على حدود السويداء مع ريف دمشق وقريباً من منطقة قاعدة التنف…قوات النظام ومسلحوها يقتلون 4 من “عناصر التنظيم” ويقطعون رأس أحدهم
علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن منطقة في محيط تلول الصفا على الحدود الإدارية بين محافظتي ريف دمشق والسويداء، شهدت خلال الـ 24 ساعة الفائتة اشتباكاً هو الثاني من نوعه خلال 10 أيام، بين مسلحين يرجح أنهم خلايا لتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة، وقوات النظام المنتشرة في المنطقة من جهة أخرى، وذلك على خلفية محاولة تسلل للأول على مواقع الأخير، الأمر الذي تسبب بمقتل 4 عناصر من التنظيم، أحدهم جرى فصل رأسه عن جسده، من قبل عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، حيث لا تزال خلايا التنظيم منتشرة في جروف عدة بتلول الصفا، إضافة لمعلومات عن تواجدها في مناطق وعرة من منطقة الكراع بريف السويداء الشمالي الشرقي، وكان نشر المرصد السوري في الـ 30 من شهر كانون الأول الفائت من العام المنصرم 2018، أنه رصد تبادل لإطلاق نار جرى ضمن تلول الصفا في بادية ريف دمشق عند الحدود الإدارية مع السويداء، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وبين مسلحين يرجح أنهم من خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” هناك، وسط معلومات مؤكدة عن مقتل المسلحين الثلاث الذين كانوا متوارين عن الأنظار في تلول الصفا التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً بعد أن تلاشى التنظيم هناك في ليلة وضحاها، فيما كان المرصد السوري نشر في الـ 18 من شهر تشرين الثاني الفائت من العام الجاري 2018، أنه لا تزال الحيرة تعتري سكان محافظة السويداء من عملية تبخر وتبخير عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، من منطقة تلول الصفا الواقعة في بادية ريف دمشق على الحدود الإدارية مع بادية السويداء، والواقعة على بعد نحو 50 كلم من قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف، إذ لم تخلق هذه الحيرة اعتباطياً بل جاءت أسبابها متتالية وعلى فترات زمنية وصلت لنحو 17 أسبوعاً منذ النصف الثاني من شهر تموز / يوليو من العام الجاري 2018، إذ أن تعنُّت مشايخ العقل لصالح النأي بمحافظة السويداء عن الصراع العسكري للنظام والروس وحلفائهما، وضع المحافظة في مواجهة كاملة مع الروس والنظام بهدف إخضاعها لقرارات القوات الروسية الآمرة الناهية في سوريا، حيث أن الاجتماع الذي جرى بهدف إرسال نحو 30000 متخلف عن الخدمة الإلزامية في صفوف قوات النظام، لأداء الخدمة ضمن صفوف قوات النظام التي كانت تتحضر لعملية إدلب العسكرية وكانت تخوض في الوقت ذاته عملية عسكرية ضد آخر جيوب جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، في حوض اليرموك بالقطاع الغربي من ريف درعا، تلاقى مع رفض مشايخ العقل لهذه العروض، ورفض وا الانصياع للأوامر الروسية وتوجيهات النظام، عبر محاولة الأخيرين زج أبناء المحافظة في حرب ضمن محافظات سورية أخرى يكون هدفها خلخلة وزعزعة المحافظة.
الحيرة التي تدور في رؤوس سكان السويداء تتابعت مع استياء خلقه في البداية، الهجوم الأعنف والأكثر دموية الذين تعرضت له القرى المأهولة بالسكان على الخط الأول المحاذي لبادية السويداء التي نقل إليها في الثلث الأخير من شهر أيار / مايو من العام الجاري 2018، نحو 1000 من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”ن ممن خرجوا من مخيم اليرموك بعد صفقة أنجزتها الإعلامية لدى وسائل إعلام تابعة للنظام السوري، كنانة حويجة التي دخلت إلى مخيم اليرموك عند وقف إطلاق النار في الـ 19 من أيار / مايو من العام 2018، برفقة جنرال روسي، وتوصلت لاتفاق كامل مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث تعهدت حويجة لهم بتأمين خروجهم نحو البادية السورية والشمال السوري، على أن تتمتع صفقة التهجير هذه بكامل الخصوصية، من حيث منع وسائل الإعلام من تغطية عملية خروجهم، ومنع عناصر النظام والمسلحين الموالين لها من تفتيش الحافلات، بالإضافة لتأمين شاحنات لنقل أمتعة عناصر التنظيم برفقة الحافلات، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد إقدام عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، لخلق محاولة تظهرهم كمستعيدين لزمام المبادرة في الهجمات، تمثلت بتنفيذ هجوم مخطط له بقوة، حيث هاجموا قرى الخط الأول الآهل بالسكان في بادية السويداء، حيث جرى الهجوم بشكل عنيف ودامي، وتسبب بقتل عشرات المدنيين واختطاف نحو 30 آخرين، وقتل 116 من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح للدفاع عن أنفسهم وعوائلهم التي هاجمها التنظيم، بالتزامن مع هجمات بأحزمة ناسفة وسط مدينة السويداء، ورصد المرصد السوري حينها مأساة جديدة بدأت لدى سكان السويداء وذوي المختطفين لدى التنظيم، ليعمد التنظيم لتنفيذ أول عملية إعدام بحق فتى في الـ 19 من عمره كان برفقة المختطفين والمختطفات، فيما فارقت سيدة الحياة في ظروف غامضة، كما أعدمت سيدة أخرى، بينما فارق طفلان ومواطنة الحياة خلال وجودهم لدى التنظيم وأثناء عملية التسليم.
