عقب انتهاء “التسويات” بضمانات روسية.. حركة هجرة غير مسبوقة للشبان من محافظة درعا

34

 

محافظة درعا: عقب طي ملف “التسويات” في محافظة درعا في أواخر أكتوبر/تشرين الأول من الشهر المنصرم، بعد الانتهاء من “تسوية” أوضاع نحو 6200 شخص من المطلوبين للخدمة الاحتياطية والإلزامية وقضايا أُخرى، بالإضافة إلى تسليم نحو 950 قطعة سلاح فردية بعد دخول قوات النظام والأجهزة الأمنية إلى نحو 55 بلدة وقرية في درعا بضمانات روسية، تشهد محافظة درعا في الجنوب السوري منذُ ذلك الحين حركة هجرة غير مسبوقة للشبان.
وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عدد كبير من الشبان يخرج بشكل شبه يومي عبر مهربين من ضباط وقادة في قوات النظام والدفاع الوطني، إلى الشمال السوري، بعد دفعهم مبالغ مالية طائلة تتراوح ما بين 1500 إلى 3500 دولار أمريكي، غالبيتهم هدفه الوصول إلى تركيا كـ محطة للعبور إلى اليونان والوصول إلى دول اللجوء في أوروبا، فضلًا عن تجمع العشرات من الشبان يوميًا أمام مبنى الهجرة والجوازات بمدينة درعا لاستخراج جوازات سفر والهجرة خارج سوريا، منهم إلى تركيا عبر الأراضي اللبنانية وآخرين إلى باقي الدول العربية.
وتصاعدت عمليات الهجرة للشبان من محافظة درعا خلال الفترة الأخيرة في ظل الأوضاع المعيشية الكارثية وخوفًا من الاعتقال والملاحقة لزجهم بالخدمة في جيش النظام بعد انتهاء تأجيلاتهم، بالإضافة إلى الخوف من عودة العمليات العسكرية في المحافظة في ظل ما تشهده المنطقة من عمليات قتل و استهدافات شبه يومية مستمرة حتى يومنا هذا إذ وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذُ بدء عمليات “التسوية” الأخيرة في درعا مقتل 54 هم 29 مدنيًا من ضمنهم طفلان وبعضهم كانوا مقاتلين سابقين في صفوف الفصائل وباتوا مدنيين بعد عمليات “التسوية” السابقة، و25 من عناصر قوات النظام و”الفيلق الخامس” المدعوم روسيًا، قتلوا وقضوا واستشهدوا بأساليب مختلفة.
المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار يوم أمس إلى أن مبنى الهجرة والجوازات بمدينة درعا، يشهد أزمة كبيرة بسبب توافد المئات من الأهالي يوميًا وعلى وجه الخصوص فئة الشبان لاستخراج جوازات سفر بهدف الخروج من سورية، وذلك عقب “التسويات” الأخيرة التي جرت بضمانات الروس في الآونة الأخيرة
ووفقًا لنشطاء المرصد السوري، فإن العناصر الأمنية والموظفين المتواجدين في مبنى الهجرة والجوازات يقومون بالتضييق على المدنيين من خلال شتمهم والإساءة إليهم، في ظل الأعداد الكبيرة التي تتوافد إلى المبنى بشكل يومي، حيث أن السبب الرئيسي للازمة تسيير المعاملات بشكل بطيء في ظل إقدام أعداد كبيرة من الشبان على استخراج جوازات سفر والسفر خارج البلاد، هربًا من الاعتقال والخدمة في جيش النظام، بالإضافة إلى ما سبق، فإن عناصر النظام اعتقلوا 6 شبان خلال مزاحمتهم لتقديم استمارة جواز السفر في مبنى الهجرة والجوازات بمدينة درعا.