عفرين تشهد استياءاً واسعاً بعد تمثيل قوات عملية “غصن الزيتون” بجثة مقاتلة كردية عبر تعرية جزء من جسدها عقب سحب جثمانها والممثلون بالجثة يلتقطون صور”سيلفي” مع الضحية
أظهرت نسخة من شريط مصور وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان، جثة مقاتلة من وحدات حماية الشعب الكردي في منطقة عفرين، بعد أن تمكنت القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في عملية “غصن الزيتون” من سحب الجثة، التي أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري أنها قضت خلال المعارك التي شهدتها محاور في ريف منطقة عفرين، وظهرت الجثة وهي مرمية وسط جمع من المقاتلين وقد جرى تعرية الجزء العلوي من جسدها بعد أن كان جرى التمثيل بالجثة وتقطيع أجزاء من جسدها، الأمر الذي أشعل استياء الأهالي في منطقة عفرين، في ردة فعل على ما ارتكب بحق المقاتلة في صفوف الوحدات الكردية.
فصائل عاملة بريف حلب الشمالي، بررت مشاركتها في عملية “غصن الزيتون”، بأنها “انتقام لعملية تجوال الوحدات الكردية في مدينة عفرين عند نهاية نيسان / أبريل من العام 2016، بجثث عشرات المقاتلين ممن قضوا في هجوم على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بريف حلب الشمالي، على الرغم من عدم تمثيل القوات الكردية حينها بالجثث، إلا أنها عمدت إلى التجوال داخل مدينة عفرين بجثثهم على متن حاملة آليات ثقيلة، الأمر الذي أثار استياء واستنكار المرصد السوري لحقوق الإنسان ومثقفين وشخصيات سورية وكردية لهذا التصرف المشين، ما دفع وحدات حماية الشعب الكردي ممثلة بقيادتها حينها بإصدار بيان اعتذار جاء في نصه::””أقدم بعض العناصر من وحداتنا يوم الأمس الأربعاء ٢٨/٤/٢٠١٦ ممن استشهد لهم أخوة وأقرباء في حي الشيخ مقصود وكردة فعل غير مدروسة بنقل جثث القتلى الذين قضوا في اشتباكات عين دقنة وبلدة ارفاد عبر الشارع الرئيسي بمقاطعة عفرين باستخدام شاحنة نقل، ونحن في القيادة العامة لوحدات حماية الشعب بمقاطعة عفرين نؤكد ان هذا العمل تصرف فردي ولا يمت للرسالة الإنسانية التي تسعى وحداتنا جاهدة لنشرها، كما ان هذا العمل لا يتماشى مع قيمنا الاخلاقية والثورية ونؤكد ان من قام بهذا التصرف سيكون موضع محاسبة، معاهدين بمواصلة نشر الأمن والسلام في المنطقة، ولن نسمح بتكرار هكذا حوادث مرة أخرى””.
يشار إلى أنه كان قد قضى 53 على الأقل من مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، إثر هجوم نفذوه في الـ 27 من نيسان / أبريل الفائت من العام الفائت 2016، على منطقتي البيلونة وعين دقنة بريف حلب الشمالي، حيث حاولت الفصائل خلال هجومها استعادة السيطرة على المنطقتين اللتين سيطرت عليها سابقا قوات سوريا الديمقراطية، قوات سوريا الديمقراطية بالريف الشمالي لحلب، حيث وردت حينها إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة من شريط مصور تظهر نحو 50 جثة موضوعة على حاملة دبابات لقوات سوريا الديمقراطية، وجرى التجوال بالجثث في شوارع مدينة عفرين وسط تجمهر مئات المواطنين، كما قضى خلال الاشتباكات هذه 11 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية