عقب عودة المئات وانتشار قوات مسلحة روسياً… نحو 85 منشقاً عن النظام من منطقة الميادين يعودون للخدمة في صفوف قواته بعد “تسوية وضعهم”
محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات المنشقين عن قوات النظام من أبناء ريف دير الزور الشرقي عمدوا إلى “تسوية” أوضاعهم، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن نحو 85 شخصاً من أبناء مدينة الميادين والقرى المحيطة بها، ممن انشقوا في وقت سابق عن قوات النظام، عمدوا إلى إجراء “تسوية” والعودة مجدداً للانخراط في جيش النظام، وأبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري أنه جرى تجميع الأشخاص العائدين، فجر اليوم الخميس عند مبنى السرايا الحكومي بمدينة الميادين، وجرى أخذهم إلى مدينة دير الزور لإتمام عملية “التسوية” والتحاقهم بصفوف قوات النظام، فيما تأتي عملية عودة المنشقين من قوات النظام إلى صفوف جيش النظام الذين انشقوا عنه سابقاً لأسباب مختلفة، في أعقاب سريان عملية الدخول والخروج من وإلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام في محافظة دير الزور، من معبر الصالحية الواقعة عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات المقابلة لمدينة دير الزور، إذ نشر المرصد السوري في الـ 6 من كانون الثاني / يناير الجاري من العام 2018، أن عملية الدخول والخروج من وإلى هذه المناطق عبر هذا المعبر تجري بشكل يومي وكيفي، حيث يعمد سكان، وغالبيتهم من الموظفين للعودة إلى مناطق سيطرة النظام، عقب عمليات إقناع تقوم بها خلايا مسؤولة عن “المصالحات”، إذ يجري إقناع موظفين وسكان من مدينة دير الزور والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام والتي نزحت سابقاً لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بتأمين عودتهم عبر “تسوية أوضاعهم” لدى النظام، للسماح لهم بالعودة، كما عادت عشرات العوائل إلى مناطق سيطرة قوات النظام وإلى مساكنها في مدينة دير الزور، بعد “تسوية أوضاعها” لدى النظام، وقيام بعض العوائل بتطويع أحد أفراد العائلة في صفوف قوات الدفاع الوطني، بغية حمايتهم من اعتقالات النظام، كما أن المصادر نفت للمرصد السوري صحة ما تروجه قوات النظام عن إدخال مئات الأشخاص وتأمينهم، حيث أكدت أن الموظفين يعودون بعد تسوية أوضاعهم، فيما تقوم العوائل بالتسوية ذاتها، إلا أن القسم الاكبر من العائدين جرى اعتقالهم وإخضاعهم للتحقيق والسجن لفترات متفاوتة، وتابعت المصادر الموثوقة قائلة، بأن الشبان والرجال يجري اقتيادهم إلى خدمتي التجنيد الإجباري والاحتياط بعد اعتقالهم رغم تسوية أوضاعهم، حيث جرى تنفيذ عشرات الاعتقالات بحق مواطنين بعضهم جرى اقتيادهم للتجنيد الإجباري وخدمة الاحتياط في صفوف جيش النظام، والبعض الآخر أفرج عنه والقسم الأخير لا يزال معتقلاً لدى قوات النظام الذي يدعي بأنه أمن مئات المدنيين وقدم لهم الخدمة، فيما أكدت المصادر الموثوقة أن ما جرى من فتح معبر بين مناطق النظام ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية كان بوساطة وتنسيق روسي.
كذلك نشر المرصد السوري في السادس من يناير الجاري، أن عمليات دهم واعتقال نفذتها قوات سوريا الديمقراطية، في بلدة الكسرة الواقعة في ريف دير الزور الغربي، حيث داهمت قوات سوريا الديمقراطية البلدة، واعتقلت عدة أشخاص ممن يعملون في إطار “المصالحات مع قوات النظام” والترويج لها، ولاحقت آخرين لاذوا بالفرار، حيث تأتي هذه العمليات وعمليات مشابهة لها في المنطقة، من قبل قوات سوريا الديمقراطية، عقب عودة المئات من المواطنين المطلوبين لقوات النظام وبينهم عناصر شرطة منشقين، إلى مناطق سيطرة قوات النظام عن طريق معبر الصالحية، حيث تتم عمليات إرجاعهم عن طريق عملاء للنظام المنتشرين في ريفي دير الزور الشرقي والغربي لعمل التسويات بوسطاء، فيما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن المنطقة شهدت في الآونة الأخيرة إقبالاً كبيراً من قاطني هذه المناطق، نحو “المصالحات والتسويات” وخاصة عقب قرار الرئيس الأمريكي بسحب قواته من سوريا، فيما انضم آخرون إلى قوات الدفاع الوطني لحماية أنفسهم ومصالحهم.
