على الرغم من التواجد الكبير لها في البادية.. عمليات خجولة للميليشيات الموالية لإيران ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” وتساؤلات كبيرة عن الدور الحقيقي لها

50

في خضم العمليات العسكرية الكبيرة التي تشهدها عموم البادية السورية، من عمليات مكثفة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء، أو الحملات الأمنية المضادة التي تقوم بها قوات النظام والميليشيات الموالية لها بدعم من الروس، تطفو قضية التواجد الإيراني في البادية على رمالها، حيث ينتشر الحرس الثوري والمليشيات الموالية لإيران من جنسيات سورية وغير سورية بمواقع كثيرة وعلى مساحة واسعة من البادية، لاسيما تلك الممتدة من دير الزور إلى حمص، إلا أن مشاركتها في العمليات العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” خجولة جداً وتكاد لا تذكر، كما أن عمليات التنظيم المكثفة هناك لا تشهد في غالبها ضربات للإيرانيين بعكس النظام والمليشيات الموالية له، فعلى سبيل المثال قتل التنظيم منذ أواخر آذار/مارس 2019 وحتى الآن، 1319 شخص في البادية، 145 فقط منهم من المليشيات الموالية لإيران أي أقل من عشر الرقم وهو ما يطرح تساؤلات عدة، فتلك المليشيات متواجدة في السخنة ومحيط تدمر ومواقع بريفها وفي مطار التيفور العسكري وعند الضفاف الغربية لنهر الفرات ببادية دير الزور.
يذكر أنها تتشارك بالسيطرة مع الجانب الروسي بما يخص مطار التيفور بريف حمص، حيث تتواجد إيران وروسي هناك بالإضافة للنظام السوري، كما كانت إيران انسحبت في العام 2019 من مطار الشعيرات العسكري بالريف ذاته وبقيت روسيا والنظام فيه.
ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة الخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 مارس/آذار 2019 وحتى يومنا هذا، 1319 قتيلًا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، من بينهم اثنين من الروس على الأقل، بالإضافة لـ145 من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لتنظيم “الدولة الإسلامية” في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء. كما وثق المرصد السوري استشهاد 4 مدنيين عاملين في حقول الغاز و11 من الرعاة بالإضافة لمواطنة وطفلة ورجلين في هجمات التنظيم، فيما وثق “المرصد” كذلك مقتل 733 من تنظيم “الدولة الإسلامية”، خلال الفترة ذاتها خلال الهجمات والقصف والاستهدافات.