غارات روسية وسورية وقصف لقواتهما بشكل مكثف على أقصى ريف حلب الشرقي مع استمرار محاولاتهما استعادة مطار الجراح العسكري

تشهد المناطق التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في أقصى الريف الشرقي لحلب، قصفاً مكثفاً بالقذائف المدفعية والضربات الجوية، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام والمدفعية الروسية تواصلان منذ صباح اليوم استهداف محيط مطار الجراح العسكري، وأماكن في منطقة مسكنة وريفها، وسط ضربات نفذتها الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في محيط منطقة المطار بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، ومواصلة قوات النظام عملية تمشيط الأجزاء التي تقدمت لها داخل المطار، بعد سيطرتها النارية عليه.

في حين لا زال من المنتظر عودة ضخ المياه إلى مدينة حلب، بعد نحو 8 أسابيع من قطعها من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” عن أكثر من مليون ونصف المليون نسمة في مدينة حلب ثاني كبرى المدن السورية، وذلك من خلال مضخات المياه في الضفة الغربية لنهر الفرات، التي استعادت قوات النظام السيطرة عليها أمس الأول، خلال العملية العسكرية التي تقودها مجموعات النمر بدعم من المسلحين الموالين للنظام وقوات النخبة في حزب الله اللبناني وبإسناد من المدفعية الروسية، والمتواصلة منذ الـ 17 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، حيث تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة على أكثر من 140 قرية وبلدة من أبرزها تادف وعران والخفسة، مستعيدة بذلك السيطرة على ما يزيد عن 1000 كلم مربع من ريفي حلب الشرقي، والشمالي الشرقي.

قوات النظام التي استعادت هذه القرى والبلدات، وصلت في عمليتها العسكرية لمطار الجراح العسكري الذي سيطرت عليه نارياًن وبدأت بالدخول إليه قبل ساعات من الآن، وباشرت عمليات التمشيط وتفكيك الألغام فيها، بعد انسحاب معظم عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من المطار الذي شهد في تشرين الأول / أكتوبر من العام 2014، تحليق طائرة حربية امتلكها تنظيم “الدولة الإسلامية” من أصل 3 طائرات، حيث شوهدت تحلق حينها على علوٍ منخفض، في أجواء المنطقة، بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أصبح يمتلك 3 طائرات حربية قادرة على الطيران والمناورة، يعتقد أنها من نوع ميغ 21 وميغ 23، حيث يشرف ضباط عراقيون من الجيش العراقي المنحل، وهم عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، يشرفون على تدريب، المزيد من عناصر التنظيم أصحاب الخبرات، على قيادة هذه الطائرات، من خلال دورات تدريبية، في مطار الجراح العسكري، أو ما يعرف بمطار كشيش العسكري، الواقع في ريف حلب الشرقي، والذي يعد أهم معسكرات تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، وأبلغ سكان من المناطق المحيطة بالمطار، نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في حلب، أنهم شاهدوا طائرة على الأقل، تحلق على علوٍ منخفض، في أجواء المنطقة، بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري، وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد بها السكان تحليق لطائرة تقلع من المطار على علو منخفض، وأبلغت المصادر الموثوقة ذاتها، المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم “الدولة الإسلامية” استولى على هذه الطائرات، بعد سيطرته على المطارات العسكرية التابعة للنظام في محافظتي حلب والرقة، ولم تؤكد هذه المصادر، ما إذا كان تنظيم “الدولة الإسلامية” يمتلك صواريخ لاستخدامها بشكل هجومي.

كما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر أن تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي خسر عشرات القرى والمزارع والبلدات في ريفي حلب الشمالي الشرقي، منذ الـ 17 من كانون الثاني من العام الجاري، إثر عملية عسكرية أطلقتها قوات النظام، إضافة لخسارته عشرات القرى والبلدات والمدن في ريف حلب الشمالي الشرقي لصالح قوات عملية “درع الفرات”، لا يزال يسيطر على بلدتي دير حافر ومسكنة وقرى أخرى بريفيهما، وعلى الرغم من تقلص السيطرة وانهيار تنظيم “الدولة الإسلامية” بشكل متلاحق في الريف الحلبي، إلا أنه – أي التنظيم- لا يزال يهدد قوات النظام في مدينة حلب -ثاني كبرى المدن السورية-، عبر عزلها الشريان الرئيسي الذي يوصل مدينة حلب بمناطق سيطرة النظام في بقية المحافظات السورية، حيث يمكن لتنظيم “الدولة الإسلامية” قطع هذا الطريق الواصل بين مدينة حلب وأثريا بريف حماة عبر منطقة خناصر، في حال تنفيذه هجوم على هذا الطريق الاستراتيجي والذي تعرض في وقت سابق لهجمات، الأمر الذي سيعود على النظام بعواقب وضائقات اقتصادية كبيرة في مدينة حلب، ويثير استياء المدنيين الذي لم ينطفئ حتى الآن بفعل عمليات التعفيش التي يمارسها المسلحون الموالون للنظام وبفعل انقطاع المياه عن مدينة حلب منذ نحو 8 أسابيع.