فيما يأتي كذلك في أعقاب وصول آلاف العناصر من القوات المدعومة والمسلحة روسيا، من الفيلق الخامس وقوات النمر، إلى ضفاف الفرات الغربية، إذ نشر المرصد السوري في الـ 28 من ديسمبر الفائت من العام 2018، أنه شهد الأسبوع الأخير وصول تعزيزات عسكرية ضخمة من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من الجنسية السورية، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول آلاف العناصر من قوات النمر التي يقودها العميد في قوات النظام سهيل الحسن، وقوات الفيلق الخامس، والمدعومين والمسلَّحين روسيا، إلى غرب نهر الفرات، وانتشرت على طول طريق طهران – بيروت الاستراتيجي بالنسبة للقوات الإيرانية، ضمن قطاع الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، كما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن هذا الانتشار من قبل القوات المسلحة روسياً، يأتي في محاولة من روسيا إنهاء الهيمنة الإيرانية على المنطقة، وبخاصة منطقتي البوكمال والميادين، بعد الاستياء الشعبي الذي شهدته المنطقة من قيام القوات الإيرانية بالتمدد داخل المنطقة، والانتشار على أساس مذهبي، حيث استقدمت عشرات العوائل الإيرانية والآسيوية من الطائفة الشيعية إلى مدن وبلدات القطاع الشرقي من ريف دير الزور، وعمليات التجنيد التي تجري من قبلها بحق الشبان والرجال في ريف دير الزورن حيث تمكن من تجنيد نحو 1100 شخص خلال الأسابيع الأخيرة، إذ نشر المرصد السوري في الـ 11 من ديسمبر الجاري، أنه لا يكاد الإيرانيون يتوقفون عن التمدد في الداخل السوري، فسنوات القتال السابقة، مكنتهم من معرفة الأرض، ليتحولوا في الأشهر الأخيرة، إلى متخيرين ومنتقين، للأماكن التي يمكنهم التمدد فيها، فالمرصد السوري لحقوق الإنسان تابع عملية التمدد هذه، حيث رصد المرصد السوري تصاعد أعداد المنضمين من الجنسية السورية، إلى صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها من الأفغان والآسيويين واللبنانيين والعراقيين، نحو 1100 شخصاً من الشبان والرجال السوريين، حيث تجري عملية التطوع مقابل مبالغ مالية ترصد لهم كرواتب كشهرية، بلغت 150 دولار أمريكي، كما رصد المرصد السوري محاولات مستمرة من الإيرانيين استمالة المدنيين في مناطق ريف دير الزور الشرقي، على طريق طهران – بيروت، في محاولة لتأسيس حاضنة شعبية في المنطقة، تحول دون خسارتها للطريق الاستراتيجي بين العاصمة الإيرانية طهران والعاصمة اللبنانية بيروت، والذي تستخدمه القوات الإيرانية بشكل رئيسي، وتأتي محاولات الاستمالة هذه من خلال محاولة رد حقوق السكان إليهم، ممن جرى الاستيلاء على ممتلكاتهم من قبل متطوعين ومجندين في الميليشيات الإيرانية، لكسب ود السكان وإرضائهم ودفعهم للانضمام إلى صفوفها، كما تجري عمليات توزيع مواد غذائية وألبسة وأغطية ومستلزمات للمعيشة ومسلتزمات للدراسة، تحمل كتابات باللغة الفارسية، كما تعمد القوات الإيرانية في عملية تمددها إلى منع قوات النظام من التجاوز على السكان ورد مستحقات السكان إليهم، حيث بات الأهالي يلجأون للقوات الإيرانية لتحصيل ممتلكاتهم وحقوقهم المسلوبة من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها