عبد الكريم عمر: برغم إقصائنا نتمسك بأن نكون جزء من الحل السياسي في سوريا ونقاوم لإيقاف قضم الأرض السورية من قبل تركيا بدعم من بعض المعارضة
اعتبر الدكتور عبد الكريم عمر، ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا، في حوار مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مناطق شمال شرق سوريا دائما مهددة بالاستهداف من قبل تركيا التي قضمت بدعم من بعض أطراف المعارضة بعض الأراضي السوري من ادلب إلى سري كانيه، مشددا على تمسك الإدارة بالحل السياسي القائم على القرار 2254، وإيجاد صيغة حوكمة تمثل كل السوريين دون إقصاء بناءً على أي هوية.
وأكد أن الإدارة تواصل التواصل مع الجهات الدولية من أجل مشروع سوريا الديمقراطية اللامركزية الذي تتمسك بها وستعمل على تحقيقه.
س- تعكرت الأوضاع في لبنان، وباتت مناطقكم في شمال وشرق سوريا ملجأ السوريين الذين كانوا لاجئون وملجأً للبنانيين الذين فروا من هول الحرب والقصف، هل تخشون من تحول منطقتكم لمركز صراع خاصة وانكم مستهدفون؟؟
ج- شكلنا في شمال شرق سوريا خلية أزمة لدراسة الوضع واستقبال الوافدين من السوريين إلى مناطقنا ومساعدتهم في تأمين احتياجاتهم السكنية والمعيشية، هناك من عاد إلى دياره والباقي الذي توجه إلينا وهو من سكان المناطق الأخرى قمنا بما يلزم لإيوائه ومساعدته وهذا الامر ينطبق على اللبنانيين الذين نزحوا من مدنهم وقراهم، ابوابنا مفتوحة للجميع وستعمل خلية الأزمة على أن تحل كافة المشاكل التي تعترض الوافدين من أهل المنطقة والسوريين عموما وكذلك الحال بالنسبة للبنانيين.
س- هل تخشون أن تستغل تركيا الوضع الراهن لشن هجمات على تلك المنطقة التي تعتبر هدفا أساسيا لها؟
ج- تستغل تركيا كل الأزمات التي تحصل في المنطقة ، استغلت الحرب الروسية الأوكرانية واستغلت الحرب الجارية بين حماس وإسرائيل وكذلك بين الأخيرة وحزب الله ، لقد أعلن هاكان فيدان علنا قبل أيام على أن كافة المرفق ومؤسسات الإدارة الذاتية أهداف لهم، لم يتوانى أردوغان في استغلال أية أزمة تحصل ودائما استهدف مناطقنا ولم يتوقف وهو مستمر وخاصة كما تعلمون كان عام 2032 عاما صعبا على سكان شمال شرق سوريا بسبب الاستهداف المتكرر والمستمر من قبل تركيا وتدمير البنية التحتية والمرافق العامة من المستشفيات ومحطات توليد الطاقة، ومحطات مياه الشرب وابار البترول ومازالت عمليات تعطيش أكثر من مليون شخص مستمرة حتى الآن.
وهجمات الدولة التركية لم تتوقف يوما ضد سكان المنطقة وبنيتها التحتية وهناك ضحايا يومية تسقط نتيجة الاستهدافات التركية.
س- في الذكرى الخامسة للاحتلال التركي وفصائل المعارضة الموالية لها على سري كانيه وتل أبيض، لازالت المنطقة تحت الوصاية والاحتلال، وتطالبون بتنفيذ وقف إطلاق النار وإلزام تركيا بتنفيذ بنودها وفرض عقوبات على الفصائل الموالية لها التي ارتكبت جرائم بحق المدنيين، من يقدر على إلزام تركيا بذلك؟
ج- لقد كان الهدف الأساسي للدولة التركية في احتلال سري كانيه وتل ابيض هو تغيير ديمغرافية المنطقة والعملية جارية دون تدخل من أية جهة دولية وقد أرسل كتب وناشد المنظمات الأممية للوقوف على الجرائم التي ترتكبها الفصائل المرتبطة بتركيا والجيش التركي في تلك المناطق كما أننا طالبنا ونطالب دوما الدول الضامنة لوقف اطلاق النار ، أمريكا وروسيا القيام بالتزاماتها تجاه المنطقة وإجبار تركيا على التقيد بالقوانين الدولية الخاصة بمسؤولية دولة الاحتلال تجاه سكان المنطقة وممتلكاتهم ، لم تتوقف مواجهات النزوح حتى من المناطق المتاخمة للمناطق المحتلة بسبب القصف اليومي من قبل الجيش التركي والفصائل الموالية لها.
