على الرغم من القصف البري والجوي المكثف…تقدم بطيء لقوات النظام داخل مدينة السخنة -المدينة الأخيرة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة حمص
علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” المتبقين في مدينة السخنة من جانب آخر، مترافقة مع قصف جوي وبري مكثفين على المدينة ومحيطها، حيث تتركز الاشتباكات داخل مدينة السخنة، وسط تقدم بطيء لقوات النظام بحيث باتت نسبة السيطرة البشرية على المدينة لا تتجاوز 25% من مساحتها، كما أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام على الرغم من مرور نحو 8 أيام على إسقاطها للمدينة نارياً، إلا أنها لم تتمكن إلى الآن من فرض سيطرتها العسكرية والبشرية على المدينة، حيث يعيق عشرات المقاتلين المتبقين من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” عملية السيطرة على المدينة، بسبب رفضهم للاستسلام أو الانسحاب من المدينة، عبر وساطات من وجهاء المدينة والمنطقة، وأصروا على مواصلة القتال حتى النهاية.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في نهاية تموز / يوليو الجاري من العام 2017، أن العشرات من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” المتبقين في المدينة، يرفضون إلى الآن الانسحاب من المدينة، التي تتعرض لقصف جوي مكثف من قبل الطائرات الروسية والتابعة للنظام، والتي تستهدف أطراف المدينة، وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن العناصر المتبقية غالبيتهم من أبناء مدينة السخنة، واختاروا القتال إلى النهاية، رافضين الانسحاب من مدينتهم التي سيطروا عليها في منتصف أيار / مايو الفائت من العام 2015
وكان المرصد السوري نشر في الـ 28 من تموز / يوليو الجاري من العام 2017، أن تنظيم “الدولة الإسلامية” نفذ انسحابات متتالية من مدينة السخنة، التي كانت تعد آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في محافظة حمص، حيث أكدت المصادر المتقاطعة للمرصد السوري أن غالبية عناصر التنظيم انسحبوا من المدينة، بعد تمكن قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، من الوصول إلى أطراف المدينة، وجاءت الانسحابات من قبل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد أن أصبحت المدينة ساقطة نارياً، عقب أكثر من 50 يوم من تكثيف القصف على المدينة التي خسرها النظام في النصف الأول من العام 2015، نتيجة هجوم عنيف للتنظيم حينها على المدينة وأجزاء واسعة من بادية تدمر مع مدينة تدمر
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة، أنه وثق منذ الـ 17 من تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2017، تاريخ إنهاء قوات النظام تواجد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” في القسم الغربي من ريف الرقة الجنوبي، وحتى اليوم الـ 4 من آب / أغسطس الجاري من العام 2017، مزيداً من الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام وعناصر التنظيم، إذ ارتفع إلى 181 على الأقل عدد عناصر قوات النظام ولواء القدس الفلسطيني وقوات الجليل الفلسطينية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، ممن قضوا في هذه الفترة خلال التفجيرات والقصف والاشتباكات مع عناصر التنظيم، من ضمنهم 27 ضابطاً برتب مختلفة، كذلك ارتفع إلى 233 على الأقل عدد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتلهم في الفترة ذاتها، من ضمنهم قيادات محلية وميدانية، كما تسببت المعارك في إصابة العشرات من العناصر من كل طرف.