غارات روسية مكثفة على إدلب والمعارك تشتد في حلب تدمير مركزين قياديين ومستودعات أسلحة لـ”داعش” في دير الزور
كثفت الطائرات السورية والروسية غاراتها خلال الساعات الـ24 الأخيرة على مناطق عدة في شمال سوريا وشمال غربها، متسببة بمقتل عشرات المدنيين، تزامناً مع خوض قوات النظام معارك عنيفة في جنوب غرب حلب لاستعادة مواقع تقدمت اليها الفصائل.
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن غارات مكثفة استهدفت بعد منتصف الليل مناطق في جنوب مدينة حلب وجنوب غربها، حيث تدور معارك عنيفة بين قوات النظام وفصائل معارضة وجهادية.
وشنت فصائل مقاتلة بينها “جيش الفتح”، الذي يضم “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم “القاعدة”) في 31 تموز هجوماً على جنوب غرب حلب، حيث تمكنت من التقدم في منطقة الراموسة والكليات العسكرية، الامر الذي أتاح له كسر حصار كانت قوات النظام قد فرضته على الاحياء الشرقية لحلب.
وتدور منذ اسبوعين معارك عنيفة في المنطقة اذ تحاول قوات النظام مع حلفائها استعادة مواقع ونقاط خسرتها قبل أسبوع وأدت الى قطع طريق امداد رئيسي لها الى الاحياء الغربية.
وبدأت الفصائل أمس هجوماً على حي جمعية الزهراء على الاطراف الغربية لمدينة حلب والخاضع لسيطرة قوات النظام.
وأعلن “فيلق الشام” أحد الفصائل المشاركة في الهجوم، “بدء العمل العسكري بالتمهيد الناري الكثيف لتحرير جمعية ومدفعية الزهراء في حلب”.
واستناداً الى المرصد وناشطين معارضين، بدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة في الحي، من دون توافر حصيلة لخسائر بشرية.
وأوضح مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” في الاحياء الشرقية، أن حدة القصف تراجعت ليلاً، بينما تركزت غارات مكثفة على جنوب غرب المدينة.
وأحصى المرصد مقتل 45 مدنياً على الاقل منذ السبت في الاحياء الشرقية ومناطق خاضعة لسيطرة الفصائل في الريف الغربي جراء قصف مدفعي وجوي لقوات النظام والطائرات الروسية. كما قتل تسعة أشخاص آخرين على الاقل بقذائف اطلقتها الفصائل المقاتلة السبت على الاحياء الغربية لحلب.
وكانت موسكو اعلنت الاربعاء فترات تهدئة انسانية يوميا من العاشرة صباحاً حتى الاولى بعد الظهر بالتوقيت المحلي تتوقف خلالها المعارك والقصف لايصال المواد الغذائية والطبية.
لكن المرصد أكد أن الغارات والمعارك لم تتوقف خلال هذه الفترات، لكن وتيرتها تراجعت.
الى ذلك، اطلق “داعش” السبت مئات المدنيين الذين اخذهم دروعاً بشرية اثناء خروج آخر مقاتليه من مدينة منبج الاستراتيجية في شمال سوريا، حيث مني بخسارة هي الكبرى على ايدي “قوات سوريا الديموقراطية” التي تدعمها واشنطن.
فبعد معارك عنيفة استمرت نحو شهرين ونصف شهر، باتت مدينة منبج التي شكلت منذ 2014 أحد أبرز معاقل التنظيم في محافظة حلب، خالية من الجهاديين الذين انسحب من تبقى منهم الجمعة متخذين نحو الفي مدني دروعاً بشرية، لتجنب استهدافهم لدى توجههم الى مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “بعد وصول قافلة تنظيم الدولة الاسلامية مساء الجمعة من منبج الى جرابلس وريفها، بات مئات المدنيين بحكم الاحرار”، موضحاً ان “جزءا من المدنيين المخطوفين من عائلات الجهاديين، أما الجزء الاكبر فهم مدنيون من سكان منبج، استخدم بعضهم دروعاً بشرية وآخرون فضلوا الخروح مع عناصر التنظيم.
ادلب
وتزامنت المعارك والغارات في حلب وريفها مع غارات كثيفة تستهدف منذ اسبوعين مناطق عدة في محافظة ادلب المجاورة في شمال غرب سوريا.
وشنت طائرات حربية صباح أمس غارات على مناطق عدة في المحافظة، أبرزها في مدينة إدلب واريحا وسراقب، حيث قتل 22 مدنياً على الاقل نتيجة أكثر من 60 غارة شنتها طائرات سورية واخرى روسية، كما أعلن المرصد.
ورأى عبد الرحمن أن “تكثيف القصف لمحافظة ادلب تحديداً مرتبط بكون المحافظة تعد الخزان البشري لمقاتلي فصائل جيش الفتح” الذي تمكن الصيف الماضي من السيطرة تماماً على محافظة ادلب.
وأعلن “جيش الفتح” في السابع من آب الجاري، بعد اسبوع من بدء هجومه جنوب غرب حلب بدء مرحلة “تحرير حلب كاملة”.
من جهة اخرى، أصدرت وزارة الدفاع الروسية بياناً أمس جاء فيه ان ست قاذفات روسية من طراز “توبوليف” شنت غارات على جنوب شرق مدينة دير الزور وشرقها وشمال شرقها، دمرت خلالها مركزين قياديين وستة مستودعات أسلحة وآليات لتنظيم “الدولة الاسلامية”، كما قتلت “عدداً كبيراً من المقاتلين”. ويسيطر التنظيم الجهادي على محافظة دير الزور الحدودية مع العراق في ما عدا أجزاء من المدينة ومطارها العسكري.
وكانت وزارة الدفاع الاميركية قالت الجمعة ان “داعش” بات على أعتاب الهزيمة بعدما تمكنت “قوات سوريا الديموقراطية” المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من السيطرة على مدينة منبج في ريف حلب الشمالي اثر معارك استمرت أكثر من شهرين.
غنى قويدر
وعلى جبهة أخرى، أجلى الهلال الاحمر العربي السوري ليل السبت – الاحد الفتاة غنى قويدر (10 سنين) المصابة برصاص قنص في وركها من مدينة مضايا التي تحاصرها قوات النظام الى مدينة دمشق للعلاج، بعد مناشدة ناشطين ومنظمات حقوقية النظام السوري السماح بنقلها.
وأكد مصدر أمني سوري ميداني “اخراج الفتاة غنى قويدر مع والدتها الى مستشفى في دمشق لتلقي العلاج”، مشيراً الى ان “وضعها الصحي مستقر”.
وكانت منظمة العفو الدولية ناشدت في بيان المجتمع الدولي بذل كل ما في وسعه لاجلاء الفتاة التي أصيبت برصاص قنص من أحد أفراد قوات النظام في الثاني من آب، لدى خروجها من منزلها لشراء ادوية لوالدتها
المصدر : النهار