عام 2018 في سوريا.. 20 ألف قتيل ونهاية “كارثية”

30

يكاد يكون عدد القتلى السوريين عام 2018، والذي قال عنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه يشكل أدنى حصيلة سنوية للقتلى منذ بداية الأحداث في سوريا، عام 2011، هو الحدث الإيجابي الوحيد، المتعلق بالثورة السورية.

فقد شهدت السنوات السابقة ارتفاعاً كبيراً بحصيلة القتلى السوريين، جراء معارك النظام والمعارضة، وسجل عام 2017، 39 ألف قتيل، وعام 2016، أكثر من 49 ألف قتيل. فيما سجل 2018، قرابة 20 ألف قتيل.

سقوط الغوطة الشرقية

وشهد عام 2018 تراجعاً ملحوظاً للمعارضة السورية المسلحة. فهو العام الذي بدأ بسيطرة الأسد على مجمل الغوطة الشرقة التي كانت من أبرز معاقل المعارضة السورية.

وبدأ إعلان فصائل سورية مسلحة، التوصل إلى اتفاق مع الجانب الروسي، على إخلاء مدن وبلدات في الغوطة الشرقية، على أن يتم تهجير رافضي الاتفاق إلى الشمال السوري، وبضمانات روسية، في ظل قصف هو الأعنف للنظام على المنطقة.

وكانت الحملة العسكرية للنظام السوري، قد بدأت منذ 18 شباط/ فبراير 2018، على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وسيطرت على أكثر من 75% من المنطقة بدعم روسي ومن الميليشيات الإيرانية.

ومع دخول شهر آذار/مارس، بدأت فصائل مسلحة مختلفة، إعلان اتفاقها مع الطرف الروسي على وقف إطلاق النار والانسحاب لرافضي الاتفاق نحو الشمال، ومن ثم سيطرة جيش النظام السوري على الغوطة الشرقية، بالكامل.

الجنوب السوري

سيطرة النظام السوري على الغوطة الشرقية، تلاها سيطرته على منطقة الجنوب السوري، بعد عمليات قصف مركز، بدأه في 19 حزيران/ يونيو، على مختلف مناطق محافظة درعا وريفها، وبدعم من القوات الروسية وبعض الميليشيات المدعومة من إيران التي ظهرت علناً وهي تدير عمليات قتال من بعض أرياف درعا.

وبعد مفاوضات مطولة بين الروس وقادة فصائل الجنوب، تم إعلان الاتفاق بين الفصائل والجانب الروسي على وقف إطلاق النار، في منطقة بصرى الشام الجنوبية، وكانت كسابقتها في اتفاق الغوطة الشرقية، تتضمن انتقالاً لمن يرغب من المعارضين المسلحين إلى مناطق سورية أخرى. وأعاد الأسد عبر هذا الاتفاق سيطرته على معبر (نصيب) الحدودي مع الأردن، فضلاً من سيطرته على مختلف مناطق الجنوب السوري.

إدلب بين روسيا وتركيا

سيطرة النظام السوري على الغوطة الشرقية، ثم الجنوب السوري، كانت المقدمة لتوجهه نحو محافظة إدلب، شمال البلاد، التي باتت تشكل (منفى) الرافضين لاتفاقيات التسوية معه، كما أنها تضم بعض الفصائل الموصوفة بالمتطرفة، وتعتبر آخر معقل كبير للمعارضة السورية المسلحة.
وبعد حشد مكثف للنظام السوري وقرعه طبول الحرب، على حدود المدينة والطرق المؤدية إليها، تم اتفاق بين الجانب الروسي والتركي، في شهر أيلول/سبتمبر، 2018، على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، بعمق يتراوح بين 15 إلى 20 كيلومتراً، على أن تتولى أنقرة (إقناع) بعض الفصائل الموصوفة بالتطرف، بتسليم سلاحها.

عام الاختراقات السياسية أيضاً

عام 2018 الذي كان الأقل قتلاً والأكثر سيطرة لقوات النظام، كان أيضاً العام الأكثر اختراقاً من جهة نظام الأسد، فهو العام الذي شهد زيارة عمر البشير، الرئيس السوداني، إلى العاصمة السورية دمشق، في 16 من شهر ديسمبر، حيث استقبل الأسد البشير في مطار دمشق، وكانت أول زيارة لرئيس عربي إلى سوريا، بعد الثورة السورية وبعد تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية.

وبعد ثلاثة أيام من زيارة البشير الأسد، أعلن الرئيس الأميركي ترمب، عن نيته سحب قوات بلاده من سوريا، وتلاها إعلان الإمارات العربية المتحدة، في 27 ديسمبر، إعادة العمل بسفارتها لدى دمشق، بعد قطيعة دامت أكثر من 7 سنوات.

كارثة السيول وغرق مخيمات الشمال

وآثر عام 2018، أن لا ينتهي على السوريين، إلا بمزيد من المآسي التي تسببت بها كارثة طبيعية، فأغرقت السيول الناتجة من الأمطار الغزيرة، والتي بدأت بالهطول منذ 25 من ديسمبر، مخيماتهم في الشمال السوري، في الشريط الممتد ما بين حلب وإدلب، حيث اقتلعت السيول آلاف الخيم وأغرقت المكان وشردت الأطفال وبات الآلاف بلا مأوى متنقلين ما بين مستنقع ماء وآخر، حيث تحولت السيول إلى أنهار حقيقية، وقف على جنباتها السوريون المهجرون، ناظرين بقلق وأسى من أعمق نقطة في الجوف، إلى نهاية 2018، وما سوف يحمله عام 2019.