مجلس دفاعي يقوده الأكراد في شمال شرق سوريا متحدثا إلى رويترز من المنطقة عبر سكايب إن ما يحدث خطر على وجود المسيحيين الآشوريين. وأضاف أن عدد المخطوفين أكبر مما أعلن ويتراوح بين 350 و400.

وطالب كورية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بتنفيذ هجمات جوية وتسليح القوات التي يقودها الأكراد والتي تقاتل الدولة الإسلامية في المنطقة. وقال إن ثلاثة آلاف مسيحي آشوري فروا من القرى إلى مدينتي القامشلي والحسكة.

ونفذت الولايات المتحدة وحلفاؤها مئات الغارات الجوية على أهداف للدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا منذ بدء حملة لإضعاف وتدمير التنظيم العام الماضي.

وأدانت الولايات المتحدة يوم الأربعاء الهجمات على القرى المسيحية الآشورية والتي قالت إنها شملت حرق بيوت وكنائس وخطف نساء وأطفال ومسنين.

* الدولة الإسلامية تحتاج إلى المال

وتزامن الهجوم على المسيحيين الآشوريين مع هجوم كبير تشنه وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا. وتعتبر المنطقة ذات أهمية استراتيجية للدولة الإسلامية باعتبارها أحد الجسور التي تربط بين الأراضي التي تسيطر عليها في سوريا والعراق.

ويقول الأكراد إنهم قطعوا خط إمداد رئيسيا للدولة الإسلامية من العراق. وقال المرصد إن 132 من مقاتلي الدولة الإسلامية لاقوا حتفهم في هذه المعركة التي كانت الأحدث في سلسلة نكسات للتنظيم في سوريا.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن هناك دلائل جديدة على تصدع الدولة الإسلامية ماليا. وأضاف أن التنظيم بدأ في جمع وبيع قطع الحديد من المصانع وخطوط السكك الحديدية التي قصفت في محافظة دير الزور في شرق سوريا.

ومضى قائلا “يحتاجون إلى المال. منذ أصابت الغارات الجوية منشآتهم النفطية وصار عبور الحدود التركية اصعب.. رفعوا الضرائب وبحثوا عن وسائل لجمع المال.”

وقال عبد الرحمن إن 35 من مقاتلي الدولة الإسلامية قتلوا في معارك مع وحدات حماية الشعب الكردية في تل تمر. وأضاف أن 25 قتلوا من الأكراد وحلفائهم المسيحيين.

ويعتقد أن المسيحيين المخطوفين نقلوا إلى الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في محافظة الحسكة.

* تنظيم الدولة الاسلامية يتقدم قرب دمشق

وفي حين تعرض تنظيم الدولة الإسلامية لضغط في معاقله بشمال شرق سوريا فتح مقاتلوه جبهة جديدة على مسافة مئات الأميال في اتجاه الجنوب الغربي قرب العاصمة السورية دمشق مقر الرئيس بشار الأسد.

وقال التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس إن مقاتليه شنوا هجوما على جماعة منافسة شرقي دمشق عندما نصبوا كمينا لأعضاء الجيش السوري الحر وهو ائتلاف فضفاض لجماعات رئيسة عدة مناوئة للأسد يوم الأربعاء في منطقة الغوطة الشرقية.

وأضاف أن الجيش السوري الحر مني بخسائر في الأفراد وأن مقاتلي التنظيم استولوا على دبابات وذخائر. وأكد المرصد السوري الهجوم لكنه قال إنه استهدف جماعات متشددة منافسة.

وغطى المتشددون في الأغلب على جماعات المعارضة الرئيسية التي تقاتل القوات الحكومية السورية ما أدى لتعقيد خطة أمريكية لتدريب وتسليح قوات المعارضة السورية لمقاتلة الدولة الإسلامية.

وتشن وحدات من الدولة الإسلامية هجمات متزايدة في الجنوب معظمها في سلسلة جبال القلمون التي تمتد من الشمال إلى الجنوب حتى دمشق وتتاخم أيضا حدود لبنان.

وقال مصدر أمني لبناني إن الجيش اللبناني انتشر على امتداد الحدود يوم الخميس قرب قرية رأس بعلبك وأطلق قذائف مدفعية على المتشددين الذين يتنقلون بين سوريا ولبنان.

المصدر : swissinfo