-نؤكد مرة أخرى بأن الدولتين الضامنتين لوقف إطلاق النار بيننا وبين الاحتلال التركي هما الوحيدتان اللتان تستطيعان فرض التزام تركيا بعدم خرق الاتفاق.
س- يستمر القصف الإسرائيلي على سوريا مستهدفا مناطق مختلفة، هل تدفع سوريا وشعبها، ثمن تحالف النظام مع حزب الله وإيران؟
ج- كافة الصراعات التي تحصل في المنطقة يكون للشعب السوري حصة من دفع الاثمان وهذا سيستمر إلى حين التوصل لحل سياسي شامل في سوريا يضمن حقوق كافة المكونات و الأقوام والطوائف .
س-هل تهدد النزاعات الإقليمية، بإحياء تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وهل تعيد هجمات أنقرة طرح احتمالية عودة تنظيم الدولة الإسلامية إلى مناطقكم؟
ج- بالتأكيد النزاعات الإقليمية تساعد أن تجدد داعش فعالياتها العسكرية، وكما تتذكرون قامت بعملية إرهابية في روسيا، هذه العملية وعملية 7 أكتوبر التي قامت بها حماس، أعطت دفعا من المعنويات ليقوم داعش بإحياء تنظيمه من جديد والقيام بالعمليات الإرهابية بشكل ملحوظ .
س-برغم استعدادكم لتكون الإدارة بإستراتيجيتها جزءً من الحل السياسي، الا أنكم لازلتم “تقصون” من قبل أطراف كثيرة تقولون انها تٌعادي مشروع الإدارة وتعتبره” انفصاليا”، لماذا تستمر هذه النظريات ضدكم؟
ج- نعم كنا دائما ولا زلنا تشدد على اننا جزء أساسي من الحل السلمي في سوريا، ومنذ البداية كنا واضحين في مقاربتنا ورؤيتنا للحل حسب القرارات الأممية ومنها 2254 وإيجاد صيغة حوكمة تكون للسوريين بكافة مكوناتهم حرية ممارسة حقوقهم ضمن نظام لامركزي يتكفل بتطبيقها دستور ديمقراطي تعددي لا مركزي، وطالبنا دائما أن تكون اللجان المتشكلة للتفاوض ممثلة لكافة المكونات السورية دون إقصاء، ولكن مع الأسف لم تكن تلك اللجان والهيئات تمثل إلا أطرافا معينة من المعارضة وتم ابعاد الكرد بشكل ممنهج عن تلك اللجان والهيئات ولهذا لم يكتب لأعمالها النجاح.
-هدفنا الأساسي هو إيجاد حل للازمة السورية ونحن جزء أساسي وفعال في سوريا يطالنا اتهامات مختلقة نعلم بان جهات إقليمية وسورية هي وراء تلك الاختلافات، وحافظنا على وحدة الأراضي السورية، لا بل دافعنا وحمينا الحدود الدولية السورية في حين الذين يتهموننا هم الذين يمارسون الانفصال واقتطاع أجزاءً من الأراضي السورية والحاقها بتركيا وما يجري في المناطق المحتلة من ادلب وحتى سري كانيه دليل واضح حيث يقدم الاحتلال التركي ومرتزقته على تغيير ديمغرافية المنطقة وثقافتها ولغتها.
-من جهتنا لا نحاول فرض نفوذ الإدارة الذاتية على كافة المناطق السورية بقدر من نحاول أن نقدمها كنموذج يمكن البناء عليه وتطبيقه في بقية سوريا وبالرغم من قناعتنا تلك لكننا منفتحون على النقاش مع كافة الأطراف السورية للوصول الى سلام يضمن لجميع السوريين حقوقهم.
-نعم نحن جزء مهم وأساسي من سوريا بدون مشاركة ممثلين عن الإدارة الذاتية والكرد لا نرى مستقبل لأي حل سلمي في سوريا.
أخيرا، هل لازلتم تتواصلون مع الدول الغربية من أجل مزيد كسب الدعم لمشروعكم؟؟
ج- مساعينا مستمرة لأجل مشروع سوريا الديمقراطية اللامركزية وسنعمل من أجل تحقيق ذلك الهدف، نتواصل مع الجهات الدولية والإقليمية لأجل ذلك.