طائرات روسية تشن غارات من إيران على سوريا وبكين تعزز علاقاتها العسكرية بدمشق

36

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض للحكومة السورية، ومقره بريطانيا، إن غارات جوية قصفت اثنين من أحياء مدينة حلب، يسيطر عليهما متمردون، أسفرت عن مقتل 19 شخصا، كما اسفرت عن اصابة عدد كبير من الأشخاص.

وأضاف المرصد أن الطائرات إما أن تكون روسية أو تابعة للقوات السورية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد قالت في وقت سابق إن طائراتها الحربية الموجودة في إيران قصفت عددا من الأهداف في سوريا. وأضافت أن القاذفات بعيدة المدى أغارت من قاعدة همدان الجوية في إيران لشن ضربات على جماعات متشددة من بينها تنظيم الدولة الإسلامية، في حلب، وإدلب ودير الزور.

وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها روسيا شن غارات من قاعدة في إيران، منذ بدء الحملة الروسية في سوريا دعما للرئيس السوري بشار الأسد في سبتمبر/أيلول.

وجاء في بيان أن الغارات أدت إلى تدمير “خمسة مستودعات كبيرة للأسلحة والذخيرة والوقود”، ومراكز تدريب قرب حلب، ودير الزور، وقرية سراقب في إدلب وبلدة الباب التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة حلب.

واستهدفت الغارات أيضا ثلاثة مراكز قيادة قرب قرية جفرة ودير الزور، وقتلت – بحسب البيان – “عددا كبيرا من المسلحين”.

وتؤيد إيران وروسيا الرئيس الأسد، وتعارضان المطالب الدولية بتنحيه عن السلطة لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، التي قتل فيها حتى الآن أكثر من 290,000 شخص منذ اندلاعها في مارس/آذار 2011.

وتوفر إيران للحكومة السورية الدعم العسكري والمالي والسياسي.

وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قد قال في تعليقات بثت الاثنين إن روسيا والولايات المتحدة على وشك الاتفاق على شن هجمات مشتركة على حلب.

وقد تكثف القتال في المدينة بعد سيطرة قوات الحكومة على خط الإمدادات الأخير المؤدي إلى مناطق سيطرة المعارضة في منتصف يوليو/تموز.

وأثارت شدة القتال القلق على المدنيين في المدينة الذين يقدرون بحوالي مليون و500 ألف شخص، من بينهم 250,000 شخص لا يزالون في مناطق سيطرة المسلحين.

الصين تعزز علاقاتها العسكرية بسوريا

في الوقت ذاته أعلنت الصين عن رغبتها في تعزيز علاقاتها العسكرية مع سوريا.

فقد التقى غوان يوفاي، مدير مكتب التعاون العسكري الدولي التابع للجنة المركزية العسكرية الصينية، مع وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج في دمشق، بحسب وكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا.

وقال غوان إن الصين كانت تلعب دائما دورا ايجابيا في محاولة التوصل إلى حل دبلوماسي للموقف في سوريا، “القوات المسلحة في الصين وسوريا كانتا دائما على علاقة طيبة، والقوات المسلحة الصينية ترغب في تعزيز التبادل والتعاون مع القوات المسلحة السورية.”

واضاف غوان أن الطرفين تباحثا بشأن تدريب الأفراد “وتوصلا إلى توافق” على أن تقدم القوات المسلحة الصينية المساعدات الإنسانية.

كما التقي غوان بجنرال روسي في دمشق، إلا أن وكالة الأنباء لم تعط المزيد من التفاصيل حول اللقاء.

وعلى الرغم من اعتماد الصين على نفط الشرق الأوسط، إلا أنها كانت تميل لترك المسائل الدبلوماسية والسياسية لغيرها من دول مجلس الأمن في الأمم المتحدة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا.

وتسعى الصين مؤخرا إلى دور أكبر في سوريا. فقد أرسلت مبعوثين لها إلى سوريا للمساعدة في التوصل إلى قرار دبلوماسي لوقف العنف الدائر هناك، كما استضافت عددا من المعارضين

وكان المبعوث الصيني إلى سوريا قد امتدح، في ابريل/ نيسان، الدور الروسي في سوريا.

وتشعر الصين بالقلق من سفر مواطنين من أقلية الإيغور المسلمين من منطقة زنجيانغ غربي الصين، إلى سوريا والعراق للانضمام إلى صفوف الجماعات المقاتلة هناك،بعد سفرهم بشكل غير شرعي عبر جنوب شرق أسيا وتركيا.

أسلحة حارقة

في الوقت ذاته وجهت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان، يوم الثلاثاء، اتهاما إلى الطائرات المقاتلة الروسية والسورية باستخدام أسلحة حارقة في هجمات وصفتها “بالمشينة” شمالي سوريا.

وقالت المنظمة إن لديها وثائق عن استخدام تلك الأسلحة 18 مرة منذ شهر يوليو/ تموز وإن تلك الهجمات أسفرت عن أكثر من 10 اصابات.

وقالت المنظمة، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، إن لديها “أدلة حاسمة” على أن روسيا قدمت دعما للطائرات التابعة للحكومة السورية في هذه الهجمات.

وتؤدي القنابل الحارقة، عن اسقاطها من الطائرات، إلى التسبب في حرائق محدودة لكنها قوية بالأماكن التي تصيبها.

وتحظر الأمم المتحدة استخدام تلك القنابل.

وتقول المنظمة إنها تراقب استخدام تلك القنابل منذ مطلع يونيو/ حزيران وإنها استخدمت مرتين في 7 أغسطس/ آب في مديني حلب وأدلب.

وقال أحد سكان أدلب واسمه محمد تاج الدين عثمان، وهو الذي زود المنظمة بالصور التي أدعى إنها للهجوم “خلال 10 دقائق كان هناك المزيد من الهجمات. كانت النيران مذهلة، وتحول الليل إلى نهار.”

كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن لديه أيضا وثائق عن استخدام الطائرات الروسية لمادة الثرمايت وهي إحدى المواد الحارقة، في أدلب، وحلب، ودير الزور، والرقة.

وتتبادل جميع الأطراف المتورطة في الحرب في سوريا الاتهامات باستخدام أسلحة محظورة دوليا وبقتل المدنيين بما في ذلك غاز الكلورين والخردل القاتلين.

   المصدر: BBC عربية