عشرات المدنيين القتلى في غارات روسية على إدلب
قُتِلَ 23 مدنيا على الاقل واصيب العشرات بجروح جراء غارات روسية مكثفة استهدفت ليلا مدينة ادلب في شمال غرب سورية، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الثلاثاء. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية أن الغارات شملت عدة احياء في مدينة ادلب، مركز محافظة ادلب التي يسيطر عليها “جيش الفتح”، وهو تحالف فصائل مسلحة أبرزها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية). وبحسب المرصد، فان خمسة اطفال وسيدتين هم في عداد القتلى. وفي صور التقطها مصور الوكالة داخل مشفى في ادلب تم نقل الضحايا اليه، يحمل رجل طفلا يبكي في قسم الاسعاف فيما يعمل مسعفون على رعاية طفلة في ثياب النوم اصيبت جراء القصف. كما يمكن رؤية جثتين ملفوفتين باغطية وملقيتين على الارض فيما ينتظر مصابون يجلسون على مقاعد دورهم لتلقي العلاج. ويظهر شريط مرئي نشره المرصد عمال انقاذ وهم يتسلقون الى الطبقة العليا من مبنى تضرر بشكل كبير جراء القصف، ويحاولون بصعوبة البحث عن ضحايا تحت الانقاض.
وبحسب عبدالرحمن، فإن “سربا من الطائرات نفذ الغارات في وقت واحد على مناطق عدة في المدينة”، لافتا الى ان “هذا القصف الجوي هو الاعنف على المدينة منذ بدء سريان وقف الاعمال القتالية”. واعلنت روسيا في وقت سابق انها كانت ستبدأ الاربعاء الماضي ضرب مقاتلي جبهة النصرة، لكنها عادت واعلنت تأجيل بدء القصف بغرض اتاحة الوقت امام المعارضة لكي تنأى بنفسها عن “المقاتلين الارهابيين في جبهة النصرة”. وتسيطر فصائل “جيش الفتح” التي تضم النصرة وفصائل مسلحة ابرزها حركة احرار الشام منذ الصيف الماضي على محافظة ادلب بشكل شبه كامل. وبات وجود قوات النظام يقتصر فقط على قوات الدفاع الوطني ومسلحين موالين في بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية.
من جهتها نفت روسيا شن طائراتها ضربات جوية على إدلب. وقال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع في بيان “لم تنفذ الطائرات الروسية أي مهام قتالية ولا أي ضربات جوية في محافظة إدلب”. ووصف كوناشينكوف مزاعم المرصد بأنها “قصة رعب” دأب المرصد على نشرها منذ فترة.
أما وزارة الخارجية التركية فقالت إن الضربات الروسية أسفرت عن مقتل أكثر من 60 مدنيا ونددت بما أسمته “جرائم لا يمكن تبريرها للحكومتين الروسية والسورية”.
خلافات في صفوف المعارضة بعد قصف حي كردي في حلب
إلى ذلك ظهرت بوادر خلاف في سورية بين المعارضة المسلحة والمسلحين الأكراد بعدما قصفت المعارضة حياً كردياً في حلب، ليرد الأكراد بمنع العرب من اللجوء لمناطقهم. وقالت الأمم المتحدة إن الأكراد السوريين منعوا مدنيين فارين من داعش من دخول مناطقهم ردا على قصف مقاتلي المعارضة لمناطق كردية في حلب. ويفر المدنيون من القتال بين مقاتلي المعارضة السورية وتنظيم داعش الذي تقدم في بلدة مارع الواقعة تحت سيطرة المعارضة مطلع الأسبوع في نجاح ملحوظ للمسلحين ضد المقاتلين المدعومين من تركيا. وأبدت الأمم المتحدة قلقها إزاء حصار ما يقدر بنحو ثمانية آلاف سوري بسبب القتال في شمال حلب. وتشهد منطقة حلب قتالا بين مقاتلي المعارضة، ويحاربون التنظيم المتشدد شمالي المدينة القتال أيضا ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على مناطق واسعة إلى الغرب من مارع. وأفاد تحديث للوضع صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن نحو ألفي شخص استطاعوا الخروج من مارع وقرية الشيخ عيسى القريبة اللتين يطوقهما مقاتلو داعش. وتابع “إلا أن ما يقدر بنحو سبعة آلاف مدني ما زالوا بالداخل وغير قادرين على المغادرة بسبب القيود التي تفرضها السلطات الكردية” مضيفا أن الإجراءات رد كردي على قصف مقاتلي المعارضة لحي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة الأكراد في حلب.
وفي تلك الأثناء أصدرت سلطات المعارضة في بلدة أعزاز الواقعة تحت سيطرتها قرب الحدود التركية توجيهات بعدم السماح بدخول المزيد من الفارين من مناطق خاضعة لسيطرة داعش. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن التوجيهات صدرت بسبب مخاوف من تسلل متشددين من داعش يعرفون أنفسهم على أنهم نازحون بعد وصول ثمانية آلاف نازح إلى أعزاز.
المصدر:الرياض