كما أن المرصد السوري رصد في الـ 12 من أكتوبر الفائت، وبالتزامن مع الانفراج في عملية الإفراج عن المختطفين مقابل تنفيذ شروط للتنظيم منها الإفراج عن عشرات المعتقلات في سجون ومعتقلات النظام، ودفع فدية تقدر بـ 27 مليون دولار، وشروط أخرى لم تكن واضحة، رصد زيارة ممثلين عن الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد، لمحافظة السويداء، حيث اجتمعوا فيها بشيوخ العقل لطائفة الموحدين الدروز، وطلبوا منهم دفع الشبان من أبناء محافظة السويداء للالتحاق بخدمة التجنيد الإجباري، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن الوفد الذي زار السويداء وعد شيوخ العقل بأن أبعد منطقة سيكونون سيؤدون الخدمة الإلزامية فيها ستكون منطقة الكسوة الواقعة في الريف الجنوبي الغربي لدمشق، في حين علم المرصد السوري أن أحد الأفرع الأمنية في مخابرات النظام أبلغت مشايخ العقل بأن هذا الوعد إنما هو طعم لدفع مشايخ العقل إلى إلحاق الشبان ضمن محافظة السويداء من المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، ومن ثم سيلحقهم النظام بجبهات القتال ومناطق أخرى أبعد مما وعدهم بها، كذلك كانت المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تعداد المتخلفين عن الخدمة الإلزامية في محافظة السويداء يبلغ نحو 30 ألف شاباً، فيما تأتي هذه الزيارة تزامناً مع الزيارة التي أجريت أمس من قبل وفد روسي إلى قوات محلية عاملة في ريف السويداء، إذ نشر المرصد السوري أمس أن القوات الروسية اجتمعت مع قوات الفهد التي تعد أحد القوات المنشقة عن قوات حركة رجال الكرامة وتتواجد في منطقة قنوات ومناطق بمحيطها، بوساطة منسق العلاقات للفيلق الخامس في السويداء، في محاولة للتوصل لتنسيق بعد الأحداث الأمنية التي شهدتها مدينة السويداء من إطلاق نار على مبنى المحافظة، ومحاولة تشكيل تنسيق جديد لحماية محافظة السويداء من هجوم جديد لتنظيم “الدولة الإسلامية”
وطوال الفترة الممتدة منذ الهجوم الذي أعقب اجتماع الروس وممثلي النظام مع ممثلي السويداء ومشايخ العقل فيها، في النصف الثاني من تموز / يوليو، وحتى يوم الـ 18 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2018، وثق المرصد السوري طفلان وفتى و3 مواطنات، من المختطفين فارقوا الحياة وأعدموا على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وخلال فترة الاحتجاز، التي بدأت في الـ 25 من تموز / يوليو من العام الجاري 2018، كذلك كان وثق المرصد السوري 142 مدنياً بينهم 38 طفلاً ومواطنة، أعدموا من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” وأطلق النار عليهم، بالإضافة لمقتل 116 شخصاً غالبيتهم من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح صد هجوم التنظيم، كما وثق المرصد السوري 245 على الأقل عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وفصائل “المصالحات” ممن قتلوا في التفجيرات والقصف والمعارك الدائرة منذ الـ 25 من تموز / يوليو الفائت، من ضمنهم عناصر من حزب الله اللبناني أحدهم قيادي لبناني بالإضافة لضباط برتب مختلفة من قوات النظام أعلاهم برتبة لواء، كما ارتفع إلى 428 على الأقل من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” في الفترة ذاتها