على الرغم من الاتفاق بواسطة “التركستان”.. عودة الاشتباكات بين “تحرير الشام” ومجموعات تضم جهاديين من جنسيات غير سورية في جبل التركمان”
رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، عودة الاشتباكات بين هيئة “تحرير الشام” من جهة، وجماعة “جند الله” التي تضم جهاديين من جنسية تركية وأذرية، ومجموعات مستقلة تضم مهاجرين من جنسيات أوروبا الشرقية، من جهة أُخرى، في جبل التركمال بريف اللاذقية الشمالي، يأتي ذلك بعد يوم من انسحاب مجموعتي “مسلم الشيشاني” و”مهر” من جبل التركمان، وتسليم المطلوبين للقضاء، وتبادل الأسرى بين الأطراف المتصارعة، بوساطة “الحزب الإسلامي التركستاني”.
حيث أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس إلى أن اتفاقًا جرى بوساطة الحزب الإسلامي التركستاني، بين هيئة تحرير الشام من جهة، ومجموعتي مسلم الشيشاني ومهر الدين يقضي بخروج المجموعتين من جبل التركمان، وتسليم المطلوبين للقضاء، وتبادل الأسرى بين الأطراف المتصارعة.
وكان نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان قد وثقوا، يوم أمس مقتل ما لا يقل عن 7 عناصر من جماعة “جند الشام” التي يتزعمها مسلم الشيشاني”، وجماعة “جند الله” التي تضم جهاديين من جنسية تركية وأذرية، ومجموعات مستقلة تضم مهاجرين من جنسيات أوروبا الشرقية، خلال صد هجوم هيئة تحرير الشام على نقاط تمركزهم في جسر الشغور وريف اللاذقية.
كما قتل ما لا يقل عن 4 عناصر من هيئة تحرير الشام خلال تلك الاشتباكات، ليرتفع عدد القتلى إلى 11 قتيلًا من الأطراف المتقاتلة، وسط معلومات عن مفقودين وقتلى آخرين.
بالإضافة إلى هؤلاء القتلى سقط العديد من الجرحى بعضهم بحالة خطيرة تم نقلهم إلى المشافي القريبة.
على صعيد متصل، أسر عناصر هيئة تحرير الشام 6 عناصر من مجموعات مسلم الشيشاني والجهاديين الأتراك الأذريين، في حين تمكنت الجماعات الأخيرة من أسر 15 عنصر من هيئة تحرير الشام، دون معرفة مصيرهم حتى الآن.
وأشار المرصد السوري إلى أن عناصر هيئة تحرير الشام قد سيطروا على عدة مواقع كان يتخذها الجهاديون الأتراك نقاطًا لهم قرب قريتي الليمضية والزيتونة بجبل التركمان في ريف اللاذقية، حيث انسحبت جماعة “أبو فاطمة التركي” من عدة تلال في الجبل.
وتمكن عناصر هيئة تحرير الشام من أسر عنصر قناص وقتل آخرين من المجموعات الشيشانية والتركية والأذرية التي تتحصن في عدة مواقع بجبل التركمان، في حين لاتزال تحرير الشام تنتشر في كامل ريف جسر الشغور الغربي، وتستقدم التعزيزات العسكرية من معسكراتها ومراكزها الأمنية في الحمامة ودركوش وجسر الشغور.
وكان نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفادوا أمس، باستمرار المواجهات بوتيرة متفاوتة العنف، بين كل من هيئة تحرير الشام من جهة، وكتائب ومجموعات جهادية مستقلة، هي “جند الشام” التي يتزعمها مسلم الشيشاني، وجند الله التي يقودها جهادي تركي ومعظم مقاتليها من الأتراك.
وتتركز الاشتباكات في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وجبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، في هجوم لتحرير الشام على مواقع ومقرات المجموعات آنفة الذكر، ووفقاً لنشطاء المرصد السوري فإن مجموعة “جند الله” تمكنت من أسر عناصر لتحرير الشام في هجوم فاشل للأخيرة على مقر بجبل التركمان، كما خلفت الاشتباكات حتى اللحظة قتيلين من تحرير الشام ومثلهم من الجهاديين الآخرين، كما تتزامن الاشتباكات مع وصول تعزيزات لتحرير الشام إلى ريف اللاذقية الشمالي.
ونشر المرصد السوري يوم أمس، أن قوات من هيئة “تحرير الشام” بدأت بالهجوم على مواقع ومقرات تابعة لفصيل “جند الشام” الذي يتزعمه الجهادي “مسلم الشيشاني” الذي جرى استقباله كـ “فاتح” في آيار 2015 قبل أن ينقلب “الجولاني” على إخوته، بالإضافة إلى الهجوم على مواقع ما يسمى بـ “الكتائب المستقلة” وتحديداً “جند الله” الذي يضم عناصر غالبيتهم أتراك، وذلك في كل من مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وجبل التركمان في ريف اللاذقية، حيث تدور اشتباكات وصفت بين التشكيلات الجهادية المتناحرة في ما بينها، وسط معلومات مؤكدة عن سقوط ضحايا من الطرفين، حيث عمدت قوات كبيرة مدججة بالأسلحة الثقيلة تابعة لـ “هيئة تحرير الشام” إلى الانتشار في مناطق الريف الغربي من إدلب، وتقطيع أوصال المنطقة وصولًا إلى جبل التركمان قبل أن يبدأ عناصر الهيئة بالهجوم على مقرات الجهاديين.
وأضاف نشطاء المرصد السوري، بأن تحرير الشام استهدفت مقر للمجموعة الجهادية التركية في جسر الشغور، والذي كان قد تعرض سابقاً لاستهداف جوي روسي.
ويأتي ذلك، في إطار إقصاء هيئة تحرير الشام للفصائل الجهادية في مناطق نفوذها، وتلميع صورتها.