ظروف إنسانية صعبة في شرق الرقة يرافقها خوف وقلق على حياة ما تبقى من مدنيين ممنوعين من النزوح مع استمرار عمليات “غضب الفرات”
محافظة الرقة – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: تتواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، على محاور عند الضفاف الشمالية لنهر الفرات في ريف الرقة الشرقي، حيث تتركز الاشتباكات في محيط قرية خس عجيل التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية صباح اليوم، وذلك نتيجة هجوم معاكس نفذه عناصر من التنظيم في محاولة لاسترداد السيطرة على القرية.
في حين يسود تخوف حول مصير مواطنين في القرى المتبقية تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من مصادر أهلية أكدت للمرصد أن الوضع الإنساني يسوء يوماً بعد آخر، نتيجة لوقوع المدنيين من أهالي القرى المتبقية تحت سيطرة التنظيم في ريف الرقة الشرقي في كماشة، فكَّاها العمليات العسكرية المستمرة وعمليات احتجاز المدنيين، كما أكد أهالي للمرصد بأنهم باتوا بين سندان احتجازه من قبل التنظيم ومنعهم من النزوح، ومطرقة القصف من قبل طائرات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، كما جرى تدمير خزانات مياه رئيسية في قرية بشرق مدينة الرقة، وأكدت مصادر أهلية أن تدمير الخزان جاء بسبب ضربات نفذتها طائرات التحالف الدولي على الخزان في القرية، كما يخشى الأهالي من قصف التحالف، ومن تسبب الأخير بقتل وجرح مدنيين، بذريعة وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” في القرية.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من تحقيق تقدم جديد والسيطرة خلال الـ حق ساعة على 5 قرة من بينها قرية المطب كما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر أمس الأول، أن عشرات العائلات الغير سورية في مدينة الرقة، غادرت المدينة نحو ريفها الجنوبي ومنها إلى مناطق سورية أخرى، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن أكثر من 300 من عوائل القيادات والعناصر الأجنبية، بالإضافة لعدد من العوائل السورية، فروا من مدينة الرقة، التي تعد معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، ورصد نشطاء المرصد فرار هذه العوائل عبر زوارق مائية وعبَّارات نقلتهم من مدينة الرقة إلى الضفة الجنوبية لنهر الفرات، ومن ثم توجهت هذه العوائل باتجاهين متغايرين، حيث فر قسم منهم إلى محافظة دير الزور فيما انتقل القسم الآخر إلى ريف حماة الشرقي.
المصادر أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن عملية فرار هذه العائلات تمت خلال الـ 36 ساعة الفائتة، فيما شهدت مدينة الرقة قيام “الشرعيين” وأئمة مساجدها بمخاطبة المواطنين في المدينة، بأن “كل من لا يحمل السلاح ويدافع عن أرضه وعرضه، فهو ديوث لأن الأمريكيين سيغتصبون عرضه بعد أن يحتلوا أرضه””.
هذا الفرار الجماعي للعائلات الأجنبية من مدينة الرقة، تأتي بعد تمكن قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بطائرات التحالف الدولي من محاصرة المدينة وأجزاء من ريفها، عبر قطع طريق الرقة – دير الزور، والتقدم نحو مدينة الرقة، حيث سيطرت خلال الـ 48 ساعة الفائتة على منطقة الجزرات الثلاث وقرى الحجاج والمطب والمشهوري ومزارع قربها عند الحدود الإدارية لدير الزور مع ريف الرقة الشرقي، كما جاءت بعد استقدام تعزيزات من عناصر التنظيم من ريف حماة الشرقي ومحافظة دير الزور، إضافة لعناصر فارين من التنظيم من ريف حلب الشرقي، ووصل عدد الواصلين إلى مدينة الرقة أكثر من 230 عنصراً وقيادياً ميدانياً.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر أمس الأول أن قوات سوريا الديمقراطية تواصل الشهر الخامس لعملياتها العسكرية في الرقة تحت مسمى “غضب الفرات”، بدعم من التحالف الدولي، في استمرار لتحقيق هدفها الرئيسي من الحملة بطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة الرقة، التي تعد معقله الرئيسي في سوريا، بعد تمكن هذه القوات وبمساندة قوات خاصة أمريكية وطائرات التحالف الدولي من محاصرة مدينة الرقة وأجزاء من أريافها، وقطع الطرق الواصلة للمدينة، باستثناء الجسور المتحركة التي يستعملها التنظيم، بالإضافة للزوارق المائية التي يستخدمها في العبور من الضفة الجنوبية لنهر الفرات إلى الضفة الشمالية ومدينة الرقة، والتي عبر عن طريقها، نحو 230 عنصراً من الفارين من ريف حلب الشرقي ومن التعزيزات التي قدمت من ريف حماة الشرقي ومحافظة دير الزور إلى مدينة الرقة خلال الأيام القليلة الفائتة.
استمرار العملية العسكرية يأتي بالتزامن مع تحضيرات من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لمعركة الرقة الكبرى، حيث استقدمت قوات سوريا الديمقراطية تعزيزات من مقاتلين وآليات، بالتزامن مع إدخال التحالف الدولي لمئات الآليات العسكرية مصحوبة بعتاد وذخيرة ومستشارين عسكريين والعشرات من الجنود في القوات الخاصة الأمريكية، للمشاركة في هذه المعركة، ورصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان مرور مئات الآليات العسكرية القادمة عبر معبر سيمالكا في الشرق والذي يربط بين الجزيرة السورية وإقليم كردستان العراق، متجهة نحو الرقة.