عضو هيئة التفاوض السورية: اجتماعات مرتقبة في أمريكا.. والتطبيع مع النظام السوري لازال بعيدا
أكدت هنادي أبو عرب/ عضو هيئة التفاوض السورية، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه كان هناك اجتماعا في أنقرة في 17 أيلول الجاري حضرته قيادة هيئة التفاوض السورية مع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، من أجل التشاور وتبادل وجهات النظر بين الجانبين حول عدد من المواضيع الراهنة والملحة التي تتعلق بالقضية السورية، لافتة إلى أن وفد هيئة التفاوض برئاسة رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور بدر جاموس، حضر الاجتماع وكلا من أعضاء الهيئة؛ رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة، ورئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، وصفوان عكاش، وأمين سر هيئة التفاوض وهنادي أبو عرب وإبراهيم برو.
وتابع أن الوفد الأمريكي تكوّن من نائبة وزير الخارجية الأمريكي السيدة باربرا ليف، ونائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب بلاد الشام والشرق الأدنى في الخارجية الأمريكية السيدة ناتاشا فرانشيسكي، ومدير منصة سوريا الإقليمية في الخارجية الأمريكية السيد نيكولاس غرانجر، وجرى خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر حول أهمية المضي لتحريك الحل السياسي للقضية السورية وفق القرار الأممي 2254، والقرار 2118 وضرورة إيجاد آليات إلزامية لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالقضية السورية، وكذلك تمت مناقشة اجتماعات اللجنة الدستورية التي مازال النظام السوري يُعطّلها ويتذرع بأسباب لا علاقة للسورين بها ليتهرب من استحقاقات هذه اللجنة المنصوص عليها في القرارات الدولية.
وعن أهمية المشاريع أو الملفات التي تعمل عليها هيئة التفاوض السورية.
قالت إن هيئة التفاوض تعمل على أكثر من صعيد، وعلى المستوى الدولي والإقليمي، من خلال التواصل مع الدول الفاعلة لحشد المواقف وتثبيت القضية السورية كواحدة من القضايا الرئيسية على أجندة المجتمع الدولي، والدفع لتحريك العملية السياسية المُعطّلة، وإيجاد آليات للضغط عبر مجلس الأمن أو الجمعية العمومية للأمم المتحدة لإيجاد آليات تنفيذية مُلزمة للجميع، كما تعمل أيضاً على المستوى الداخلي المحلي، وتهتم بحشد القوى السورية والتعاون معها والتنسيق والتشاركية مع المجتمع المدني والمحلي على كافة مستوياته، لما لذلك من أهمية في تقوية موقف الهيئة من جهة بالحاضنة الشعبية، وأهمية في التشاور المستمر مع السوريين لحمل همومهم وآمالهم إلى المجتمع الدولي، وخاصة قضايا الصحة والتعليم والوضع المعيشي والإنساني.
وأضافت، ” تولي هيئة التفاوض مسألة المساءلة والمحاسبة اهتماما بالغا باعتبار أنه لا سلام من عدالة في سوريا”.
وعن إمكانية القيام بزيارات للولايات المتحدة، مستقبلا، تابعت:
ستقوم قيادة هيئة التفاوض السورية بزيارة في 22 الشهر الجاري إلى الولايات المتحدة، وهناك اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين، كما أن هناك اجتماعات في نيويورك في مقر الأمم المتحدة مع ممثلي دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي، وسيكون هناك مساعي لتحركات خلال اجتماعات الجمعية العمومية، وستتم مناقشة الكثير من القضايا التي لها علاقة بالحل السياسي وفق القرارات الدولية وضرورة تحريكه بأسرغ وقت والمخاطر التي تحملها عمليات التعطيل”.
وعن الوضع السياسي الحالي فيما يخصّ الملف السوري في ظل الحديث عن خطة أوروبية لإعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، أوضحت “: تؤثر القضايا الدولية المشتعلة على القضية السورية، وتجعل بعض الدول الفاعلة تُغيّر أولوياتها تكتيكياً، وهذا بدوره يجعل القضية السورية لا تأخذ أحياناً الأولوية والاهتمام المطلوب، ويُؤجّل النظر فيها من بعض الدول أحياناً أخرى، وفي المرحلة الراهنة هناك قضايا الحرب على أوكرانيا، والعدوان على غزة، والأزمات الاقتصادية الكبرى التي تؤثر على معظم دول العالم، كلها ملفات ساخنة بالنسبة للمجتمع الدولي وللعديد من الدول الفاعلة والأوربية، وهو ما دفع بعض هذه الدول للتفكير بإمكانية إعادة النظر بالقضية السورية، وإيجاد مقاربات جديدة وهذا الطرح لا يجوز على موافقة الدول الاوروبية وبالتالي لن يكون لها تبعات طالما أن الاتحاد الأوروبي ما زال متمسكاً بموقفه من القضية السورية، ورافضاً رفع العقوبات عن النظام السوري أو التطبيع معه أو التفكير بعملية إعادة الإعمار طالما لم ينخرط النظام السوري بالعملية السياسية وفق القرارات الدولية وخاصة بيان جنيف والقرار 2254″.