عيد للعمال أم للعاملات.. تتساءل “تاء مربوطة” من نسويات الرقة
مشهد بين ضباب دخان احتراق النفايات مقابل مخيم “سهلة البنات” شرقي الرقة ونسوة “باللطمة” وهو غطاء يقيهن كاميرات التصوير والسموم والروائح المنبعثة من القمامة اثناء عملهن في المكبات.
السيدة (ف.ع) 36 عاماً من منطقة الزغير بريف دير الزور تقول للمرصد السوري لحقوق الإنسان : هنا لا مجال للحديث عن عيد العمال ولا لحقوق المرأة، فتاء التأنيث مربوطة، وأنا وعشرات النساء من محيط المخيم “رميلة، الفلوجة” والنازحات في المخيم نكدح من السابعة والنصف صباحاً حتى الخامسة عصراً في مهنة أقرب ماتكون “للعقوبات الشاقة”، لكن المعيشة والفقر والنزوح “أدهى وأمر”.
يؤكد ناشطو المرصد السوري لحقوق الإنسان، امتهان العديد من النساء في مجمع النفايات شرقي الرقة، ورشات عمل لفرز المعادن والبلاستيك ضمن يوميات لورشات منظمة بالمنطقة بأجور زهيدة.
7000 ليرة حصيلة يوم مجهد “تضيف” (ف.ع)، وهو عمل أقوم به مع عديد من نساء المخيم بفرز ونبش النفايات وتجميعهن بأكياس خاصة، ومن ثم تسليمهن لصاحب ورشة العمل، الذي يعتبر وسواه متعهدين لهذه المهنة، أفضل من النزول الشوارع والتعب والتنمر والخوف، فهنا في مأمن بالرغم من مشقة العمل وخطورته.
ليس بعيداُ عن مخيم “سهلة البنات”، تنتشر خانات المحاصيل الزراعية في سوق الغنم بالرقة “الماگف” بالمسمى الشعبي وتعمل الكثير من النساء في “العتالة” وتنظيف خانات تربية “الشياه” الغنم.
تقول (ز.أ) 28 عاماً من منطقة الرصافة بريف الرقة الجنوبي ونازحة إلى حي الفلوجة في حديثها مع المرصد السوري لحقوق الإنسان: أعمل وأختي وعديد من النساء من الجوار في مهنة العتالة وتنظيف وتجميع الأعلاف في “الماگف”، وهي مهنة استقطبت عشرات النساء بأعمار مختلفة، بالرغم من أنها لا تناسب النساء وتماس مباشر مع الرجال، لكن الوضع المعيشي قد أجبرني وعديد منهن لامتهان هذه المهنة المضنية، لكن الضرورة لها أحكامها.
وتتابع: نسمع على مواقع التواصل الإجتماعي بــ”عيد العمال” لكن بحق هل نحن نعول على عيد رمزي للرجال أم تجاهل منظمات ومجالات “حقوق المرأة”، لكن بعد ما رأيناه من مضناة العمل وقسوة الحياة، أحسبني وزميلاتي قد صرنا من عالم الرجال.