على خطى مخابرات نظام بشار الأسد …المؤسسة الأمنية في حلب تمعن في ممارسة التعذيب
وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة من شريط مصور، تظهر الطفل “ح.م.ي” والبالغ من العمر نحو 16 عاماً، وعلى جسده آثار تعذيب عنيف تعرض له، وأبلغت مصادر متقاطعة نشطاء المرصد لسوري لحقوق الإنسان في حلب، أن الطفل من منطقة الحلوانية بحي طريق الباب في مدينة حلب، اعتقل من قبل المؤسسة الأمنية في حلب، والتي تتبع للجبهة الشامية، بتهمة “السرقة” حيث تعرض للتعذيب الوحشي والضرب المبرح لساعات، من قبل عناصر من المؤسسة الأمنية في أحد مقارهم، ليفرجوا بعدها عنه، عقب عدم وجود دليل، على اعترافه “الذي انتزع منه تحت التعذيب”، وأتوا به إلى منزله، ومن ثم نقله شقيقه إلى أحد المشافي لعلاجه، وبعد عودته إلى منزله، تم اعتقاله مجدداً، بعد أن كان الطفل محتمياً بجبهة النصرة خلال فترة علاجه، وظهر الطفل في الشريط المصور الذي تم تسجيله قبل المباشرة بعلاجه، ظهر وهو يقول بأنه تم ضربه من قبل عنصر في الجبهة الشامية، وأنه تم ربطه بسلاسل حديدية خلال فترة تعذيبه والتي تمت على سطح المقر، فيما بدت علامات الضرب الوحشي بادية بوضوح على جسد الطفل كاملاً، والذي لا يزال معتقلاً لدى المؤسسة الأمنية، دون معلومات عن مصيره حتى الآن، حيث أكدت المصادر للمرصد، أن المؤسسة الأمنية منعت الزيارات عن الطفل المعتقل لديها، دون معرفة أسباب المنع.
إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، ندين هذه الممارسات التي لا تشبه إلا ممارسات أجهزة مخابرات نظام بشار الأسد القمعية، والتي قتلت أكثر من 13 ألف مواطن تحت تعذيب جلاديها، وعذبت عشرات آلاف آخرين في أقبية أفرعها الأمنية ولا تزال تعذب عشرات آلاف آخرين من الموجودين في معتقلاتها، فالشعب السوري الذي ثار في الـ 18 من آذار 2011، لم يثر لينتهي من ديكتاتورية ونظام قمعي، وينتقل إلى آخر، إنما أراد من ثورته الوصول إلى دولة الديمقراطية والعدالة والحرية والمساواة، وإن من يتبع مثل هذه الممارسات ومن يسكت عليها، فهو لا ينتمي إلى الثورة التي خرجت ضد الظلم والظلام، وإنما هو شبيه لهذا النظام الذي قتل آلاف السوريين في معتقلاته.