غارات روسية هي الأعنف على حلب الشرقية وبوتين يربط زيارته لباريس باستقبال هولاند له
قتل ثمانية مدنيين على الاقل في غارات جوية روسية هي الاعنف منذ أيام على الاحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، فيما ألغى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة لباريس بعدما قرر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حصر المحادثات معه بالملف السوري.
أفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له أنه “قتل ثمانية مدنيين على الاقل جراء غارات روسية كثيفة على حيي بستان القصر والفردوس في شرق حلب”، موضحاً ان “الغارات اليوم هي الاعنف على الاحياء السكنية منذ نحو أسبوع”.
وتحدث مراسل الى “وكالة الصحافة الفرنسية” في شرق حلب عن تجدد الغارات على الاحياء السكنية في شرق حلب قرابة الساعة الثانية عشرة ظهرا، واستهدفت بشكل خاص احياء القاطرجي والميسر وقاضي عسكري وبستان القصر.
وفي حي بستان القصر، أوضح المراسل ان الغارات أدت الى تدمير مبنيين تماماً اثر استهدافهما. وروى أنه شاهد الكثير من الاشلاء فضلاً عن ضحايا ممددين على الارض لم يتمكن السكان من التعرف الى هويات عدد كبير منهم.
وأشار الى ان متطوعين من الدفاع المدني كانوا يعملون بأيديهم على رفع الانقاض بحثا عن الضحايا، وقد سحبوا جثتي طفلين على الاقل.
وتنفذ قوات النظام السوري منذ 22 ايلول هجوماً على الاحياء الشرقية في حلب وتدور مذذاك اشتباكات على محاور عدة.
وقد تجدد القصف بشكل مكثف على الاحياء السكنية بعد أيام من الهدوء النسبي، الذي اعقب اعلان الجيش السوري في الخامس من تشرين الاول “تقليص” عدد الغارات الجوية والقصف المدفعي على مواقع الفصائل.
وعلى جبهة اخرى في ريف حلب الشمالي الشرقي، أعلن المرصد السوري مقتل عشرة مدنيين من عائلة واحدة واصابة آخرين في تفجير انتحاري استهدف بعد منتصف ليل الاثنين- الثلثاء قرية الماشي الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” التي تضم فصائل كردية وعربية.
وتدور اشتباكات متقطعة بين تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) و”قوات سوريا الديموقراطية” في ريف حلب الشمالي الشرقي منذ تمكنت الاخيرة في آب الماضي من طرد الجهاديين من مدينة منبج، التي شكلت عام 2014 أحد أبرز معاقلهم في محافظة حلب.
بوتين أرجأ زيارة لباريس
وفي ظل معارك حلب، أعلن الكرملين ان بوتين أرجأ زيارة كانت مقررة لباريس في 19 تشرين الأول، لكنه أبقى الباب مفتوحا أمام لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حين يكون الأخير مستعداً له.
وكانت زيارة الرئيس الروسي لفرنسا، وهي بالمقام الأول زيارة خاصة، مرتقبة منذ وقت طويل إذ انه كان سيفتتح “المركز الروحي والثقافي الأرثوذكسي الروسي” المخصص لاحتضان كاتدرائية أرثوذكسية.
وصرح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: “لم يعد ذلك ويا للأسف مدرجاً على جدول الأعمال، والرئيس قرر إلغاء الزيارة” في 19 تشرين الأول.
وفي وقت سابق، أبلغت باريس موسكو أن هولاند جاهز لاستقبال الرئيس الروسي من أجل “اجتماع عمل” حول سوريا وليس لمشاركته في افتتاح المركز، وقت تغير الطائرات الروسية على حلب دعماً لهجوم الجيش السوري.
وأضاف بيسكوف أنه “منذ بداية مشاوراته مع نظيره الفرنسي، أشار الرئيس بوتين إلى أنه مستعد لزيارة باريس حين يكون ذلك مناسبا للرئيس هولاند. لذا سننتظر الى أن يحين ذلك الوقت المناسب”. وفي رد سريع، قال الرئيس الفرنسي إنه “جاهز في أي وقت للقاء” بوتين من أجل “دفع السلام” وخصوصاً في سوريا.
وقال هولاند أمام الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي إن “الحوار مع روسيا ضروري، ولكن يجب أن يكون حاسماً وصريحاً”، لافتاً إلى أن هناك “خلافاً كبيراً” بين باريس وموسكو على الشأن السوري.
وكان هولاند أعلن السبت أنه “لا يزال يطرح على نفسه السؤال” عما اذا كان سيستقبل بوتين، بسبب “جرائم الحرب” التي ارتكبها النظام السوري في حلب بدعم من الطيران الروسي.
المصدر : النهار